بيروت - الاتحاد: حذر الرئيس اللبناني اميل لحود من خطر مؤامرة داهمة على لبنان لتفكيك أوصاله والسير بالبلاد باتجاه حرب اهلية مدمرة، من خلال العزف على وتر الطائفية والمذهبية والصراع المحتدم بين فريقي الاكثرية والاقلية·
ودعا لحود في حديث لصحيفة ''السفير'' اللبنانية نشر امس قوى الاكثرية الحكومية الى تغليب لغة المنطق والعقل والهدوء في تعاملها مع الوضع الداخلي وقال: ان الوضع بلغ مرحلة خطيرة تكاد تلامس خطر الوصول الى الحرب الاهلية نتيجة الشحن والتحريض، مما يدفعنا الى التدخل بسرعة والعمل على لملمة الاوضاع والدعوة الى التمسك بالحوار ومشاركة جميع الاطراف في القرار الوطني وبناء الدولة·
ونبه الرئيس اللبناني من أنه إذا لم يقتنع هؤلاء بضرورة المشاركة وحل المشكلات القائمة ''على البارد'' ان تحل الامور ''على الساخن'' وهذا ما لا يريده أحد ولا مصلحة فيه لأي طرف·
وأضاف لحود: من الافضل ان تحل كل الامور بالتفاهم والحوار لانه ما عاد ينفع ان تدار الامور في البلد والدولة بالعقلية التي اديرت بها طوال السنوات الماضية، واوصلت لبنان الى ما وصل اليه، ويجب ان تقتنع الاكثرية انها وحدها لا تستطيع ان تدير البلد، وان تفرض رأيها في كل الامور المصيرية وغير المصيرية·
ولفت الى ان لبنان لا يستطيع ان يعيش في جزيرة معزولة عن محيطه وتساءل: ان محيط لبنان هو سوريا واسرائيل فهل يذهب لبنان الى اسرائيل؟ واجاب على تساؤله: طبعاً لا لكن شرط ان تكون العلاقة بين لبنان وسوريا من الند الى الند، كما تصرف فريق قوى 8 مارس معها بينما تصرف الآخرون المتحاملين على هذه القوى وعلى سوريا تصرف التابع وحسب المصالح الخاصة·وجاء كلام لحود مع اقتراب موعد جلسات التشاور التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري يوم الاثنين المقبل، وهي مخصصة لبحث موضوع حكومة الاتحاد الوطني وقانون جديد للانتخابات، وسط سجال سياسي حاد بين قوى الاكثرية والاقلية وتهديد بالاحتكام الى الشارع·
واللافت ان فريق 14 مارس الذي وافق من حيث المبدأ على المشاركة في الحوار سرب عبر احد اقطابه النائب بطرس حرب ان هذه القوى ذاهبة الى طاولة التشاور ولكن دور شروط مسبقة، ما يعني سلفاً رفض اقتصار البحث على الموضوعين المدرجين على جدول الاعمال وطرح ''اجندة'' خاصة بهم·
وأعرب عن أسفه للمواقف التي تطلق وكأنها تشكل عقبات امام نجاح هذه المشاورات مشيراً الى ان ما طرحه الامين العام لحزب الله حسن نصرالله يشكل شروطاً مسبقة مطروحة للتعامل معها وكأنها هي النتائج المطلوبة كتحديد مهلة الاسبوع، وكيفية تشكيل الحكومة، وفي حال لم يأخذ بها يهدد بالنزول الى الشارع لإسقاط الحكومة ومن ثم انتخابات نيابية مبكرة·
واعتبر ان هذه الاجواء ليست هي السليمة لاجراء التشاور، داعياً الى اعادة النظر في هذه الشروط المسبقة والمواقف الثابتة والدخول الى طاولة المشاورات بعقل منفتح وبرغبة اكيدة وايجابية للتفتيش المشترك عن حل في البلاد والا فان المشاورات لن تنجح·
ولاحظ المراقبون في بيروت امس الدخول الأميركي الحاد على خط الازمة اللبنانية والذي وصفه الرئيس بري بقوله: ''ومن الحب ما قتل'' مقابل بروز مواقف نيابية شاجبة للتدخل الأميركي في الشؤون الداخلية اللبنانية·
وفي هذا الاطار، رأى النائب اللبناني قاسم هاشم ان الجرعات الاميركية تحاول زيادة التوتر والانفعال الداخلي وقال: ان بيان البيت الابيض جاء تتويجاً لاكاذيب تيري رود لارسن، وهو امر عمليات اميركي لفريق التسلط والتفرد والكواتم وسلاح الشواطئ·
اما النائب علي خريس (كتلة التنمية والتحرير) التي يتزعمها بري فقال: ان تصريحات عدد من الشخصيات السياسية الاوروبية والاميركية تشكل تهديداً مباشراً للسلم الاهلي في لبنان وخصوصاً عندما توجه النصائح في المسائل الامنية·
ورأى وزير الدولة اللبنانية لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون بعد زيارته البطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير ان الاجواء ليست اجواء تفاهم بل اقرب الى التشنج والمواجهة، لافتاً الى وجود مساعي داخلية وخارجية لايجاد الحلول للمواضيع التي ستناقش على طاولة التشاور·واكد ان لا تسوية او تنازل عن الثوابت، مستغرباً كيف ان لدى البعض اجندة لتقصير ولاية البرلمان والتمسك بولاية رئيس الجمهورية الممددة·
اما النائب نبيل نقولا عضو كتلة ''التغيير والاصلاح'' فقال ان التيار الوطني الحر من اول المرحبين بالتشاور لافتاً الى انه اذا توصلت اجتماعات التشاور الى حكومة وحدة وطنية، عندها يمكن طرح كل الامور العالقة على طاولة مجلس الوزراء الجديد·
وقال النائب ميشال عون رئيس كتلة ''التغيير والاصلاح'' رداً على بيان البيت الابيض ''هناك سوء فهم ومعلومات خاطئة بان من حارب طويلاً وبجهد من اجل استقلال لبنان عن سورية يحاول اليوم اعادة السيطرة السورية على لبنان·
ورفض وزير الطاقة والمياه محمد فنيش ما صدر عن البيت الابيض حول تخصيص سورية وايران وحزب الله وحلفائهم في لبنان لاسقاط الرئيس السنيورة وقال: الموقف الاميركي غير مقبول لانه يناقض كل المزاعم الاميركية حول مسألة الديمقراطية·
المجلس الشيعي يستنكر التدخل
الأجنبي في موضوع الحكومة
بيروت - الاتحاد:
استنكر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى التدخل الاجنبي في شؤون لبنان الداخلية خصوصاً في موضوع بقاء او تغيير الحكومة، ورأى في ذلك انتهاكاً سافراً للسيادة والاستقلال وتحريضاً للبنانيين بعضهم على بعض· ودعا الجميع الى رفض الاملاءات الخارجية حفاظاً على وحدة لبنان وحريته وسيادته واستقلاله·
كما استنكر المجلس بعد اجتماع لهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة الشيخ عبد الامير قبلان التصريحات المسيئة التي ادلى بها مساعد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن واعتبر انها تتنافى ودوره الدبلوماسي ورأى فيها تحريضاً وتبريراً لاستمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان، وطالب الحكومة بموقف واضح وصريح يدين هذه التصريحات·
عدد اليوم
