الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوعية البيئية تحتاج إلى تكاتف المجتمع مع الحكومة

التوعية البيئية تحتاج إلى تكاتف المجتمع مع الحكومة
21 نوفمبر 2010 20:36
يقول الدكتور والخبير البيئي داود حسن كاظم، إنه لابد من تفعيل رؤية ورسالة التوعية البيئية، طالما أن هذين المصطلحين أصبحا ضمن مفردات استراتيجيات الوزارات والدوائر الاتحادية والمحلية داخل الدولة وخارجها، ويؤكد الدكتور كاظم أن الرؤية هي جعل المجتمع يمتلك المعرفة والثقافة البيئية ويترجمها في سلوكه اليومي ونشاطاته المختلفة. وهذان الأساسان بحاجة إلى أهداف ومبادرات رئيسية وفرعية وفترات زمنية تترجم فيها المبادرات، وكذلك يحتاجان إلى موازنات وسقف زمني وتقييم أداء وتعديلات في المبادرات، وأحياناً الأهداف للوصول إلى الرؤية والرسالة. يضيف كاظم أن الموضوع يؤخذ من أرض الواقع في الإمارات من أجل إجراء المقارنة، لكن قبل ذلك لابد من الإشارة إلى أن الدولة شهدت تطورا كبيرا ومتنوعا في مجالات التوعية البيئية، منذ إنشاء جمعية أصدقاء البيئة عام 1990 وحتى اليوم، إلى جانب ما قامت به إدارات البيئة في الحكومات المحلية وبلديات الدولة، وكان لإنشاء الهيئة الاتحادية للبيئة دور آخر في هذا المجال من خلال الندوات والدورات والمطبوعات التي أنجزتها خلال فترة عملها حتى اندماجها مع وزارة البيئة والمياه. من أول البرامج والأنشطة التوعوية التي قامت بها منظمات المجتمع المدني على المستوى المحلي، الانضمام إلى حملة “نظفوا العالم” كأول دولة في الخليج تنضم إليها، وبعدها كانت المهرجانات والمحاضرات لطلبة المدارس كافة وفي مناطق عديدة من إمارات الدولة، وبمشاركة من جمعيات النفع العام المختلفة مثل جمعية الإمارات الطبية وجمعية النهضة النسائية، وأندية فتيات الإمارات وجمعية أم المؤمنين النسائية ومركز عوشة بنت حسين الثقافي، وأيضاً جمعية كشافة الإمارات وجمعيات المعلمين والحقوقيين والجمعيات الخيرية، وهناك أيضاً جمعيات الغوص وحماية المستهلك وغيرها الكثير. منظمات المجتمع المدني ويضيف: هناك أيضا الرعاية والدعم الكبير الذي قدمته بلديات الدولة وسلطة المنطقة الحرة لميناء جبل علي، والعديد من شركات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، والتي كان من أبرزها معهد الإمارات للتدريب والدراسات المصرفية والوزارات الاتحادية كوزارة الماء والكهرباء ووزارة الزراعة والثروة السمكية والجامعات والمدراس في مختلف إمارات الدولة. كل تلك الجهات تفاعلت بشكل أو بآخر مع أنشطة منظمات المجتمع المدني في نشر الوعي البيئي بين الجمهور، وأصبحت تؤشر إلى ضرورة التصدي للأخطار البيئية سواء كانت محلية المصدر أو خارجية، خاصة بعد حربي الخليج الأولى والثانية واللتين كانتا الدافع وراء إنشاء جمعية أصدقاء البيئة، وإلى ضرورة وضع التشريعات والأنظمة التي تحقق هذا الهدف، وبالفعل تحقق ذلك في عام 1999 بصدور القانون الاتحادي رقم 24 الخاص بحماية البيئة وتنميتها، وقبل هذا القانون كانت هناك أنظمة وأوامر ولوائح وقرارات محلية تقوم بهذه المهمة على مستوى كل إمارة. رجل البيئة ويشير كاظم إلى جمعية أصدقاء البيئة التي أقامت مؤتمرات تخصصية وورش عمل ودورات تدريبية للمعلمين والمشرفين التربويين، تعنى بموضوعات التلوث البيئي والمياه والنفايات، وشاركت فيها منظمات المجتمع المدني والوزارات وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب الخبراء والمختصين من داخل الدولة وخارجها، كما أن جمعية أصدقاء البيئة شاركت في كل أنشطة الهيئة الاتحادية للبيئة مثل الدورات التدريبية للإعلاميين، وكذلك النشاطات التي قامت بها بلديات دبي وأبوظبي والشارقة. وبعد أن سرد الدكتور مختصراً عن النشاطات التوعوية التي جرت في الدولة من مختلف الجهات المدنية والحكومية، وباستخدام كل الوسائل والسبل، طرح سؤالاً قال فيه: هل استطاعت كل هذه النشاطات إيصال الرسالة والرؤية البيئية إلى الجميع؟