الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مركز الأبحاث البيطري ينتج الهجن «السبوق» ويدرس استنساخ أول جمل

مركز الأبحاث البيطري ينتج الهجن «السبوق» ويدرس استنساخ أول جمل
21 نوفمبر 2010 20:30
حركة نشطة يشهدها مركز الأبحاث البيطري بسويحان، بعد أن حققت أبحاثه سبقاً على مستوى العالم، حيث يقوم بتقنية زرع الأجنة، وعلاج عقم النوق، وحقق رقما قياسيا إذ أنتجت ناقة واحة سبوق 24 ولداً خلال سنة واحدة، كما يعمل المركز على بحث استنساخ الجمال، ويعمل حالياً على تقنية فحص حمل الغنم، خاصة من سلالات النجدي، كما يقدم خدمة الكروموزومات لإثبات بنوة بعض الجمال مجهولة النسب، وهي تقنيات حديثة توصل لها المختبر. تأسس مركز الأبحاث البيطري بسويحان في عام 1990 بناءً على توجيهات ودعم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان - نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس اتحاد سباقات الهجن آنذاك وممثل حاكم المنطقة الغربية وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني. ويقوم على تقديم خدمات المركز طاقم طبي وتقني عربي مائة بالمائة، وهو يتكون من البروفيسور عبد الحق أنواسي مديرا للمركز، والدكتور الحاج خاتير، والمصطفى العدناني المشرف التنفيذي، ومحمد أعزاب وعادل شراهة كمساعدين. انتاج 60 مولوداً عن خدمات المركز وعن الحفاظ على السلالات السبوقة، يقول البروفيسور عبد الحق أنواسي، المدير العام للمركز “يعتبر مركز الأبحاث البيطري بسويحان، المختبر الوحيد في العالم الذي يفتح أبوابه لجميع المواطنين وملاك الإبل من مختلف بلدان مجلس التعاون الخليجي، كما أنه يحقق الاستفادة من زرع الأجنة، والهدف من هذه الخدمات هو تحسين سلالات الإبل السبوقة، والإبل العربية الأصيلة عن طريق الأم، بتقنية ما يعرف بزرع الأجنة، فيما التحسين عن طريق الأب يتم بطريقة التقنية التي تسمى التلقيح الاصطناعي”. وعن مميزات زرع الأجنة يقول “هذه العملية تخول الناقة من أن تنتج خلال سنة ما تنتجه طوال سنوات عمرها، وفي بعض الأحيان تنتج 3 أضعاف ما تنتجه طوال حياتها، وذلك ما حصل مع الناقة المعروفة “السمحة” والتي كانت مملوكة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد والتي أنتجت خلال 3 سنوات 60 مولودا”. ويلخص البروفيسور أنواسي عملية الإنتاج في زرع الأجنة؛ فيقول “تنتج الناقات السبوقات مواليد كثيرة تفوق ما تنتجه طوال عمرها عن طريق زرع الأجنة، وملخص التقنية أن الناقة الأم السبوق يتم تهيئتها بالهرمونات لتكثير البيض في المبيض، ثم يتم مناخها للبعير كل عشرين يوما وكل أسبوع يتم غسل الرحم، للحصول على أجنة ملقحة عمرها أسبوع ويتم بعد ذلك زرع هذه الأجنة في رحم إناث مستقبلات، يتكفلن بالحمل والرضاعة، وهؤلاء المستقبلات لا تعطي صفاتها الوراثية للجنين، وهكذا في كل حالة حصول 20 حالة ولادة تكون هناك 20 أماً بديلة، حيث يتم الحصول على جمال من أم واحدة وآباء مختلفين ما يعطي الفرصة للأم أن تنتج جمال سبوقين”. ويضيف “عند الولادة يتم فحص المادة الوراثية “DAN” حيث يثبت أمومة الأم الأصلية، وليست