استقلت ''ماري دي'' إحدى حافلات النقل الكبيرة في محطة الباصات الرئيسية في أبوظبي متجهة إلى دبي، ودفعت رسم الركوب 15 درهما·
تعودت ماري في الآونة الأخيرة على ركوب الحافلات الكبيرة التي تتسع لـ50 راكباً في طريق ذهابها وإيابها بين أبوظبي ودبي، نظراً للراحة التي توفرها هذه الحافلات مقارنة بنظيرتها الصغيرة التي تتسع لـ24 راكباً، وتبلغ تعرفتها 20 درهماً·
لم تنتبه ماري للجهة المشغلة للحافلة التي ركبتها، إن كانت تتبع لدائرة النقل في أبوظبي أو لهيئة الطرق والمواصلات في دبي· فهي استقلت الحافلة المتوفرة، خاصة وأن التعرفة من العاصمة إلى دبي محددة بـ15 درهما بغض النظر عن الجهة المشغلة بخلاف التعرفة التي تتغير في الاتجاه المعاكس، أي في طريق الإياب من دبي·
وتقول ماري ''أستخدم الحافلة الكبيرة عادة في تنقلي بين الإمارتين، تعرفتها ممتازة، والخدمة كذلك· لا ألتفت إلى الجهة المشغلة للحافلة وإنما للتعرفة، حيث أني لا أجد فرقاً في الخدمات المقدمة باستثناء أن الحافلات التابعة لـ''طرق دبي'' أكثر حداثة·
وتوضح ماري، كنت أدفع 15 درهما مقابل ركوب الحافلة الصغيرة للرحلة الواحدة بين الإمارتين وفي الاتجاهين قبل أن ترتفع رسومها إلى 20 درهما للرحلة، ''أما اليوم فبتُّ أستقل الحافلات الكبيرة التي توفر راحة أكبر مقابل 15 درهماً فقط''·
وتؤكد ماري أنها تبحث عن السعر الأدنى في تنقلاتها بشرط توفر الراحة نظراً لطول المسافة بين أبوظبي ودبي، حيث تستغرق الرحلة في العادة ساعتين على الأقل، مشيرة إلى أن حافلات ''أبوظبي'' توفر لها مطلبها، بعكس حافلات ''دبي'' التي رفعت تعرفة ركوب حافلاتها في الآونة الأخيرة باتجاه واحد، من دبي إلى أبوظبي، وباتت بـ 20 درهما·
وتؤكد ماري أنها تبحث في تنقلاتها عن الأوفر تكلفة نظراً لمحدودية دخلها وعن الراحة والأمان· وكانت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أعلنت قبل أسبوعين عن تسييرها حافلات فاخرة من ''الدرجة الأولى'' بحسب تصنيف الهيئة، مقابل 20 درهماً من دبي إلى أبوظبي و15 درهماً بالاتجاه المعاكس·
ولا تختلف مارويل مورتاليو، 30 سنة، وهي فلبينية تعمل في أحد المراكز التجارية في أبوظبي، وكانت في طريقها لزيارة قريبة لها في دبي، في أولويات تنقلها مع ماري· وتقول إنها تبحث عن التكلفة الأوفر في جميع تنقلاتها حتى لو كان الفرق 5 دراهم·
وتضيف مارويل: كنت أستقل حافلات ''الغزال'' الصغيرة أو الكبيرة التابعة لـ''دبي'' في تنقلاتي بين الإمارتين، لكني بتُّ أفضل حافلات ''أبوظبي'' باعتبارها الأوفر سعراً في الاتجاهين، عدا عن توفيرها الراحة أكثر من الحافلات الصغيرة التي يشعر فيها الإنسان بأن عضلاته تشنجت لطول الطريق وصعوبة الحركة بسبب ضيق المسافة الفاصلة بين المقاعد·
وتؤكد مارويل أن أغلب أصدقائها يبحثون عن التكلفة الأقل في الدرجة الأولى وخاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتطلع المغترب لتوفير أكبر مبلغ ممكن من راتبه·
من جانبه، يؤكد أنس عبد الوهاب، 27 سنة، وهو سوري يعمل في أحد متاجر أبوظبي، أنه يستخدم الحافلة الكبيرة بين أبوظبي ودبي ذهاباً وإياباً مرتين في الأسبوع، ويكون همه الأول التنقل بأقل تكلفة·
ويقول أنس، وفقاً لحساباتي الخاصة، يمكن أن أوفر 10 دراهم ذهاباً وإياباً بين الإمارتين من خلال ركوب حافلات النقل التابعة لأبوظبي، وبالتالي توفير مبلغ لا يقل عن 100 درهم في الشهر، خاصة وأن راتبي لا يتعدى 1500 درهم· ويضيف أنس أن الإنسان في الغالب يبحث عن الأوفر والأنسب له قبل أن يعرب عن أمله بأن لا تشهد تعرفة النقل على حافلات أبوظبي أي زيادة في الفترة المقبلة، معتبراً أن أغلب مستخدمي الحافلات العامة بين الإمارتين هم من ذوي الدخل المحدود·
من جهته، لا يشكل فرق التعرفة بين حافلات أبوظبي ودبي أي مشكلة بالنسبة لطارق زيدان، طالب جامعي، عندما يزور أصدقاءه أو سفارة بلاده في العاصمة· فهو يضع الراحة فوق كل اعتبار آخر في تنقلاته·
ويرى طارق أن فرق التعرفة لا يشكل مشكلة له مقابل ضمان حصوله على الراحة التامة وجودة الخدمة طوال الرحلة، مؤكداً أنه بات يلمس هذه الجوانب في الحافلات التابعة لهيئة الطرق والمواصلات في الآونة الأخيرة، بعد أن أدخلت حافلاتها الجديدة إلى الخدمة ووفرت فيها بعض الخدمات ''المميزة''· لكنه لفت إلى عدم توفر جميع الخدمات التي أعلنت عنها الهيئة في حافلاتها، وتوفر بعضها بين حافلة وأخرى·
وتعمل حافلات دائرة النقل في أبوظبي من الساعة 6 صباحا ولغاية 9 صباحا، ومن الساعة 11:40 ولغاية 1:40 ظهراً، ومن 4:40 عصراً ولغاية 7 مساء، بمعدل 15 رحلة في اليوم·
في المقابل، يحق لحافلات هيئة الطرق والمواصلات في دبي بحسب الاتفاقية الموقعة مع دائرة النقل في أبوظبي، تحميل الركاب من محطة الباصات الرئيسية في أبوظبي من الساعة 9 صباحاً ولغاية 11 قبل الظهر، وبين الساعة 2 ظهراً إلى الرابعة عصراً، ومن السابعة مساء ولغاية السادسة صباحاً، بمعدل 15 رحلة يومياً لحافلات الهيئة من أبوظبي·
وتتوقف جميع الحافلات في مكان محدد لها، مدة 40 دقيقة لتحميل الركاب وتنطلق في الوقت المحدد بغض النظر عن أعداد الركاب الذين ركبوا فيها·
وتسير جميع الحافلات بسرعة لا تزيد على 60 كيلو مترا في الساعة داخل المدن، وبسرعة 80 إلى 100 كليو متر في الساعة على الطرق الخارجية· وتتوقف الحافلات في طريقها إلى دبي في نقاط محددة بمناطق الشهامة والسمحة وجبل علي والمركز التجاري ومنطقة الكرامة ومحطة الغبيبة، بما يسمح بصعود ونزول الركاب وكذلك المفتشين
عدد اليوم