، ثم أكمل بأنه يستطيع أن يجزم بأنه وبالرغم من التطور الهائل والمبادرات التي كانت تنفذ بتكاليف مالية زهيدة لاتتجاوز بضعة الآلاف من الدراهم، استطاعت حملات التوعية البيئية إيصال الرسالة إلى الجهات الحكومية، وأن تنهض الدولة بمهامها تجاه البيئة بشكل مكنها من أن تحصل على أول وسام بيئي قدم إلى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كرجل البيئة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة. جهل بيئي ويضيف: من جهة أخرى تم إدراج موضوع البيئة ضمن المناهج الدراسية، أما على المستوى المجتمعي فقد ظلت النشاطات حبيسة المناسبات والتوجه الواحد للجاليات والمواطنين الناطقين باللغة العربية واللغة الإنجليزية، كما أن زخم تلك النشاطات خف عن السابق ولهذا نرى أن التأثير تضاءل، والمؤشر يؤكد تزايد المخالفات البيئية وبالأخص بين الجاليات التي لا تجيد اللغة العربية أو الإنجليزية، والذين يشكل الخدم والعمال منهم الغالبية العظمى. ويتابع الدكتور كاظم أن الدليل على ذلك يتجلى عند زيارة أية بناية في أية إمارة يسكن فيها العمال، أو عند مراقبة تصرف الخدم والعمال في المنازل والفلل والشقق عند التعامل مع المياه والطاقة، فستجد أنهم يتصرفون بصورة تنم عن جهل بيئي، كما أنهم وخلال تجمعاتهم الأسبوعية مازالوا يتركون المكان الذي يتواجدون فيه سواء كان حديقة عامة أو شاطئاً وحتى الشوارع، يتركونها وهي تحتوي على الكم الهائل من النفايات واللون البني الناجم عن بصق “البان” الذي أصبح لوناً يدل على مرورهم من هذا المكان أو ذاك، بالرغم من الغرامات التي تفرضها البلديات على مثل هذه الممارسات والتشويهات للمنظر العام. معاقبة المخالفين ويوضح أن الأمر يحتاج إلى دراسة واتباع الطرق غير التقليدية في نقل الوعي البيئي كاستخدام اليافطات واللوحات الإلكترونية الإرشادية في الحدائق العامة وعلى الشواطئ، وفي الشريط الاخباري في القنوات التلفزيونية، وضمن وسائل الإعلان الحديثة مع استخدام المطويات والإرشادات، وترجمتها إلى اللغات التي تفهمها الشريحة المستهدفة بحملات التوعية وهم الفئات التي تعمل في خدمة المنازل والمكاتب والأماكن الأخرى والعمل وغيرهم، واستخدام الرسائل النصية القصيرة على الهواتف الجوالة، مع التشدد في تطبيق القوانين ومواصلة ذلك على الدوام لأن النمو الاقتصادي ولد وفرة سكانية وتنوعاً ديموغرافيا وثقافياً، لم تشهده الدولة من قبل ويتطلب العمل الدائم على نشر الثقافة البيئية والتوعية، بمخاطر التلوث والسلوك الخاطئ تجاه البيئة ومعاقبة المخالفين. دور الإعلام يقول د. كاظم: المطلوب منح مساحة أكبر من قبل أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وأن تكون ثابتة وتناقش المواضيع البيئية، وأن يكون العاملون عليها أو الكتاب فيها ومعدوها ومقدموها ممن تأهلوا إعلامياً وبيئياً، ووضع سياسة الثواب والعقاب موضع التطبيق، واختيار “يوم البيئة الوطني” ويوم “نظفوا العالم” للتكريم، ونشر قائمة المكرمين إلى جانب نشر أسماء المخالفين كوسيلة لردعهم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©