السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغاربة يحترفون تمثيل دور أطباء الأسنان في عيادات بالهواء الطلق

مغاربة يحترفون تمثيل دور أطباء الأسنان في عيادات بالهواء الطلق
21 نوفمبر 2010 20:35
يلجأ حلاقون وأطباء تقليديون كانوا يقومون بدور الطبيب في السابق إلى حيل جديدة لكسب رزقهم بعد أن تقلص الإقبال عليهم نتيجة تطور المجتمع واتجاه الناس إلى الطب، حيث يرفض أغلب هؤلاء العشابين والحلاقين الذين كانوا يقومون بتشخيص المرض ووصف الدواء وإجراء عمليات الحجامة وخلع الأسنان في الأحياء الشعبية والقرى بالمغرب، التنازل عن مكانتهم وتغيير حرفتهم، ويعملون على استغلالها بشكل فولكلوري لا يخلو من تشويق وطرافة، وبأسلوب يذكر العامة بأهمية الطبيب التقليدي أو “الحلاق” والدور الذي كان يقوم به في العقود الماضية. عيادة في الهواء في ساحة جامع الفنا التي صنفتها “اليونسكو” تراثاً شفوياً عالمياً يعرض الأطباء التقليديون مجموعة من الأدوات الطبية القديمة والشواهد التي حصلوا عليها كخبراء في الحجامة والأعشاب لجذب الزبائن والسياح، ويجتهد كل منهم لتأكيد خبرته في علاج المرضى بعرض مجموعة كبيرة من الأسنان التي قام بخلعها لإقناع الناس بقدرته وموهبته في هذا المجال. كان هؤلاء المعالجون ينصبون عياداتهم في الأسواق الأسبوعية ويتنقلون من قرية إلى اخرى ويستقبلون المرضى في هذه العيادات المكشوفة حيث يقومون بالحجامة وخلع الأضراس أمام الملأ ووصف العلاج للمريض ومنحه الدواء الشافي لوقف آلامه، أما اليوم فيكتفون بتذكير الناس بالخدمات التي كانوا يسدونها لهم ويطلبون المساعدة من المارة والسياح. وتثير طاولة هؤلاء المعالجين انتباه المارة فيتوقف أغلبهم للتمعن في هذا الأشياء الغريبة التي يعرضونها، من “أدوات طبية” قديمة وصور وشواهد ومسكنات مصنوعة من الأعشاب ومخلفات عملياتهم السابقة من أسنان رجال ونساء وأطفال وشيوخ من جنسيات مختلفة وحتى أطقم أسنان مستعملة سابقا. مشهد تمثيلي رغم أن الأمر يبدو غريبا فإن البعض لا زال يلجأ لمثل هذه “العيادة الطبية” المنصوبة على الطريق للتخلص من آلام الأسنان أو خلع ضرس أو الحصول على طاقم أسنان كامل، كما يقول المعالج السابق بوشعيب المراكشي، الذي يعرض على طاولته تاريخه الطبي، ويحتفظ بأغلب الأسنان التي خلعها لمرضاه، ويوضح “ما يوجد على الطاولة حصيلة سنين طويلة أمضيتها متنقلا بين القرى والأرياف أقدم خدمات للناس وأقوم بعمليات الختان والحجامة والكي وخلع الأسنان. أما اليوم فأكتفي بعرض هذه المخلفات للاستعراض والفرجة حيث أنها تجذب السياح والزوار ويلتقطون الصور مقابل بعض المال”. ويقترح المراكشي على زبائنه الجدد التظاهر بأنهم يزيلون سناً حيث يجلس الزبون على كرسي قرب “الطاولة العجيبة”، ويقترب منه المراكشي حاملا ملقطا حديدا وسنا وينتهي المشهد بالتقاط صورة كوميدية تشد انتباه كل من يراها. ويعترف المراكشي بأنه يعيش من مردود هذه المشاهد المفبركة، إضافة إلى بيع طواقم الأسنان الاصطناعية الجديدة والمستعملة. ويؤكد أنه قادر على معالجة آلام الأسنان، وإنقاذ المرضى من تكاليف العلاج المرتفعة في العيادات الطبية. ويقول “هذه المهنة أصبحت تشهد انحسارا بسبب الخوف من انتقال الأمراض المعدية والفيروسات القاتلة، وليس بسبب قلة خبرة المعالجين التقليديين المتخصصين في هذا المجال”. يعمل في ساحة جامع الفنا التي أعلنتها “اليونسكو” تراثا شفويا إنسانيا عام 2001 مروضو الأفاعي وقارئات الحظ والراقصون الشعبيون والحكواتيون والبهلوانيون والرياضيون والفتيات البارعات في الزخرفة بالحناء والوشم إضافة إلى المطاعم المتنقلة التي تعد اشهر وأطيب المأكولات المغربية.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©