السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صحف بريطانية: اتحادات غربية تلوح بمقاطعة مواطنيها مونديال 2022

27 ديسمبر 2017 00:15
دينا محمود (أبوظبي) في تأكيدٍ جديدٍ على تزايد احتمالات سحب مونديال 2022 الذي تنظمه قطر، كشفت صحف بريطانية واسعة الانتشار أن عدداً من الاتحادات الغربية باتت تلوح بمقاطعة مواطنيها للبطولة، وذلك للعديد من الأسباب. وأبرزت صحيفة «دَيلي مَيل» - ذات التوجه يمين الوسط- ما استشهد به واضعو التقرير من تصريحاتٍ أدلى بها مطلعون على تفاصيل عملية تنظيم البطولة، وكذلك «خبراء إقليميون»، وقالوا فيها إن مسألة استضافة الدوحة للمونديال «أمرٌ غير مؤكد على الإطلاق». وأكد التقرير - الذي يثير منذ نشره حالةً من الذعر في الأوساط الحاكمة في الدوحة - أن الشكوك القائمة حول مصير البطولة، ناجمة عن تحذيراتٍ أطلقتها شركات إنشاءاتٍ من أن هناك «مخاطر جمة» تحيط بمشاركتها في مشروعات البنية التحتية الخاصة بالمونديال في قطر، والتي يصل إجمالي تكلفتها إلى قرابة 200 مليار دولار. وذَكَّرَت «دَيلي مَيل» بتأكيد واضعي التقرير أنهم يمنحون عملاء شركتهم الاستشارية الدولية عبر توقعاتهم هذه «رؤى متبصرة فريدة، لحقيقة القيام بالمشروعات في بيئاتٍ معقدة وحافلة بالتحديات»، في إشارة بطبيعة الحال منهم إلى المخاطر الجسيمة التي تكتنف العمل في دولة معزولة خليجياً وعربياً في الوقت الحالي مثل قطر. ومن بين هذه المخاطر - بحسب التقرير - شبهات الفساد التي يحيط بعضها بملابسات الفوز القطري بحق تنظيم البطولة بينما يكتنف البعض الآخر عمليات تهيئة البنية التحتية اللازمة لإقامة المونديال نفسه، بما في ذلك بالطبع الانتهاكات المستمرة بحق العمالة الأجنبية المشاركة في المشروعات الخاصة بذلك. كما شددت الشركة المُعدة للتقرير على أن «قطر تتعرض لضغوط هائلة على صعيد استضافتها للمنافسات»، وأبرزت في هذا الصدد حقيقة أن «الأزمة السياسة الحالية (الناجمة عن مقاطعة الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب للنظام القطري) شهدت ظهور حركة معارضة قطرية، أو زادت على الأقل من احتمالية حدوث ذلك». واستشهدت «دَيلي مَيل» في هذا الشأن بما شدد عليه معدو التقرير من أن «دبلوماسيين غربيين يقرون في محادثاتهم الشخصية، بأنهم لا يعلمون ما إذا كانت البطولة (مونديال 2022) ستُقام كما هو مخططٌ لها» في قطر أم لا. واعتبرت «كورنرستون جلوبال» أن ذلك كله يفاقم «المخاطر التي تواجه من يعملون في مجال تهيئة البنية التحتية الخاصة بإقامة كأس العالم 2022، أو يسعون للحصول على عقودٍ في هذا الشأن.. بما يشمل خطر عدم دفع (الدوحة) مستحقات هؤلاء، أو عدم القدرة من الناحية الفعلية على فرض تنفيذ (بنود) أي عقود قانونية» بين النظام الحاكم في قطر والشركات الأجنبية العاملة في أراضي هذا البلد. ولم يفت «دَيلي مَيل» الإشارة في تقريرها المطول إلى أن العديد من دول العالم تبدو أكثر ملاءمة من قطر لاحتضان الحدث الكروي المرتقب بعد أقل من خمس سنوات، ومن بينها - بحسب الصحيفة - بريطانيا وأستراليا. من جهة أخرى، وفي إشارة إلى استعداد النظام القطري لتقديم أي تنازلات مهما كانت، للحيلولة دون سحب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 منه، كُشِف النقاب عن تعهد مسؤولين قطريين بالسماح للمشجعين المرافقين لبعض المنتخبات التي ستشارك في المنافسات باحتساء الخمور، وذلك في تحدٍ صارخ لقيم وتقاليد المجتمعات الخليجية المتدينة. وفي هذا الإطار، نقلت الـ «ديلي ميل» عن المنظمين القطريين للمونديال - الذي تطارده فضائح الفساد والرشوة - قولهم إنهم يعتزمون إتاحة الفرصة لهؤلاء المشجعين لمعاقرة المشروبات الكحولية في مناطق صحراوية، وذلك في محاولةٍ مكشوفة منهم، لتجنب مواجهة ما هو متوقع من غضب واسع من جانب الأوساط المجتمعية في قطر. وأبرزت الصحيفة ما قاله حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي اللجنة المنظمة للنسخة بعد القادمة من كأس العالم، من أنه سُيسمح بتناول الخمور «في مناطق معينة بعيدة للغاية» عن الملاعب التي ستستضيف البطولة، التي يُفترض أن تُقام بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر 2022. وفي مسعى منه لحفظ ماء الوجه أمام الجماهير الخليجية التي لم تعتد مشاهد العربدة التي ينخرط فيها