الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تونس والجزائر مواجهة «عربية» بنكهة «قارية» الليلة

تونس والجزائر مواجهة «عربية» بنكهة «قارية» الليلة
22 يناير 2013 11:17
تشهد الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة في كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم المقامة في جنوب أفريقيا حتى 10 فبراير، اثنين من أهم وأقوى اللقاءات، يجمع الأول الجارين العربيين تونس والجزائر، والثاني كوت ديفوار مع توجو. وإذا كانت التوقعات تعطي الأفضلية للجيل الذهبي في “الإيفواري” بقيادة ديدييه دروجبا الذي لم يسمح له بمعانقة الكأس، الأفضلية لتصدر المجموعة والذهاب بعيدا نحو منصة التتويج، فإن من حق المنتخبات الثلاثة الأخرى أن تطمح أو حتى تحلم بالوصول إلى أبعد الحدود. وتريد المنتخبات المغاربية الثلاثة عموما الثأر والتعويض، تونس خصوصاً بعد خروجها في النسخة الثامنة والعشرين في الجابون وغينيا الاستوائية من الدور ربع النهائي على يد غانا القوية بخسارتها 1-2 بعد التمديد، وينوي المغرب الذهاب إلى أبعد من الدور الأول في المجموعة الأولى، فيما ستحاول الجزائر إثبات أن غيابها العام الماضي كان استثنائيا وإنها قادرة على مقارعة الكبار. وشاءت المصادفة أن تضع تونس بطلة 2004 على أرضها في مواجهة المغرب بطل 1976 في أثيوبيا في المرة السابقة وتأهلت على حسابه مع الجابون المضيفة والغائبة عن البطولة الحالية، فخرج من الدور الأول خالي الوفاض. وتكررت المصادفة مجددا بعد عام فأوقعت القرعة تونس في المجموعة الأصعب ومع الجزائر بطلة 1990 على أرضها وجها لوجه، وبات مشروعا للمدرب سامي الطرابلسي أن يتمنى أو يحلم بتكرار ما حققه “نسور قرطاج”، لكن هذه المرة على حساب الجزائريين. الواقع والأحلام بيد أن الواقع العملي قد لا يتطابق مع الأحلام، فاستعدادات تونس لا توحي بأنها من المرشحين الأوفر حظا لتخطي الدور الأول لأن يوسف مساكني أو من تطلق عليه تسمية “موزارت” لأسلوبه الأنيق في العزف داخل الملعب ورفاقه وصلوا متأخرين إلى جنوب أفريقيا وتحديداً قبل يومين من انطلاق المنافسات. واقتصرت استعدادات المنتخب التونسي خلال الفترة التي سبقت “لقاء المسمار” مع الجزائر على حصص تدريبية أحداها على رويال بافوكينج في راستبرج حيث تقام المباريات، ومشاهدة شرائط فيديو لمبارياتها الودية في مع أثيوبيا (1-1) والجابون (1-1) وغانا (2-4)، وأخرى لمباريات خاضها مؤخرا منتخب “الخضر” الجزائري. وخلافا للظاهر، يؤكد الطرابلسي أن اللاعبين: “عملوا بشكل قاسٍ خلال فترة الاستعداد وأعتقد بأننا سنذهب بعيداً وأن نكون من يقرر مصير البطولة”، مستذكرا ما حدث في جنوب أفريقيا عام 1996 حين حلت تونس وصيفة بخسارتها أمام الدولة المضيفة. وعلى الجانب الآخر، يرى الفرنسي من أصل بوسني وحيد خليلودزيتش إن “المباراة الأولى ضد تونس ستحدد مصيرنا في البطولة”، مستبعداً فكرة الثأر من جانب كوت ديفوار لخسارتها تحت إشرافه أمام الجزائر في ربع النهائي عام 2010 وقبل أن يقال من منصبه بعد المونديال في العام ذاته. الخبرة والهدف ويتوجه خليلودزيتش إلى الجمهور الجزائري قائلاً: “انسوا الثأر، لقد أتينا إلى هنا مسلحين بالطموح والتصميم على تحقيق أفضل نتائج ممكنة، سأعطي 100 في المئة من جهدي وخبرتي لمساعدة المنتخب على تحقيق هدفه” من دون أن يحدد هذا الهدف. ويقر خليلودزيتش بأن عناصر المنتخب الجزائري “لا يملكون الخبرة الكافية لكن لديهم رغبة عارمة في الذهاب بعيداً، إذا ما بلغنا ربع النهائي فلا يمكن لأحد أن يعرف ماذا سيحصل لأن كل شيء ممكن في أمم أفريقيا ولم يكن أحد يراهن على فوز زامبيا باللقب في الدورة السابقة”. ويضيف: “كانت لدينا بعض