البديلة، ويقوم مركز الأبحاث البيطري بإصدار جواز للمولود عبارة عن رقم يحمله في رقبته، وآخر إلكتروني تحت يكون تحت الجلد يظل مدى حياة الجمل”. تقنية الزرع عن الإضافات التي يحققها المركز في عالم السباقات، يقول البروفيسور أنواسي “الامتياز الذي يحققه المركز هو أنه استطاع إنتاج أعداد كبيرة من الإبل اللواتي ينحدرن من أمهات سبوقات ومن آباء سبوقين، وهذا يزيد حظوظ ربح السباقات بحيث كل مواليد هذه التقنية، فازوا في الختامي في أبوظبي ودبي وقطر، ومنهم “الحذرة” و”الزود” و”ناصي” وهي هجن عرفت بقوتها وهي من إنتاج المركز، وما أنتجناه منذ أن فتح المركز أبوابه للزرع هو 3500 مولود، من تقنية زرع الأجنة، ولم يعق هذه العملية أي عوائق، فكل الولادات تمت بشكل طبيعي ولا تشوه يذكر، وضمن كل 10 حالات زرع منهم 5 حوامل، أي أن العملية تنجح بنسبة 50%”، مؤكدا أن عملية زرع الأجنة يمكن الاستفادة منها في بعض الدول الفقيرة لكي تطبق على النوق التي تذر الحليب، بحيث تمكنها من الحفاظ على هذه السلالات والزيادة في إنتاج هذا النوع. وعن أنشطة مركز الأبحاث البيطرية سويحان، يقول أنواسي إن “النشاط الرئيسي للمركز هو زرع الأجنة، والثاني هو فحص النوق ومعالجتهم من العقم، أما الثالث فهو استقبال النوق والإبل بهدف تلقيحهم، وهذه تظل في المختبر لمدة 3 أشهر حتى يثبت الحمل، ثم يتسلم المالك الناقة الحامل، وتلقح هذه النوق من سلالات معروفة بتاريخها الكبير في مجال السباقات من قبيل جبار وعيال الطيار، والزمول أو أولادهم”. أما عن الصعوبات التي تعترض المركز فيقول أنواسي “الصعوبة الوحيدة تكمن في ارتفاع الطلب، حيث إن الطلبات تفوق قدرة المركز على التلبية”. ومن أنشطة المركز أيضا يقول أنواسي “القيام بالبحوث العلمية، بحيث تمكن المركز من إنتاج أول جمل أنابيب في العالم سنة 2003، حيث يتم تخصيب البويضة خارج الرحم، ثم أعيدت للرحم”. وعن الهدف من الزرع يقول أنواسي “نقوم بهذه العملية لحل بعض مشاكل العقم مثلا بعض النوق تعاني من انسداد قناة الفالوب، أو تعرض بعض النوق لحوادث، أو وفاة ناقة سبوق، حيث يمكننا فصل المبايض وإعادة زرع البويضة، لإنتاج عينة من سلالتها خلال نصف الساعة الأولى من وافتها”. يؤكد البروفيسور أنواسي أن المركز لم يتوصل إلى طريقة لاستنساخ جمل رغم أن البحوث سارية بجدية في هذا المجال. ويوضح “الهدف من الاستنساخ أن هناك مثلا ناقة يحبها مالكها كثيرا، تصل لعمر كبير، ويحب أن يحصل على واحدة مشابهة لها تماما، كما هناك بعض الجمال (الزمول) الذين أنتجوا ولكن أصبح سنهم كبيرا، مثل جبار وشاهين والإكليلي ولم يعد باستطاعتهم الإنتاج”، مشيرا إلى أن العملية تعثرت لأسباب فنية وتقنية وقد نتج عن التجارب الأولية نجاح لحالة حمل إلا أنها أجهضت في الشهر الرابع ما حال دون الحصول على أول جمل مستنسخ. السعي للاستنساخ ويفتح مركز الأبحاث البيطري سويحان أبوابه كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع لملاك الإبل الذي يأتون إليه من مختلف دول مجلس التعاون بالإضافة إلى الإمارات، لعلاج نوقهم من العقم، أو لتحسين نسلها وذلك بزراعة