علي معالي (دبي) - «في 737 دقيقة»، نجح محمد ناصر مهاجم الوصل، في أن يضع بصمته، ليكون أحسن هداف بين اللاعبين المواطنين، برصيد 7 أهداف، من خلال مشاركته على فترات متقطعة، في 12 مباراة بدوري الخليج العربي لكرة القدم، وتمثلت آخر بصمات ناصر «25 عاماً» في مباراة «الفهود» أمام «الكوماندوز» الشعباوي، حيث سجل هدفاً قاتلاً، قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق فقط، عندما لعب بدلاً من البرازيلي ريكاردو أوليفيرا الوافد الجديد لـ «القلعة الصفراء»، وهو الهدف الذي منح «الإمبراطور» طوق النجاة أمام جماهيره وعلى ملعبه، بهدف رفع الرصيد إلى 20 نقطة، وبذلك يكون المهاجم القناص قد هز شباك أندية عجمان ودبي والوحدة وبني ياس والشعب بواقع هدف في كل مباراة، وهدفين في مرمى «فارس الغربية».
وما سجله ناصر من أهداف حتى الآن هو الأكبر في مشواره، حيث سجل في الموسم الماضي هدفين في 256 دقيقة خلال 7 مباريات، وعندما لعب في صفوف العين 2011 - 2012 سجل 3 أهداف في 291 دقيقة، خلال 6 مباريات، وفي موسم 2010 - 2011 سجل 4 أهداف عندما كان ضمن قائمة فريق الشباب، حيث شارك وقتها في 14 مباراة بواقع 414 دقيقة.
وعندما شارك محمد ناصر في الدقيقة 65، عقدت جماهير «الفهود» عليه الآمال، لإعادة «قافلة الأصفر» إلى طريق الأمان، واستعادة زمن الانتصارات، والتي غابت عن قلعة «الإمبراطور» 40 يوماً، وخلالها تحول الفريق إلى أشبه بـ «سفينة» تلاطمها الأمواج العاتية، وتبحث عن شاطئ الأمان، وقام ناصر بدور المنقذ الذي قاد «الدفة» بكل مهارة واقتدار.
ورغم أن الوصل أبرم العديد من الصفقات المحلية والأجنبية بالتعاقد مع سعيد الكثيري قادماً من الوحدة، وأوليفيرا قادماً من نادي الجزيرة، لكن يظل ناصر هو الورقة الرابحة و«صانع الفرح» لـ «الأصفر»، لكن اللاعب يؤكد أنه لا يبالي بأي لاعب ينضم لـ «الفهود»، ليس ذلك من قبيل الغرور، ولكن لثقته في أنه قادر على أن يفرض نفسه، ويثبت كفاءته، وقال: «إن وجود أكثر من مهاجم يمنح الفريق في النهاية القوة الكبيرة، وسوف يكون السباق ملتهباً بين لاعبي المنطقة الأمامية، وفي النهاية الأفضل سيكون له الوجود في أرض الملعب».
وقال محمد ناصر: «لا خوف من وجود هذا العدد من المهاجمين، لأنه يجعل التدريبات قبل المباريات في قمة الإثارة والندية، وأعتقد أن المدرب سوف يختار من يكون له التأثير الإيجابي في أرض الملعب، ويبقى في النهاية التنافس مشروعاً بيننا لخدمة «الأصفر».
وأضاف: «أن وجود أوليفيرا والكثيري مهم للغاية لهجوم الوصل، ولا يمكن نسيان ما قدمه السنغالي سانجاهور الذي أعتبره شقيقي، وتعلمت منه الكثير، وأهديه هدفي الذي وصفه الكثيرون بالمنقذ للفريق في مباراة الشعب الأخيرة، وليس معنى الاستغناء عن سنجاهور أنه لاعب سيئ لكن الحظ وقف حجر عثرة أمامه في تحقيق طموحاته مع الوصل، وما تعلمته من سنجاهور سيفيدني في مشواري الكروي خلال السنوات المقبلة».
