الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الرعيل الأول من فناني الإمارات يستعيدون ذاكرة الزمن الجميل

الرعيل الأول من فناني الإمارات يستعيدون ذاكرة الزمن الجميل
25 أغسطس 2011 00:21
كرم مسرح الشارقة الوطني مساء أمس الأول بمقره في منطقة الشارقة القديمة مجموعة كبيرة من الفنانين القدامى الذين نحتوا في صخرة المسرح والدراما التلفزيونية في أواخر الستينيات من القرن الماضي، وكانت أعمالهم المبكرة والقائمة على الرغبة المتأججة في خلق حراك فني متواصل، وإطلاق شرارة الإبداع المخلص والحقيقي في المكان، هي مهماز ومفتتح النهضة الشاملة التي يشهدها المسرح والسينما والدراما التلفزيونية والإذاعية في زمننا الراهن. والفنانون الذين كرمهم مسرح الشارقة هم: سعيد النعيمي، ومريم سلطان ورزيقة الطارش، وموزة المزروعي، وضاعن جمعة، وسعيد بوميان، والدكتور علي فارس، وحمد سلطان، وحمد غنيوات، والدكتور محمد يوسف، وعبدالله الأستاذ، ومحمد إبراهيم فراشة، ومحمد حمدان بن خادم، ولظروف صحية طارئة لم يحضر الفنان المكرّم عبدالله المناعي. خصوصاً أن هؤلاء الفنانين باتوا يشكلون في ذاكرة الفن المحلي علامات مضيئة ومتوهجة نظراً للتضحيات الشخصية والإسهامات الكبيرة التي قدموها خصوصا على خشبة المسرح وعلى الشاشة الصغيرة وفي كواليس الإذاعة، ما صنع وكون في النهاية ما يمكن أن نطلق عليه “اللبنة الأولى للفن الإماراتي الخالص”. واستهل الدكتور محمد يوسف عضو مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، اللقاء التكريمي بكلمة قال فيها “إن اجتماع هذه الكوكبة من فناني الرعيل الأول في الدولة يعتبر مناسبة مبهجة ونادرة في ذات الوقت”. كما تحدث خلال الجلسة عدد من الفنانين المكرمين الذين استعاد بعضهم محطات ومواقف من أصداء ومناخات زمنهم الجميل، حيث تحدث الفنان الدكتور علي فارس عن الفورة المسرحية التي شهدتها إمارة رأس الخيمة في أواخر الستينيات من خلال مجموعة من الممثلين الموهوبين الذين لم يكن هناك مكان أو مقر يلمهم ويحتضن أفكارهم واجتهاداتهم، قبل ولادة مسرح رأس الخيمة الأهلي في أواخر السبعينيات، فكانوا مضطرين للالتحاق بمسارح أخرى في الإمارات وخصوصاً في الشارقة ودبي ثم في أبوظبي التي شهدت حراكاً ونشاطاً على مستوى الدراما التلفزيونية. أما الفنان والمخرج المسرحي عبدالله الأستاذ، فأشار إلى أن أول فرقة مسرحية نشأت في رأس الخيمة كانت وليدة نقاشات مستمرة بين فناني الإمارة في تلك الفترة، والتي وجدت ترحيباً من الشيخ الراحل عبدالعزيز بن حميد فظهر أول مسرح في رأس الخيمة ــ كما أشار الأستاذ ــ في عام 1976 تحت مسمى “مسرح رأس الخيمة الأهلي”، وتغير اسمه بعد ذلك إلى مسرح “صقر الرشود”، إلى أن تحول أخيراً إلى “مسرح رأس الخيمة الوطني”. أما الفنانة موزة المزروعي فعادت بذاكرتها إلى عام 1972 وإلى المسرح القومي بدبي تحديداً، حيث كانت من أوائل الفنانات اللاتي قدمن أدوارا في المسرح المحلي، وأشارت إلى أنها أنقذت المسرح القومي من ورطة الاستعانة بفنانين رجال كي يقوموا بأدوار نسائية لتعويض هذا النقص، وذكرت منهم الفنان زعل خليفة، الذي كان مجبراً على تغطية هذا النقص بتنكره في أدوار نسائية حين كان من الصعوبة بمكان إيجاد فنانة تستطيع تقمصها في ظل المفاهيم الاجتماعية السائدة آنذاك. بدوره قال الفنان ضاعن جمعة إن المسرح القومي بدبي تأسس بإشراف وزارة الشباب ومن خلال جهود وزيرها في تلك الفترة، حيث وصل عدد أعضاء الفرقة إلى أكثر من ستين عضوا، بجانب خمسين عضوا آخرين في فرقة الفنون الشعبية والغنائية التي كونها الفنان الكبير عيد الفرج. وأضاف جمعة أن أول نشاط للمسرح القومي ظهر في استاد نادي النصر احتفالاً بأول عيد وطني للدولة، وذكر من الفنانين الذين شاركوا في الاحتفالية سعيد بوميان، والراحل سلطان الشاعر، وحمد سلطان، ونوه جمعة إلى أنه كان من المؤسسين الأوائل للمسرح العربي في الشارقة والذي تغير اسمه بعد ذلك إلى مسرح الإمارات، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من فناني المسرح توجهوا إلى أبوظبي للمشاركة في الحركة الدرامية الناهضة التي تبناها تلفزيون أبوظبي، بإشراف عبدالله النويس الذي ساهم بقوة ـ كما قال جمعة ـ في ظهور المسلسلات المحلية الخالصة. وأكد الفنان أحمد الجسمي رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني استفادة الأجيال الجديدة من الدروس والاجتهادات الشخصية التي قدمها الجيل أو الرعيل الأول من الفنانين في الإمارات، مشيرا إلى التعاون والاحتضان الكبيرين اللذين وجدهما الشباب في تلك الفترة من الفنانين المخضرمين، وضرب مثلاً على هذا الاحتضان من خلال تجربته الشخصية أثناء مشاركته في مسرحية “دياية طيروها” والتي جعلت الفنان والمخرج سعيد النعيمي يستدعيه للمشاركة في الأعمال التلفزيونية التي كان ينتجها تلفزيون أبوظبي في تلك الفترة المبكرة من عمر الدراما المحلية. وذكرت الفنانة رزيقة الطارش أنها وأثناء مشاركتها المسرحية المبكرة في عام 1971 كانت تجهل معنى المسرح وقيمته الاجتماعية والثقافية، ولكنها مع مرور الوقت شعرت بمسؤولية أن يكون المرء فناناً ومعبراً عن قضاياه الخاصة والعامة أثناء وقوفه على الخشبة، وأشارت إلى أنها شاركت في سبع مسرحيات مختلفة قبل أن تتجه وبشكل نهائي للتلفزيون مشيدة في ذات الوقت بجهود فنانين كبار مثل محمد ياسين وجمعة الحلاوي والراحل محمد الجناحي. كما تحدث خلال جلسة التكريم الحميمية عدد من الفنانين القدامى والمخضرمين الذين أضاءوا للحضور نقاطا ومحطات ومواقف غائبة ومجهولة حول بدايات المسرح والدراما في الإمارات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©