الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن قتيبة الدينوري

24 أغسطس 2011 22:58
العلامة المتفنن أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، ولد ببغداد ثم سكن الكوفة، وأقبل على العلم بفنونه وأنواعه، فنال من كلٍ قسطاً غير قليل، فدرس القرآن وعلومه، والحديث ومصنفوه، واللغة ولهجاتها، والفقه ومناهجه، والتاريخ وأحواله، والشعر وقوانينه، حتى نضج عالماً متميزاً وإماماً متفرداً فكان مرجعاً وإماماً في اللغة العربية، والحديث، وأيام الناس والفقه، وقد رزقه الله تعالى قلماً سيالاً، وفكراً صافياً جوالاً، فخلد أبدع الأفكار وأحسن المصنفات التي احتاجها العلماء من عصره في القرن الثالث إلى أيامنا هذه وستبقى كذلك. وكان ذا نقية في أحواله كلها، وقد ولي القضاء في الدينور، فنسب إليها، وأقبل عليه الطلبة من كل حدب وصوب لينهلوا من معارفه وفنونه المتنوعة، فأفادهم وعُني بابنه فحفّظه كتبه كلها، فلما توفي كان الناس يأتون ابنه أحمد وهو قاضٍ بمصر، فكان يمليها عليهم ويجتمع عليه الجمع الغفير، وأصبحت مؤلفاته عنواناً للمعرفة وللسنة، فقد كان العلماء يتهمون من لم يكن في بيته شيء من تصانيف هذا العلامة المتبحِّر، ولأنها مفيدة نافعة في ميدانها ومنها: مشكل القرآن، وغريب القرآن، وغريب الحديث، ومشكل الحديث، وتأويل مختلف الحديث، والمعارف وأدب الكاتب، الذي عُدَّ رابع أربعة كتب هي مصادر الأدب وأصوله، وعيون الأخبار، وإصلاح الغلط، والشعر والشعراء، ومعاني الشعر، وجامع النحو وأعلام النبوة، وكتاب الفقه، وإعراب القرآن، والقراءات، والأنواء وكتاب الفرس، والهجو، والإبل، والميسر، والقداح، والوحش، والرؤيا، وأدب القاضي، والأشربة، وغيرها من المصنفات الأنيقة الماتعة التي دارت حولها حلقات الدروس، واقتبس منها الأعلام الفحول، ودافع فيها بتوازن واعتدال وحسن منهج عن القرآن الكريم والسنة النبوية وتاريخ العرب ولغتهم مع تواضع وإنصاف، ودقة عبارة وإقامة حجة، ولقد شهد له العلماء الكبار بأنه من العلماء المشهورين المؤثرين وفنونه جمة، وعلومه مهمة من روَاد الدراسات القرآنية، وإمام الدراسات الأدبية، أحد الأذكياء، والصفوة النبهاء، ومن يطالع كتب هذا الإمام وأكثرها مطبوع متداول يدرك أنه ذو أفق واسع، وعلم راسخ، ومنهج صحيح يعتمد النصوص، ويعمق فيها النظر فيحسن الاستنباط ويأتي بطريف الفكر. إن هذا الإمام بأفكاره الرائدة ومصنفاته البديعة الشاهدة على عبقريته جعلته حاضراً في جل العلوم المعرفية ومرجعاً فيها، فهو في عقول الأجيال ماثل، وفي صفحات الكتب التي تقتبس عنه وترصع سطورها بشذرات من فكره مستمر مدى القرون، فله في هذا كله المآثر الجليلة، والفضائل النبيلة فمنَّتُه على الناس باقية. وعلى طلاب العلم والعلماء تطوق أجيادهم ويعتزون بذلك أيما اعتزاز. رحم الله هذا الإمام العلامة ابن قتيبة الدينوري رحمة واسعة. د. محمد مطر الكعبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©