المشكلات على صعيد اختيار المجموعة المناسبة بسبب كثرة الإصابات، لكن الأمور حلت بسرعة، وسأبث روحا مغايرة فيها من خلال اعتماد أسلوب يميل أكثر إلى الهجوم، وهو من المستجدات حيث كنا ندافع بثمانية أو تسعة لاعبين واصبحنا اليوم أكثر فعالية ونستطيع التسجيل”. ويشدد خليلودزيتش على انه لم يأت أفريقيا “للسياحة”، لكن المنتخب الجزائري الذي وصل مطلع الشهر الحالي، كان الأكثر نشاطا على الصعيد السياحي: رحلة في براري جنوب أفريقيا في إحدى المحميات الطبيعة التابعة لمدينة راستنبرج بعد التعادل مع منتخبها (صفر-صفر) وحفلات شواء وغيرها من عناصر الترفيه التي قد تكون من ضمن أسلوب الأعداد الذي يتبعه المدرب البوسني. ويقول اللاعب هلال العربي سوداني: “وصلنا إلى جنوب أفريقيا مبكراً، وهذا ليس من أجل السياحة، فالمدرب لديه أسلوب عمل خاص وقد تبنينا ذلك. وبعد أكثر من 10 أيام بدأنا نتأقلم مع المناخ و الحرارة، وهو الأمر الذي لن يكون إلا مفيداً لبقية البرنامج، التحضير البدني الذي أنجزناه سيؤتي ثماره”. رحلة الأفيال تبدأ رحلة الظفر باللقب بالنسبة إلى منتخب “الفيلة” المصنف أول أفريقيا و14 في العالم من الفوز على توجو المحسوبة “خطأ” إنها قد تكون الحلقة الأضعف في السلسلة والجسر الذي يعبر عليه أحد المنتخبين العربيين إلى ربع النهائي، نظرا إلى أنها خرجت من الدور في مشاركاتها الست السابقة. ويخوض منتخب ساحل العاج القادم من أقاصي الغرب البطولة القارية وهو كل مرة في طليعة المرشحين لإحراز اللقب الثاني بعد الأول في السنغال عام 1992، لكنه لم يقترب منه في مشاركاته الـ 18 الأخرى إلا مرتين عامي 2006 في مصر عندما خسر أمام الدولة المضيفة، و2012 مع الجيل الذهبي الحالي حين سقط بركلات الترجيح أمام زامبيا بعد أن حقق الفوز في 5 مباريات متتالية. وقبل سحب القرعة، كان مدربو المنتخبات الـ 15 الأخرى يتمنون لو تجنبهم الوقوع مع كوت ديفوار القادم بقوة، حيث فاز في الكثير من المباريات الودية وتعادل في بعضها وخسر القليل منها. ويملك المدرب الفرنسي من أصل تونسي صبري لموشي لاعبين قد لا يتكرروا وقد لا تتكرر الفرصة أمامهم أمثال دروجبا والشقيقين يايا وكالو توريه وآرثر بوكا وإيمانويل إيبويه وجيرفينيو وشيخ تيوتيه وسياكا تينيه وارونا كونيه وسالومون كالو وديدييه زوكورا، والذين فاقت أعمار معظمهم الثلاثين. ويؤكد دروجبا: “هذه البطولة هي الأخيرة لي على الصعيد الأفريقي، لكني ساستمر على الصعيد الدولي حتى مونديال 2014 في البرازيل إذا تأهلت كوت ديفوار. أتينا وكلنا إصرار وإيمان لإحراز اللقب بعد دروس الماضي، بعد أن تعلمنا من دروس الماضي، وعدنا لتحقيق الهدف المنشود”. معركة الكبار لكن يتعين على دروجبا وزملائه النجاح في أول خطوة والمتمثلة بتجاوز عقبة التوجولي إيمانويل أديبايور الذي احتاجت مشاركته إلى تدخل شخصي من رئيس البلاد فوري جناسنجبي من أجل إقناعه بالتراجع عن قرار اعتزال اللعب دولياً. وستكون المعركة بين القائدين دروجبا وأديبايور من جهة وبين المدربين الفرنسيين لموشي الطري العود الذي بدأ مهمته كمدرب مع كوت ديفوار، وديدييه سيكس من جهة ثانية. ويؤكد سيكس: “لسنا خائفين من هذه المنتخبات الثلاثة الكبيرة، إنها هي خائفة من مواجهتنا، أنا شخصياً لست قلقاً على الإطلاق، وسنخوض كل مباراة بالطريقة التي يجب أن يكون التعامل معها”. من جانبه، يعتبر لاعب وسط فري ستايت الجنوب أفريقي، دوفيه ووميه أن المجموعة “صعبة، لكن لا يوجد منتخب يسهل الفوز عليه، لدينا جيل شاب يريد أن يترك بصمته ويسجل اسمه، بعبارة أخرى، أمامنا كل شيء للفوز به، وفي المقابل لا نملك شيئاً نخسره”.
المصدر: راستنبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©