الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مسؤول عراقي: قوات الأمن عاجزة أمام سيطرة المسلحين

مسؤول عراقي: قوات الأمن عاجزة أمام سيطرة المسلحين
22 أغسطس 2013 00:10
كشف مسؤول أمني عراقي أمس عن تدفق العديد من البرقيات الاستخبارية واحدة تلو الأخرى تفيد بوجود مخطط لإسقاط وبغداد، وسط عجز الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن الجماعات المسلحة مسيطرة على الوضع أكثر من قوات الأمن. فيما استمرت الإجراءات الأمنية المشددة في بغداد وقطعت الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء التي شهدت في داخلها إجراءات أخرى غير مسبوقة تعرض لها الموظفون العاملون في المقار الحكومية ومجلس النواب. وهاجم التيار الصدري حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي متهما إياه بتمهيد الأرض العراقية إلى “عودة الهيمنة الأميركية للعراق” من أجل البقاء في السلطة لولاية ثالثة. فيما قتل 9 أشخاص وأصيب 14 آخرون باعتداءات في عدة مدن عراقية، واعتقلت القوات الأمنية 16 شخصاً بتهمة الإرهاب. وتشهد بغداد إجراءات أمنية مشددة وانتشاراً واسعاً لعناصر الجيش والشرطة وإغلاق العديد من المناطق بالكامل، إلا أنها لم تمنع التفجيرات المتلاحقة مما أربك الشارع العراقي وتسبب بشل الحركة المرورية للعجلات وسط خوف وذعر واستياء لأهالي بغداد. ونقلت وكالة أورنيوز عن نائب رئيس اللجنة الأمنية في حكومة بغداد المحلية فاضل الشويلي قوله إن “هناك عدة برقيات متتالية أتت وتأتي بشكل متلاحق من الاستخبارات واحدة تلو الأخرى، تفيد بوجود مخطط لاقتحام بغداد وإسقاطها بالمفخخات والأحزمة الناسفة. وأشار إلى أن تلك البرقيات أصابتنا وأصابت القوات الأمنية بالجنون والإحباط وجعلت منهم حائرين ماذا سيفعلون، كونهم يتوقعون في كل ساعة هجوما عليهم”. وبين أن البرقيات تتحدث عن خطط لشن سلسلة من التفجيرات بالمفخخات والأحزمة الناسفة على المنطقة الخضراء والوزارات وإسقاط الحكومة المحلية واقتحامها واتخاذها مقرا لها لانطلاق عملياتها”. ولفـت إلى أن الجمـاعات المسلحـة سحبت البساط من تحت قيادة عمليات بغداد، وهي المسيطرة الآن في العاصمة لأنها تنفذ ما تريد وسط عجز عمليات بغداد عن رد أي شيء فهي مصابة بالإحباط والجنون واليأس. وبشأن إغلاق بعض المناطق أوضح الشويلي أن بعض المناطق أغلقت بناء على البرقيات التي وصلت بوجود مخطط لضربها، وآخر برقية أتت تتحدث عن ضرب مدينة الشعب من خلال تسلل مجموعة من المسلحين من مناطق التاجي والراشدية القريبة منها. وأفاد بأنه تم توجيه كتب لعمليات بغداد بتخفيف الزخم وتقليل الزحامات وفك الخناق على تلك الأحياء، لكنها أجابت أنها تنفذ خطة مسك الأرض في تلك الأحياء بعد ورود المعلومات باستهدافها. وأغلقت القوات الأمنية العديد من أحياء العاصمة بالكتل الكونكريتية بالكامل وجعلت لها منفذاً واحداً، وكثفت من نشر الدوريات ونقاط التفتيش مما جعل طوابير الانتظار أمام نقاط التفتيش تصل إلى أوقات طويلة لتخطي تلك الحواجز الأمنية. ورافقت هذه الإجراءات عمليات دهم وتفتيش في العديد من المناطق والأحياء في بغداد وضواحيها لتعقب ما سمتهم القوات الأمنية بالإرهابيين الذين يقفون وراء التفجيرات والعمليات المسلحة. وشهدت جميع الطرق في بغداد زحاماً مرورياً منقطع النظير نتيجة لقطع أغلب الطرق الرئيسة في المدينة بعد تداول معلومات بين الجهات الأمنية ووسائل الإعلام ونواب البرلمان باستعداد مجموعات مسلحة بالقيام بهجوم على المنطقة الخضراء والبرلمان العراقي في محاولة لإسقاط الحكومة. وتداول العراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدعوات للتظاهر نهاية الشهر الجاري، احتجاجاً على رواتب التقاعد للنواب والرئاسات الثلاث وسياسة الحكومة في التهميش والإقصاء. وعبر عدد من العراقيين عبر تلك المواقع عن استيائهم من قرار الحكومة الأخير بزيادة الرواتب للدرجات الوظيفية الدنيا، عادين هذا القرار بأنه رد فعل على الدعوة للتظاهر وربما المطالبة بإسقاط الحكومة. وكان مجلس الوزراء قد أصدر قراراً