أضاف: «يبذل المدرب الحالي كوبر جهداً كبيراً مع اللاعبين، وفي الخطط الكفيلة بتطور مستوى الفريق، وخلال الفترة الماضية قدمنا مباريات جيدة للغاية ولكن غابت عنا الانتصارات، وكانت سعادتي كبيرة بالفوز على الشعب في الجولة السادسة عشرة بدوري الخليج العربي، لأنه سوف يعيدنا مرة أخرى على الطريق السليم».
ويعترف ناصر بأن الترتيب الحالي لا يليق بالوصل صاحب الصولات والجولات، مشيراً إلى أن المركز العاشر ليس طموح «الإمبراطور» وجماهيره، ولكن هذا الموسم واجهتنا العديد من المصاعب، وفي كل الأحوال علينا كلاعبين بذل الجهد الأكبر، لتحسين الموقف في الموسم الحالي، وأيضاً المنافسة خلال الموسم الجديد».
رفض ناصر اتهامه بالتهرب من المباريات السابقة، وقال: «ليس صحيحاً أنني تهربت من مباراة العين من قبل، بحصولي على بطاقة صفراء قبل مباراتنا مع «الزعيم»، حيث إنني أنتمي للوصل وليس منطقياً أن أحصل على إنذار، حتى أحرم نفسي من المشاركة في المباراة التالية، لأن الرد على ذلك ببساطة، هو أن حبي للوصل وجماهيره كبير».
من جانبه، يقول سليم عبدالرحمن المدرب المواطن المساعد للمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر في تدريب الوصل إن محمد ناصر أحد المواهب الموجودة في كتيبة الوصل، وله مستقبل كبير إذا نجح في الحفاظ على نفسه، والارتقاء بحسب المعطيات خلال الفترة المقبلة.
قال سليم عبدالرحمن: «يملك محمد ناصر إمكانيات عالية داخل المنطقة، حيث يدرك تماماً مكانه في هذه المنطقة المهمة في الملعب، ويستطيع التعامل السريع مع الكرات الأرضية والعالية، وردة فعله سريعة وتتسم بالذكاء داخل منطقة العمليات».
وأضاف: «لست قلقاً على محمد ناصر من وجود أوليفيرا، أو سعيد الكثيري، بل ثقتي كبيرة في أنه قادر على إثبات كفاءته العالية بين الثنائي القوي، وأن التنافس الثلاثي، سوف يفيد اللاعبين والفريق في النهاية، وهو ما يجعل السباق جميلاً ومتميزاً بينهم، من أجل المشاركة في المباريات». ويعترف محمد علي العامري المشرف على فريق الوصل لكرة القدم بأن محمد ناصر مهاجم الوصل لم يحصل على فرصته الكافية حتى الآن مع الفريق، وقال: «ناصر لاعب مجتهد وموهوب أيضاً، وبالفعل لم يحصل على فرصته الكاملة لإثبات كفاءته، حيث أرى أنه سوف يفرض نفسه على مهدي علي مدرب المنتخب، فهو مهاجم يملك قدرات عالية، ويخدم هجوم الوصل بشكل فعال للغاية، وهو كبير الهدافين المواطنين في الوقت الراهن». وقال العامري: «موهبة ناصر ليست في أرض الملعب فقط، بل يملك أخلاقاً عالية خارج الملعب، وعندما أهدى هدفه الذي سجله في شباك الشعب إلى زميله سانجاهور فهي تنم عن أخلاق عالية تجاه لاعب شارك إلى جواره في الكثير من المباريات، ويعترف بأنه تعلم الكثير من سانجاهور، وهذا يدل عن طبيعة هذا اللاعب صاحب الأخلاق العالية».
وأضاف: «وصلت لهذا المهاجم العديد من العروض للانتقال في فترة الانتقالات الشتوية، ولكنه متمسك بالاستمرار مع الوصل قناعته الكبيرة بأنه يجد نفسه بشكل كبير داخل «قلعة الفهود» من العلاقة الجميلة بينه وبين زملائه وجماهير وإدارة الوصل أيضاً، وأتوقع مستقبلا كبيرا له في السنوات المقبلة لأنه يفكر ويبحث عن التألق دائماً».
عدد اليوم