المشجعون الثملون بعد حضور المباريات في الدول الغربية، أشار الذوادي - بحسب الصحيفة البريطانية - إلى أنه يعارض «بشكل شخصي» توفير المشروبات الكحولية في الملاعب الرياضية والأماكن العامة في قطر خلال البطولة. وبدا تأكيد المسؤول القطري على أنه يعبر عن رأيه «الشخصي» في هذا الصدد، مؤشراً واضحاً على إمكانية تقديم اللجنة المنظمة لمونديال 2022 تنازلاتٍ أكبر خلال الفترة المقبلة، قد تشمل السماح بشرب الخمور حتى في الملاعب التي ستُقام فيها المباريات أو في محيطها، وهي أماكن تقع غير بعيد عن المناطق الآهلة بالسكان، ما سيشكل كابوساً لا سابق له بالنسبة لهم. وتتزايد احتمالات تقديم مثل هذه التنازلات في ضوء ما كشفت عنه «دَيلي مَيل» في تقريرها الذي أعده إيان بيرنز، من أن التساهل الشديد الذي يبديه المسؤولون القطريون في الوقت الراهن على صعيد مسألة السماح بشرب الخمور، لم يضمن للدوحة بعد رضا المسؤولين عن اتحادات كرة القدم في الغرب ولا روابط المشجعين هناك. فقد أشارت الصحيفة إلى أن الخطط المطروحة حالياً بشأن اقتصار تقديم الخمور على أماكن بعيدة عن الملاعب الرياضية خلال كأس العالم 2022، تثير غضب شركاتٍ راعية للبطولة، وكذا مسؤولين كرويين في دولٍ مثل بريطانيا. كما قال تقرير الـ «دَيلي مَيل» إن هذا الأمر أثار «الحنق» بين مشجعي المنتخبات الغربية التي يُتوقع مشاركتها في مونديال قطر. ونقل التقرير عن مصدرٍ في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قوله إنه من الصعب الاعتقاد بأن هناك مشجعين من إنجلترا سيرغبون في التوجه إلى قطر لمشاهدة مباريات كأس العالم في ظل هذا الوضع، وهو ما بدا تهديداً مبطناً بأن تقاطع جماهير منتخب الأسود البطولة برمتها، إذا ما تأهل الفريق إليها. وألمحت الصحيفة إلى أنه سيكون من العسير على المشجعين قيادة السيارة لمدة ساعة كاملة على الأقل وفي درجات حرارة قد تصل إلى 45 درجة مئوية، من أجل إشباع رغبتهم في احتساء الخمور خلال متابعتهم للمنافسات. وفي السياق نفسه، نسبت صحيفة «الصن» الشعبية إلى مسؤول في الاتحاد الإنجليزي للكرة استبعاده أن يقبل عشاق الكرة في بلاده على السفر إلى قطر لحضور المونديال، إذا كان سيتوجب عليهم «قطع أميالٍ في قلب الصحراء» للحصول على كأس من الخمر، قبل مشاهدة المباريات من المدرجات. كما أكد المسؤول الإنجليزي أن شركاتٍ راعيةً لكأس العالم مثل «بدوايزر» المنتجة للجعة، باتت «في موقفٍ حرج، وسط مخاوف من حدوث مقاطعة عالمية» لمنافسات المونديال، وهو ما يفاقم الانتكاسات التي يواجهها النظام الحاكم في الدوحة في هذا الشأن، مع تعالي الأصوات المُطالبة بإسناد البطولة إلى دولةٍ أخرى، بعد كشف المزيد من الأدلة التي تثبت شراء قطر لأصوات أعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، لضمان حصولها على حق تنظيم هذا الحدث الكروي الكبير، على حساب دولٍ أكثر خبرة منها في استضافة مثل هذه الفعاليات الكبرى. ونقلت «الصن» عن مسؤول لم تكشف عن هويته في الـ «فيفا» قوله، إنه من الواجب التوصل إلى اتفاق «لإرضاء المشجعين وقطر والجهات الراعية»، وهو ما يبدو محاولةً من الاتحاد الدولي للتمهيد لإقدام المنظمين القطريين في نهاية المطاف على فتح الباب أمام تناول الخمور دون قيد أو شرط خلال المنافسات، وهو ما يبدو مُرجحاً في ظل التنازلات التي قدمتها الدوحة تدريجياً على صعيد هذا الملف الشائك خلال الشهور القليلة الماضية. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه سيتم إجراء محادثات في هذا الشأن بين مسؤولي الـ«فيفا» والشركات الراعية لمونديال 2022 والمسؤولين القطريين خلال العام الجديد، في مسعى لبلورة اتفاقٍ. وقالت إن الحل المتاح حالياً هو ذاك المتعلق بتخصيص مناطق لشرب المشجعين الخمور بعيداً عن المدن القطرية. ووسط هذه الأجواء الحافلة بالملابسات المثيرة للريبة، لم تغفل «دَيلي مَيل» التأكيد على أن مونديال 2022 يواجه انتقاداتٍ حادةً «منذ اللحظة التي أُعْلِنَ عن فوز قطر فيها بحق استضافته» في ديسمبر من عام 2010. وأشارت الصحيفة البريطانية في هذا الصدد إلى التقرير الذي نشرته شركة «كورنرستون جلوبال» الاستشارية في مجال الإدارة مؤخراً، وأثارت فيه شكوكاً حول إمكانية سحب البطولة من قطر وإسنادها لدولةٍ أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©