إعداد - أيمن جمعة:
كم هي حصة النفط من اجمالي الطاقة التي يستهلكها العالم؟ هل هي 80 % أم 66 % أم 50 %؟ مع كل الضجة المثارة حول الاتجاه الصعودي لاسعار ''الذهب الاسود'' منذ سبعة أعوام، فان البعض قد يتوهم أن نسبة مساهمة النفط في توليد الطاقة بالعالم كبيرة جدا، لكن الحقيقة ان الاجابة هي 30 % تقريبا، والاكثر أهمية من ذلك ان حصة النفط في سوق الطاقة العالمي تقل الآن كثيرا عما كانت عليه ابان الصدمة النفطية الاولى عندما وصلت الى 50 % تقريبا·
وتشير مجلة ''فوربس'' في ملف خاص عن ''آفاق الطاقة لعام ''2007 الى ان ''مخاوف السعر'' هي من الأسباب التي دفعت حصة النفط نزولا، رغم حقيقة ان النفط لايزال أرخص بعد حساب معدلات التضخم مما كان عليه قبل ثلاثة عقود، وتضيف ''لكن السبب الرئيسي هو ان العالم تعلم كيف يعظم استفادته من النفط· فالتقنيات الجديدة، والتحول في نماذج التصنيع العالمي، ساعدا العالم على تحقيق أكبر نمو اقتصادي من كل برميل نفط يتم استهلاكه·''
ورغم هذا كله فان الطلب على النفط لايزال يرتفع، وتظهر الاحصائيات ان استهلاك النفط ارتفع خلال السنوات الثلاثين الماضية من 2,7 مليار طن الى 3,8 مليار طن، وتتزامن هذه الزيادات مع زيادات أكبر في استهلاك مصادر الطاقة بصفة عامة حيث قفزت من ستة ملايين طن من مكافيء النفط عام 1973 الى 11,1 مليون طن حاليا، ومن المتوقع ان يرتفع الرقم أكثر بنسبة 27 % الى 14 مليون طن بحلول عام ··2030 هذا حتى مع تطبيق الاجراءات المحافظة للحد من استخدام الطاقة·
وأميركا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، لكن شهيتها الضخمة للنفط يجعلها أكبر مستورد له، فهي تستورد حوالي برميلين مقابل كل برميل تنتجه· كما انها أكبر مستورد للمنتجات البترولية· وهي أيضا تستورد أربعة براميل مقابل كل برميل تستورده الصين·
وخلال بحثه عن مصادر للطاقة أرخص سعرا، تحول العالم الى الغاز الطبيعي،وتحول ولكن بدرجة أقل الى الفحم والطاقة النووية· وهو لم ينجح حتى الآن في الوصول الى الانتاج المجدي تجاريا من مصادر الطاقة البديلة مثل الايثانول وغيره من الوقود الحيوي أو الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والامواج· فقد استقرت حصة هذه المصادر من سوق الطاقة العالمي خلال العقود الثلاثة الماضية دون تغيير يذكر عند مستوى 11 % تقريبا·
والعالم يستخدم اليوم كميات أقل من النفط لانتاج الطاقة الكهربائية مما كان عليه الحال عام 1973 وذلك رغم حقيقة ان انتاج الكهرباء ارتفع الى ثلاثة أمثاله ليصل الى 17,5 مليار واط في الساعة من 6,1 مليار واط قبل أكثر من ثلاثة عقود· وهناك دولتان تنتجان 46% من اجمالي الكهرباء على مستوى العالم هما الولايات المتحدة والصين·
وفي المقابل ارتفع استهلاك النفط في قطاع النقل سواء لحركة الانسان أو البضائع، تلى ذلك وسائل النقل بنسبة 58% من امدادات النفط أي ما يعادل 1,9 مليار طن مقارنة مع 42 % أي 905,6 مليون طن قبل ثلاثة عقود· ورفع الغاز الطبيعي حصته في امدادات الطاقة العالمية الى 2,3 مليار طن من النفط المكافىء أي 20% من السوق مقارنة مع مليار طن فقط أي 16 % عام ،1973 كما رفع الفحم حصته هو الآخر ولكن بنسبة طفيفة واستقر عند 25% (2,8 مليار طن من مكافىء النفط)·
ورفعت الطاقة النووية مساهمتها بشكل ملحوظ· ففي عام 1973 أي قبل 13 عاما من كارثة تشرنوبيل، كانت هذه الطاقة تقدم 1 % فقط من امدادات الطاقة العالمية· واليوم وبعد 20 عاما من تلك الكارثة، ارتفعت النسبة الى 6,5 % وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الطاقة الكهرومائية· واميركا وفرنسا واليابان هي أكبر ثلاث دول لانتاج الطاقة النووية، وتقدم حوالي 66 % من اجمالي هذه الطاقة عالميا· وتلعب هذه الطاقة دورا مهما في فرنسا حيث تساهم في توليد 80 % من الطاقة الكهربائية في حين تحصل اوكرانيا والسويد على نصف هذه الطاقة من المحطات النووية· وتقدم هذه المفاعلات خمس الطاقة الكهربائية التي يستخدمها السوق المحلي الاميركي·
وارتفعت مساهمة الطاقة النووية في توليد الكهرباء الى 16 % من ثلاثة في المئة عام 1973 في حين تراجعت حصة النفط من 25 % الى سبعة في المئة خلال الفترة نفسها· وبغض النظر عن مزاياها البيئية فان مصادر الطاقة البديلة لا تزال غير مجدية اقتصاديا أو غير متوفرة بكميات تكفي لاقناع الدول الغنية (التي تلتهم نصف الطاقة العالمية) بالتخلص من ادمان النفط·
عدد اليوم