أجنة أحسن النوق السبوق، لإنتاج أحسن نوع وللحفاظ على السلالات السبوقة. وعن خدمات المركز، يقول سويد المنصوري، أحد المواطنين الذي كان يتواجد في المركز، حيث يأتي له بشكل دوري لمعالجة نوقه، منذ 5 سنوات، إنه يملك أكثر من 150 رأساً من الجمال، من بينهم المصيحة التي فازت بثلاث سيارات سابقا وجوائز نقدية. ويضيف “منذ عرفت بخدمات المركز التي يقدمها لكل ملاكي الإبل، وكان ذلك منذ 5 سنوات قدمت هنا لأستفيد من هذه الخدمات، وأنا أملك 150 رأساً من الإبل بالوثبة، وهذا يجعلني أبحث عن علاج العقم الذي يصيب بعض النوق”. ويوضح “يقدم المركز علاجا فعالا للعقم، كما يعمد إلى قول الحقيقة للملاك، فإذا كانت بعض النوق لن تتمكن من الحمل وعاقر نظراً لأي سبب فإنهم يقولون الحقيقة، وينصحونك بعدم التعب والبحث عن العلاج”. ونظراً لكون المنصوري “راعي المصيحة” فإن له تجارب كبيرة في هذا الميدان ومر بأحداث في علاج بعض النوق قبل علمه بوجود المركز. إلى ذلك، يقول إن العلاج كان يتحدد في الملح كعلاج شعبي في حال كانت الناقة عندها أكياس على المبايض. وحول مشاركاته في العديد من السباقات، وفوزه بألقاب، يقول المنصوري “شاركت في العديد من السباقات بأسماء من الإبل التي أصبح لها صيت كبير في عالم سباقات الهجن منها: عيال الزمول، ناصر، وجبار، وما يخاف، وما يهاب، والمصيحة، ومنحاف، وكانت أقرب ناقة إلى قلبي المصيحة التي فازت بثلاث سيارات وجوائز نقدية عديدة، وقد أصيبت خلال السباق حيث داستها السيارة، وتأثرت كثيرا لذلك، هكذا حاولت الحفاظ على سلالتها، ولأنها كانت لا تسطيع الحمل لأنها كسيحة وتمشي على ثلاث فقط، فإنني جئت بها للمركز فأنتجت 14 مولودا، وكان ذلك عن طريق التلقيح خارج الرحم”. عقم النوق يذكر أحمد الكتبي، الذي كان يزور المركز لفحص 5 نوق سبوقات، برفقة ابن خاله هادي الكتبي أنه سبق وعالج بعض نوقه من العقم في المركز، ويضيف أن المركز يعالج العقم وفي حالة وجود ناقة لن تتمكن من الإنجاب فإنهم لا يترددون في قول الحقيقة، ويقول “جئت بالنوق لمعالجتها في المركز وهن لبويضة، بنت ظبيان، ريمة، وصايف، وملوح التي سبق وفازت بسيارتين وعدة جوائز نقدية، وكل هذه النوق هن سبوقات ومن سلالات جيدة”، وعن المختبر، يقول الكتبي “عرفت المركز قبل 3 سنوات، حيث جئت بـ3 نوق وهن أم ملوح والرباعة وقيل لي أن أم ملوح ميؤوس من حالتها ولا يمكنها الإنجاب، حاولت كثيرا، لكن صدقت قول المركز، وهي ناقة سبوق ونفس القول ينطبق على ملوح البنت حيث قيل إنها لن تعالج من العقم الذي تعاني منه، ونفس القصة تتكرر اليوم، فملوح أيضا لن تتمكن من الإنجاب، وهذا الخبر تلقيته اليوم، وهذا أحزنني كثيرا”. وعن طرق علاج العقم التقليدية، يقول أنواسي “يتم تشخيص المرض، وبعدها يقرر الطبيب العلاج، وهناك بعض الحالات التي يستعصي علاجها، نتيجة بعض الممارسات غير العلمية التي يمارسها بعض الملاك، فمثلا اعتماد العلاج بالملح الذي كان معتمدا سابقا، فإنه يؤدي إلى انسداد في الرحم، في بعض الأحيان، وهناك علاج لبعض الحالات التي كانت عقيمة لسنوات طويلة، ونخبر المالك بصراحة بحالة الناقة”. وحول