أمس الأول يقضي بتعديل رواتب الموظفين للدرجات الدنيا وتعديل درجاتهم ابتداء من مطلع العام المقبل. من جهتها اتهمت كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري، حزب الدعوة بزعامة المالكي، بالتأسيس لتحالف جديد مع الولايات المتحدة “لعودة الهيمنة الأميركية إلى العراق” والبقاء في السلطة لولاية ثالثة. وقالت النائبة عن الكتلة إقبال الغرابي إن “حزب الدعوة بدأ يؤسس لتحالف جديد مع واشنطن لبقائه في السلطة”، مشيرة إلى أنه “يتخذ من الملف الأمني ذريعة لعودة الاحتلال”. وأضافت أن “حزب الدعوة شعر بأنه الخاسر الوحيد سياسياً وحكومياً، وأن خصمه التيار الصدري من الشركاء الأقوياء داخل العملية السياسية”، موضحة أنه “بدأ يلجأ إلى محاربة التيارالصدري صاحب القاعدة الجماهيرية والسياسية”. وتشير تقارير وتصريحات لشخصيات من المجلس الأعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم ، والتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، عن عزم التيارين بالاتفاق مع القائمة العراقية بتشكيل تحالف لضرب التحالف الذي قد يشكله رئيس الحكومة لتشكيل الحكومة المقبلة. وطالبت كتلة المواطن النيابية التي تمثل المجلس الأعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، بتعيين وزيري الداخلية والدفاع وإجراء تغييرات سريعة في القيادات الأمنية لمواجهة “الإرهاب”. من جانبه كشف مصدر نيابي عن استضافة الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي في مجلس النواب العراقي. وقال المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أمس إن “لجنة الأمن والدفاع النيابية استضافت صباحا عدنان الأسدي”. وأضاف أن “جلسة الاستضافة لم تستغرق سوى نصف ساعة فقط، بعدها خرج الأسدي”. وكان مقرر البرلمان العراقي محمد الخالدي أعلن السبت الماضي، عن استدعاء كبار القادة الأمنيين تحت قبة البرلمان، وحثهم على ترك مراكزهم في حال رفضوا الحضور. وتشهد العاصمة العراقية بغداد تشديدات أمنية منذ نحو أسبوع بعد حوادث تفجيرات دامية أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، عجزت فيها قوات الأمن عن السيطرة على التدهور الأمني. وتصاعدت أصوات النواب العراقيين مطالبة الحكومة بتخفيف التشديدات الأمنية التي وصلت حد حظر التجوال وحصار لمناطق كاملة في بغداد وبعض المحافظات العراقية مما زاد المخاوف من حدوث مجاعات بسبب نقص المواد الغذائية. ميدانيا أفاد مصدر في شرطة محافظة نينوى أمس بأن حارساً في سجن بادوش غرب الموصل قتل، وأصيبت والدته بهجوم مسلح من قبل جماعة مجهولة. وذكر أن مديري شرطة واستخبارات المحافظة نجيا من محاولة اغتيال بتفجير عبوتين ناسفتين أسفرت عن إصابة أربعة من حماية مدير الاستخبارات غرب الموصل. كما قتل اثنان من عناصر البيشمركة، وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار عبوة ناسفة شمال الموصل، كانت موضوعة على جانب الطريق العام المؤدي إلى قضاء تلكيف. وفي بغداد تسلل مسلحون إلى منزل مسؤول في قوات الصحوة وقتلوا ابنه وقريبه في غرب العاصمة. وأسفر انفجار 6 قنابل في مناطق متفرقة من بغداد عن مقتل مدنيين وضابط في الجيش وإصابة 5 أشخاص، وأدى أحد الانفجارات إلى انهيار أحد المساجد. وفي كركوك قتل عامل وأصيب مدني بهجوم مسلح جنوب المحافظة، بعد أن هاجم مسلحون مجهولون ظهر أمس سيارة تحمل طابوقاً تعود لسائقها عند خروجه من معمل تصنيع البلوك في المنطقة الصناعية جنوب كركوك، وأطلقوا النار على السيارة مما أسفر عن مقتل العامل وإصابة مدني. إلى ذلك أعلن جهاز مكافحة الإرهاب أمس عن اعتقال “شبكة إرهابية” تتكون من 16 شخصاً تقوم بـ”تفخيخ عجلات ومهاجمة سيطرات” أمنية. وقال الجهاز في بيان إن “قوة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من إلقاء القبض على شبكة إرهابية مكونة من 16 شخصا”. ولم يشر البيان إلى مكان أو زمن الاعتقال، إلا أنه أوضح أن هذه الشبكة تقوم بأعمال مسلحة وتفخيخ عجلات ومهاجمة سيطرات أمنية.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©