الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كينيا... توجيه البوصلة نحو الصين

21 أغسطس 2013 23:43
بدأ الرئيس الكيني أوهورو كينياتا يوم الأحد الماضي زيارة إلى الصين التي أصبحت سريعاً أكبر محرك اقتصادي للبلد الواقع في شرق أفريقيا. وهذه الزيارة تعكس توجهاً جديداً يرسخ الدور الذي تلعبه الصين في القارة الأفريقية. ويقول محللون إن اختيار كينياتا لبكين في أول زيارة رسمية خارج أفريقيا منذ تنصيبه رئيساً في أبريل الماضي، يفصح عن الكثير بشأن الوجود المتزايد للصين في كينيا. ويلقي الضوء على تأثير الولايات المتحدة الآخذ في الضعف في بلد محوري لمصالح الولايات المتحدة، أكبر مانح للمساعدات لكينيا. وفي مقال رأي نشر في موقع «كابيتال إف. إم»، قال «ليو جوانجيان» سفير الصين في كينيا، «إن الحكومة الصينية وشعبها يرتقبون بلهفة وصول الرئيس الكيني... مادام أننا نعمل يداً بيد، فالصداقة الصينية الكينية ستصبح أكثر عظمة من جبل كينيا ومستقبل التعاون التبادلي المنفعة بين الصين وكينيا سيصبح أوسع نطاقاً من محمية ماساي مارا». ومع الأخذ في الاعتبار ما تكشف في الشهور القليلة الماضية في كينيا، ليس من المستغرب أن يفضل كينياتا، البالغ من العمر51 عاما، زيارة الصين وروسيا قبل واشنطن. فقد التزمت الصين وروسيا الصمت بشأن مزاعم أن كينياتا ونائبه وليام روتو ارتكبا جرائم حرب ضد الإنسانية في الانتخابات الكينية المتنازع عليها لعام 2007. واُتهم كينياتا وروتو بتحريض وتمويل حشود من الغوغاء كي يقتلوا وينهبوا. ويواجه الرجلان اتهامات في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ومن المقرر أن يُحاكم روتو الشهر المقبل، وكينياتا في نوفمبر الماضي. وقال كلاهما إنه بريء. وأثناء الفترة التي سبقت الانتخابات هذا العام، حذر «جوني كارسون» مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية في ذاك الوقت أن اختيار الكينيين للرئيس سيكون له عواقب لأن الفائز «يتعين عليه أن يعمل مع المجتمع الدولي». وهذا جعل «كينياتا» ومستشاريه يعلنون إنهم سيتوجهون إلى الصين إذا رفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها العمل مع حكومتهم. وأثار قرار أوباما هذا الصيف بتخطي موطن أسلافه في كينيا أثناء أول زيارة موسعة له في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى منذ توليه السلطة غضب كثير من الكينيين وأصابهم بالإحباط. وشعر كثير من الكينيين أن واشنطن تعاقبهم على انتخاب كينياتا وروتو. وقال مستشار بارز من البيت الأبيض إن أوباما امتنع عن زيارة كينيا والاجتماع مع كينياتا بسبب اتهامات المحكمة الجنائية الدولية رغم أن واشنطن مازالت راغبة في العمل معه. وليس لدى الصين مثل هذه المخاوف. وذكرت تقارير صحفية محلية إن السفير الصيني يسعى في الحقيقة إلى ترقية العلاقات الدبلوماسية للصين مع كينيا إلى شراكة استراتيجية، وهو ما لا يتمتع به إلا عدد قليل من الدول الأفريقية. وفي مقال الرأي، قال السفير الصيني إن الاستثمارات الصينية في كينيا التي بلغت 474 مليون دولار تمثل أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر لكينيا وأشاد بالتجارة الثنائية التي بلغت 2.84 مليار دولار العام الماضي. وقال السفير إن الصين، حالياً، هي ثاني شريك تجاري لكينيا، واستثماراتها خلقت آلاف الوظائف للكينيين من خلال إقامة مشروعات بنية تحتية وتعبيد طرق وإقامة مدارس في أنحاء كينيا. وأضاف إن المنظمات الإعلامية الصينية فتحت مكاتب في كينيا وإن الحكومة الصينية تقدم أكثر من 200 منحة دراسية للطلاب الكينيين سنويا. وكتب المحلل السياسي «بوب ويكيسا» في صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية الأسبوع الماضي «من المرجح أن يؤكد المحللون وجهة النظر الراسخة منذ فترة أن كينيا تتطلع إلى الصين لتوازن الأزمة مع الغرب عشية الدعوى القضائية ضد الرئيس كينياتا ونائبه «وليام روتو» في المحكمة الجنائية الدولية. وتقول إحدى وجهات النظر إن تطلع كينيا شرقاً يعتبر وسيلة لإيجاد مصادر بديلة لمساعدات التنمية في ضوء العلاقات المتوترة مع الدول الغربية». ويقول محللون إن الصينيين يشاركون بشكل أكبر من الولايات المتحدة في أفريقيا جنوب الصحراء، في وقت تشعر فيه إدارة أوباما بقلق أكبر من الحركات الإسلامية والإرهاب في القارة. والمنطقة مصدر مهم أيضا للنفط والموارد المعدنية الأخرى وبها ستة من أسرع عشرة اقتصاديات نموا في العالم. وقام الصينيون بعدد من الزيارات رفيعة المستوى كل عام إلى دول أفريقية تضمنت زيارات على مستوى رئاسي. ويزور كينياتا الصين بناء على دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج. وجاء في بيان نشره مكتب»كينياتا» أن بلاده تريد تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا «كي تنمي أسواقاً جديدة تركز على الشرق». وجاء في البيان أن كينياتا الذي يصطحب معه 60 من رجال الأعمال يعتزم أيضاً التوقيع على اتفاقات اقتصادية والحصول على دعم من الصين لخط سكة حديد بتكلفة تصل إلى 2.5 مليار دولار، وهذا الخط يربط ميناء مومباسا في جنوب كينيا بأوغندا، هذا بالإضافة إلى سد تصل تكلفته ما يقارب 1.8 مليار دولار. ‎سودارسان راغافان نيروبي ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©