الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمهات ربات البيوت أكثر تعرضاً للاكتئاب من الأمهات العاملات

الأمهات ربات البيوت أكثر تعرضاً للاكتئاب من الأمهات العاملات
24 أغسطس 2011 23:01
أبوظبي (الاتحاد) - وجدت دراسة جديدة قُدمت مؤخراً خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلم الاجتماع في مدينة لاس فيجاس أن الأمهات اللاتي يتفرغن لتربية أبنائهن ويأخذن على عاتقهن القيام بأعباء البيت تظهر لديهن أعراض الإصابة بالاكتئاب أكثر من شقيقاتهن من الأمهات العاملات. غير أن الأمهات العاملات اللاتي يعتقدن بقوة أن رضاهن عن أدائهن وأنفسهن رهين بقدرتهن على إيفاء متطلبات الحياة الأسرية كلها والنجاح في عملهن بشكل كامل في الآن ذاته يُصبن هن الأخريات بإحباط. وكشفت هذه الدراسة كذلك أن الأمهات العاملات اللواتي تُلازمهن عقدة «الأمهات الخارقات» هن أكثر عُرضةً للشعور بالإحباط والذنب مقارنةً مع الأمهات العاملات اللاتي يتوقعن مسبقاً إيجاد صعوبات في الموازنة بين متطلبات الحياة المهنية والأسرية، ويتفهمن ذلك ويتقبلنه بصدر أرحب. وتقول كاترينا ليوب من جامعة واشنطن «إن الأمهات اللاتي يتوقعن أن حياتهن ستكون صعبةً ولا تخلو من مشكلات عند اختيارهن أو اضطرارهن إلى العمل يتمتعن بصحة ذهنية ونفسية أفضل. فالخلافات الأسرية الناجمة عن عمل المرأة تجعل المرأة تشعر بالذنب دون الرجل، خاصةً بسبب الأمور لتي لا تستطيع إيفاءها أو الأشياء التي تعجز عن القيام بها باستمرار بسبب «العمل». وقامت ليوب بتحليل بيانات 1,600 امرأة شابة ممن شاركن في استطلاع «ناشونال لونجيتديونال أوف يوث» وأجبن عن الأسئلة التي وُجهت إليهن بخصوص معتقداتهن وتوقعاتهن حول عمل المرأة الأم. كما عمدت ليوب إلى قياس مستويات الاكتئاب لدى الأمهات البالغات 40 سنةً. وجاءت نتائج هذه الدراسة حول الأمهات ربات البيوت متوافقةً إلى حد كبير مع دراسات سابقة كانت قد أظهرت أن العمل خارج البيت جيد لصحة المرأة النفسية. وقد ترتفع مستويات الاكتئاب لدى الأمهات ربات البيوت عن غيرهن نظراً لأن الرغبة في العمل تبقى دفينةً في قرارة أنفس غالبيتهن، لكنهن يجدن أن تفويض رعاية الأطفال لمربيات مكلفاً جداً، بحيث يُصبح معه عمل الأم غير مُجد ولا مبرر من الناحية المادية. وبالمقابل، تُصاب الأمهات العاملات المصابات بعقدة «الأمهات الخارقات» بمشاعر كئيبة نظراً لاعتقادهن أن أزواجهن أو زميلاتهن في العمل يتفوقن عليهن من حيث القدرة على إيفاء متطلبات العمل والواجبات الأسرية. وتُعلق ليوب على ذلك بالقول «غالباً ما يكتنف هؤلاء الأمهات شعور بالحيف والظلم نظراً للنتائج غير المرضية لجهودهن التي يعتقدنها «جبارةً». وتُفيد ليوب أن النساء لم يلجن سوق العمل بقوة إلا عند بداية السبعينيات من القرن الماضي، وأصبحت الأمهات الشابات في الوقت الحالي ينظرن إلى أمهاتهن كنماذج تُقتدى في الموازنة والتوفيق بين الحياة المهنية والحياة الأسرية. وهذا من شأنه مساعدتهن على اتخاذ مواقف أكثر واقعيةً حول حاجتهن إلى التحلي بالمرونة وغض الطرف عن بعض الأمور التي يفوتهن تحقيقها بدل محاولة إدراك كل شيء. وتُضيف ليوب «الرسالة التي ينبغي توجيهها إلى الأمهات العاملات هي «رفقاً بأنفسكن، تقبلن بأريحية وروح عالية أنه إذا كان التوفيق بين العمل والأسرة يبدو صعباً فلأنه صعب بالفعل، وليس لأنكن غير ناجحات». وختمت ليوب تعليقها بدعوة أرباب العمل والحكومات إلى مساعدة الأمهات العاملات على تحسين صحتهن النفسية والنجاح في التوفيق بين المتطلبات المهنية والأعباء الأسرية من خلال سن لوائح خاصة بالأمهات العاملات وتخصيص مرافق تابعة لمقار العمل لرعاية أطفالهن. عن «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©