الأمراض التي تسبب العقم، يقول أنواسي “هناك 30% من حالات العقم سببها أكياس موجودة عند الجمال وهي أكياس أو سوائل محيط بالرحم على المبيض، حيث تقع البيضة في السائل بدل أن تكمل مشوارها في الرحم و25% من الحالات سببها التهابات في الرحم والربع الآخر وجود بيض فاسد نتيجة، بحيث عندما لا تلقح البيضة تظل واقفة، فتفسد وفي هذه الحالة يجب أن نزيلها بالهورمونات”، مشيرا إلى أن هناك 10% من حالات العقم ناتجة عن التداوي الشعبي. أقسام المركز يتكون المركز من قسمين رئيسيين: ـ القسم الأول والمتمثل في المختبر البيطري. ـ القسم الثاني المتمثل في قسم التكاثر الخاص بالإبل، ويتكون هذا القسم من عدة وحدات هي: 1. وحدة التلقيح الصناعي. 2. وحدة زرع الأجنة. 3. وحدة التلقيح خارج الرحم في الأنبوب. 4. وحدة علاج العقم. سجل المركز الريادة في إصدار موسوعة “علم التكاثر” عند جميع أنواع الجمال في العالم وذلك كأول مرجع من نوعه في الوطن العربي، ليسهم بشكل فعال في معرفة فيزيولوجية الهجن العربية الأصيلة التي كانت ولا تزال وستبقى جزءاً مهماً من تراثنا العربي العريق، حيث سيستفيد من هذا البحث كل البلدان على مستوي العالم حيث هناك حيوانات تشبه الجمل في تركيبتها تماما كالاما. إنتاج مخصص للمزادات أنتج المختبر 250 مولوداً هذه السنة عن طريق زرع الأجنة من أمهات معروفات وذات تاريخ عريق في السباق، وثلث هذا الإنتاج مخصص للمزاد الذي تجري أطواره في شهر أبريل المقبل، وذلك لإعطاء فرصة للملاك للاستفادة من أحسن السلالات الممتازة التي ينتجها المختبر، ويدخل المزاد 80 جملاً، في هذا الإطار يقول البروفيسور أنواسي “على بعد 500 متر من المختبر توجد مجموعة كبيرة من الجمال الحديثي الولادة، منهم ما لا يتجاوز عمره أسبوع، وآخرون عمرهم يتراوح بين شهر وأكثر، نعزلهم عن أمهاتهم فترة معينة في النهار ونعطيهم العلف المضغوط من مطاحن أبوظبي كما نعطيهم الجط اليابس والشعير والرودس وأنواع من الفيتامينات في الماء والسوائل، ونظللهم تحت مظلات وتكون أعمارهم وقت المزاد بين 12 و18 شهر، ونحن ممنوعون من التدريبات، و80% منهم ستقدم للمزاد، وهم من سلالة ممتازة من ناحية الأم والأب ومن حيث الشكل، بحيث يكون الصدر كبير الحجم تكون رجليه الأماميتين متباعدتين، والخلفية طوال أكثر من أرجل الأمام والسنم يجب أن يكون متأخرا، كما يجب أن تكون فتحة الأنف كبيرة وهذه بعض المعايير التي تعتمد في الإبل السبوق، وحقق المركز رقما قياسيا حيث بيعت ناقة بـ6 مليون درهم إماراتي في أحد المزادات”. جديد مركز الأبحاث حول جديد مركز الأبحاث البيطرية بسويحان، يقول عبد الحق أنواسي، المدير العام للمركز “أصبح بإمكاننا تقديم خدمة فحص الكروموزوم فمثلا من له “بكرة” صغيرة أو جمل ولا يعرف نسبه أصبح بالامكان إثباته عن طريق فحص الدم وإثبات السلالة كما أنه بإمكاننا فحص حمل الهوش (الغنم) عن طريق الهرمون، وذلك باستخدام أجهزة جديدة يملكها المختبر، وهذا سيخدم كثيرا ملاك النجدي الذي تباع بعض أنواعه بـ 200 ألف درهم للرأس الواحد”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©