بيروت - الاتحاد: كشف النقاب في بيروت امس عن ضغوط دولية متنامية تمارسها عواصم القرار الدولي بعيداً عن الاضواء الاعلامية لحل مشكلة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة في جنوب لبنان·
ومع بدء الحديث عن جهد تبذله الامم المتحدة لترسيم حدود المزارع، يتعزز القلق لدى القيادة الإسرائيلية من ان تؤدي الضغوط إلى اجبارها على الانسحاب من هذه المزارع بهدف نزع فتيل التفجير العسكري ثانية على الحدود·
ويبدو ان اسرائيل تأخذ الضغوط الدولية على محمل الجد هذه المرة، حيث بدأت عملياً على ارض الواقع في بناء سياج حدودي يفصل بين الجولان السوري المحتل والمزارع اللبنانية، واعتبرت المصادر المراقبة أن لاقامة هذا السياج علاقة بما يتردد عن امكانية انسحاب اسرائيل من القسم اللبناني من المزارع خلال الفترة المتبقية من ولاية الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان·
ولفتت المصادر الى ان ممثل عنان الخاص في لبنان جير بيدرسون زار قبل يومين منطقة مزارع شبعا وراقب بواسطة المنظار عن بعد ورشة العمل الاسرائيلية الضخمة التي تقوم بشق وتعبيد الطرقات ونصب السياج الشائك عند الحدود الشمالية للجولان وهو يفصل بين الجولان والمزارع ابتداء من نقطة يطلق عليها اسم عين التينة غربي مزرعة بسطرة المحررة عند المثلث اللبناني - السوري - الفلسطيني، لتنطلق شرقاً حتى مرتفعات جبل الشيخ وتنتهي بين موقعي المرصد الواقع في الاراضي اللبنانية وموقع الفوارة في الاراضي السورية·
وذكرت المعلومات ان القوات الاسرائيلية انجزت ما يقارب 15 كلم من هذا السياج، ومن المرجح ان ينتهي العمل به خلال ايام قليلة، حيث توزع عشرات الورش المزودة بالعديد من الجرافات والحفارات ومعدات اخرى على طول هذا الخط الذي يعتقد بأنه سيكون الحدود المحتملة للشق اللبناني من المزارع اللبنانية، والتي ينتظر ان تخضع لسيطرة ''يونيفل'' المعززة·
وكان الوضع في الجنوب ولاسيما استمرار اسرائيل بخرق القرار ،1701 مركز اجتماع بين وزير الصحة اللبنانية محمد جواد خليفة وبيدرسون، وأوضح خليفة انه تم التوقف عند الكلام الصادر عن مساعد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن الذي اشار فيه الى حصول عمليات تهريب اسلحة الى لبنان، وقال: ''لا علم لمجلس الوزراء بهذا الامر، وقد نفاه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة''·
واعتبر خليفة ان خطورة هذا الكلام انه يتزامن مع التصريحات الصادرة من اسرائيل وتؤكد استمرار تحليق طيرانها في الاجواء اللبنانية بحجة تهريب الاسلحة، مشيراً الى ان احداً في الحكومة لم يبلغ لارسن كلاماً عن تهريب اسلحة من دون طرح الامر على الحكومة، ما يعني المشاركة في تغطية اعتداء محتمل على لبنان، وان بيدرسون سيبحث الامر مع الرئيس السنيورة·
وانتقل بيدرسون بعد ذلك الى مقر رئاسة الحكومة، حيث التقى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة واطلعه على موقف الامم المتحدة من كل ما يجري على الساحة اللبنانية، خصوصاً ما يتعلق بتحليق الطيران الاسرائيلي والاسلحة ومزارع شبعا·
عدد اليوم
