الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطبخ المنزلي·· إبداع وتجارة والمكسب ذهب

الطبخ المنزلي·· إبداع وتجارة والمكسب ذهب
6 يناير 2008 00:59
مطابخ البيوت أو كما تسميها بعض النساء مطاعم الأكل المنزلي ، فكرة ذكية تقدم حلولاً عملية للكثير من النساء، خاصة المرأة التي لا تجيد عمل أطباق الحلويات أو التي ليس لديها وقت كافٍ لإعداد بعض الأطباق اليومية في المنزل بسبب ظروف العمل أو المرض· أو في حال كانت لديها وليمة غداء أو عشاء، حيث تضطر في بعض الأحيان إلى الاستعانة بإحدى النساء المتخصصات اللاتي يقمن بإعداد الأكلات في المنزل، ويبعنها للجيران أو المدارس أو الجمعيات النسائية أو من يطلبها في حالة الولائم أو حفلات الميلاد والمناسبات· في هذا التحقيق نطالع تجارب بعض السيدات اللاتي يقمن بطبخ الأكلات في بيوتهن، ومن ثم تسويقها لمساعدة الزوج في توفير متطلبات الحياة أو لشغل وقت الفراغ في عمل مثمر أو من باب الهواية· ليلى عبد القادر محمود المشهورة عند الكثير من السيدات بـ بأم عبد الله ، تعد من أشهر المتخصصات في إعداد الأكل المنزلي، حيث مارست هذه المهنة ما يقارب ثلاث سنوات، والسبب هي صديقتها التي عرفت لذة أكلها فشجعتها، تقول أم عبد الله: في أحد الأيام بعت لصديقتي طبقاً من الحلويات بسعر (50 درهما) وسميته حلملم ، وبعد تناولها له أعجبها مذاقه، فاقترحت علّي عمل أطباق أخرى وتعهدت ببيعها لعدد من الصديقات والجيران، وهكذا بدأ مشوار التجارة · من طبق إلى طبق ومن طبق إلى طبق اشتهرت أكلات أم عبد الله بين النساء، وأصبحت تتمتع بشهرة واسعة بينهن، وأخذن يطلبن كل ما تشتهيه أنفسهن لأنها خبيرة في شتى أنواع الحلويات والأرز بأنواعه، والأكلات الشرقية والغربية والإيطالية، ومختلف الأكلات الخليجية· تقول ليلى: رغم كل ما حققته ما زلت أعتز بالطبق الأول الذي بعته بخمسين درهماً، لأنه كان فاتحة خير علي في بداية مشروعي إلى عالم التجارة · وتضيف: اقترحت عليَّ جارتي التي تعد هي الأخرى بعض الحلويات أن نكون شريكتين في هذه التجارة، وبالفعل أصبحنا نقوم بإعداد الكثير من الأطباق والأكلات المختلفة للعزائم ونقيم البوفيهات في حال الطلب، وأصبح لكل طبق نعده اسم بعينه، ومن هذه الأطباق: بلبل، حور، بنت البلد، مارية، سوسو، مرايم، وهكذا أصبحت أكلاتي في متناول الجميع، والسبب في ذلك يعود إلى لذتها ونظافتها وسمعتي الطيبة إلى جانب أن أسعار أطباقي ليست باهظة · أطباقي لوحة فنية أما حصة التميمي فلها قصة أخرى مع الحلويات، فمنذ كانت في المرحلة الدراسية كانت تميل إلى حصة التربية الأسرية، وكانت معلمتها دائما تقول لها: سيكون لك شأن في الطبخ لأن نفَسك طويل ولك صبر على الطبخ، وبالفعل صدق كلامها، فحصة بعد زواجها وجدت ضالتها في الطبخ وخاصة إعداد الحلويات الشرقية والخليجية تقول في هذا الشأن: بدايتي كانت بمساعدة الأهل والأقارب، وقد استطعت أن أكتسب شهرة وسمعة طيبة لدى من يطلبون حلوياتي، لأن سعر الطبق الذي أبيعه رخيص بالإضافة إلى لمساتي الجمالية التي أضعها على الطبق، حيث يظهر الطبق كلوحة فنية جميلة، حتى إن زوجي في كثير من الأحيان يقول: حرام أتناول الطبق فشكله جميل وحلو، وخسارة أن أتناوله · وتتابع حصة: أكلاتي رخيصة ونظيفة ولذيذة، وأرى أن هذه المهنة شريفة، وتحتاج في الغالب إلى مهارة ربة البيت في إتقان تلك الأكلات، وفي المقابل كل يوم يزداد الطلب على بعض الحلويات حتى إنني لا أجد الوقت الكافي من كثرة الطلبات، وتزداد الطلبات في الغالب في وقت العزائم، الزواج، والنجاح وأعياد الميلاد، وهذا الأمر شجعني كثيرا على ممارسه هذه الهواية التي استطعت من خلالها أن أشارك في عدة معارض وفزت بالمراكز الأولى لأفضل طبق حلويات بفضل جماله الذي يأسر العين قبل المعدة · البحث عن الإبداع أم راشد إحدى النساء اللاتي يُجدن الطبخ من المنزل وخاصة في وقت الفراغ، تؤكد أنها تحب أن تتقن كل جديد من جميع أنواع الأطباق، ولكنها تفضل المعجنات والبسكويت والفطائر ، فهي لا تبيع الحلويات المعتادة فقط، بل تنافس محلات الحلويات والمعجنات في صنع وابتكار الغريب منها، فكل طبق تعده يكون مختلفاً عن الآخر، وهي تحب أن يكون شكل الطبق وخاصة البسكويت جذاباً للكبير قبل الصغير، فيكون مرة على شكل وردة أو قطار أو بيت، أما الفطائر فتكون مثل سمكة أو أي شيء يخطر على البال· وتعلل سبب إقبال الكثير من النساء على أكلها بأن له نكهة خاصة نَفَسها طيب ، إضافة إلى الشكل الجذاب للطبق ونظافته· وعن زبائنها تؤكد أم راشد أنهن من الموظفات في الغالب، فالموظفة ليس لديها الوقت الكافي لصنع المعجنات والحلويات، خاصة أنها تحتاج إلى وقت وجهد وتتطلب مهارة كبيرة· إقبال كبير المطاعم المنزلية تحظى بإقبال كبير من السيدات العاملات، فهي توفر لهن وجبات شهية نظيفة ورخيصة ومتنوعة، وتحل الكثير من مشاكل المرأة العاملة التي لا تجد متسعاً من الوقت لإنجاز كل المهام الملقاة على عاتقها· كفاح ونجاح رحلتنا في عالم المطاعم المنزلية كشفت عن الكثير من قصص النجاح، سيدات استعنَّ بخبرتهنَّ الفطرية في إعداد أشهى المأكولات لتنفيذ مشروعات صغيرة بسيطة تدر عائداً مناسباً يساعدهن على مواجهة متطلبات الحياة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©