الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر: البغدادي وبن لادن..ما الفرق؟

غدا في وجهات نظر: البغدادي وبن لادن..ما الفرق؟
9 سبتمبر 2014 21:34
البغدادي وبن لادن.. ما الفرق؟ يرى د. وحيد عبدالمجيد أنه مازال اسم «داعش» هو الأشهر من بين الأسماء التي حملها تنظيم أُنشئ عام 2006 وصار مصدر التهديد الإرهابي الأول في المنطقة والعالم خلال الشهور الأخيرة، رغم أنه يحمل اسماً آخر منذ 29 يونيو الماضي. إنه التنظيم الذي أُعلن تأسيسه في 15 أكتوبر 2006، نتيجة اندماج «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» مع عدة مجموعات إرهابية أخرى خلال اجتماع أُطلق عليه «حلف المطيبين». وظل يحمل هذا الاسم حتى 9 أبريل 2013 عندما قرر زعيمه الحالي أبو بكر البغدادي دخول سوريا، فصار اسمه ليضم العراق والشام. ولم تمض شهور حتى صارت الكلمة التي تختصر هذا الاسم، وهي «داعش»، على كل لسان بسبب الصعود السريع الذي حققه هذا التنظيم، ومازالت هي الكلمة الأكثر انتشاراً بعد أن قام التنظيم بتغيير اسمه مرة أخرى في أول يوليو الماضي مستبعداً العراق والشام منه. الإمارات: مواجهة التطرف مسؤولية الجميع يقول محمد خلفان الصوافي : عبّر بيان دولة الإمارات -يوم الخميس الماضي- عن أهمية وضع استراتيجية عالمية لمواجهة التطرف والإرهاب في العالم. كما أن ذلك البيان وضع كل المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لمكافحة التطرف وخاصة ما يعرف إعلامياً باسم «داعش»، المليشيا الأشد تطرفاً مقارنة بكل الحركات التي ظهرت حتى الآن. وفي الواقع كان تنظيم «داعش» -ولا يزال- محط انشغال الناس في العالم خلال الفترة الماضية. وقد زاد هذا الانشغال بعد دخول التنظيم مدينة الموصل، وانهيار الجيش العراقي أمامه بطريقة «دراماتيكية» لم يتخيلها أكثر المتشائمين، إلى درجة أقلقت المراقبين من إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة على أسس جديدة. وهناك تطوران جعلا من هذه المليشيا حدثاً في كل وسائل الإعلام في العالم: طريقة التخلص من الأشخاص الذين يتم خطفهم، وقدرة التنظيم على الانتشار الجغرافي. لقد جاءت ظاهرة «داعش»، تالية لظهور العديد من الحركات الإسلامية المتشددة، وعلى وجه الخصوص تنظيم «القاعدة» ما يجعل مسألة التفكير في أسباب ظهور «داعش» -رغم وجود محاولات لمعالجة المشكلة من قبل الدول والحكومات- أمراً مهماً. وهناك مخاوف جدية لها ما يبررها، من أن كل حركة متطرفة جديدة تظهر في المستقبل ربما تكون أشد فظاعة وقسوة مما سبقتها، وبالتالي يبقى الأمر وكأنه دوامة لا نهاية لها. أسس المواطنة.. ومفهوم الانتماء! يقول تركي الدخيل: المواطَنة فكرة عملية وليست ذهنية، وهي صيغة مفاعلة، وعلاقة شراكة في الحفاظ على التراب والتماسك بين مختلف أطياف المجتمع. والمجتمع في الإمارات وفي دول الخليج يعتمد في ولائه السياسي على بيعة الآباء والأجداد للحكّام لإدارة البلاد. وأثبتت الأنظمة قوتها واستقرارها في ظل الهزات التي تصيب الأنظمة التي ادعت على مدى نصف قرن أنها ديمقراطية. والمواطَنة ليست كلاماً، وإلا كيف يبيع الإنسان ولاءه للخارج وهو يدعي أنه مواطن، أو كيف يحمل في ذمته بيعتين، بيعة للمرشد في الخارج وبيعة للحاكم في الداخل! لهذا فإن إحدى البيعتين ستكون كاذبةً بالتأكيد لوجود التعارض التام والفرق بين الرجوع لتنظيمات سرية وعلنية في الخارج، وبين أن تكون مواطناً حقيقياً لا تباع ولا تشترى ولا تهزك أي ريح صرصر عاتية؟! فقدت أطفالها.. وعلى قلوب أقفالها! يرى محمد أبو كريشة أن الدنيا لم يعد فيها أطفال لكن فيها ارتداداً طفولياً لدى الكبار.. وهذا خلل كبير.. ويقال إن الخلل من علامات الساعة، الخلل الكوني والخلل النفسي والخلل الجيني، وعندما يكبر الصغار قبل الأوان ويصغر الكبار بعد الأوان فانتظروا الساعة. نحن في زمن أجسام البغال وأحلام العصافير، زمن ليس فيه أطفال إلا بالاسم والمبنى لكنهم بالمعنى ليسوا أطفالاً أبداً. وهناك دول كثيرة تحاول النزول بسن الحدث الذي يرتكب جريمة إلى خمسة عشر أو حتى اثنى عشر عاماً بدلاً من ثمانية عشر عاماً -لأن هذا ليس زمن الأحداث والأطفال- إنه زمن حزام القيامة، دخلنا على ما يبدو في حزام الزلزلة ويوم القيامة الذي يجعل الوِلدان شيباً. لا يمكن أن يصدق امرؤ عنده بعض الوعي أن الطفولة البريئة ما زال لها وجود في العالم وبالتحديد في منطقتنا العربية، الفواجع في بلدان مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن وغزة اغتالت الطفولة، والمشكلة ليست في قتل الأطفال، ولكن المشكلة في اغتيال الطفولة والبراءة حتى لدى الصغار الأحياء. أميركا.. واستمرار الحاجة إلى جيش قوي يقول مت رومني المرشح «الجمهوري» للانتخابات الرئاسية الأميركية في 2012 : في وقت تغزو فيه روسيا أوكرانيا وتستعرض فيه الصين عضلاتها، وتواصل أجهزة الطرد المركزي دورانها في إيران، وتستمر «داعش» في تهديدها الذي يفوق، حسب تعبير وزير الدفاع، «كل ما يمكن تصوره»، تصر واشنطن على تقليص جيشها، فهل في ذلك أي منطق؟ الواقع أن عدداً من الحجج تساق لتبرير القضاء على أسس الدفاع الأميركية، وهي جميعها تجانب الصواب ويعتريها الخطأ، فالرئيس يؤكد أنه علينا الانتقال إلى «نظام عالمي جديد يقوم على مجموعة مغايرة من المبادئ تتأسس على شعور إنساني مشترك»، مطالباً باستبدال النظام القديم الذي تبقي فيه القوة الأميركية الهائلة الأنظمة المستبدة تحت الرقابة، وتحافظ على سيادة الدول واستقلالها، ومع أنه يُنصح عند القيام بألعاب بهلوانية خطرة أن تبقى يد واحدة متمسكة قبل إرخاء الأخرى حتى لا تقع المصيبة، إلا أن ذلك لا يسري على مطالب استبدال النظام الدولي في أميركا، فقبل التخلي تماماً عن القوة الأميركية يُفترض أن نبحث عن بديل فعال إنْ وجد أصلاً، والأكثر من ذلك أن استدعاء المشترك الإنساني كأساس للنظام العالمي الجديد يتجاهل حقيقة أن الإنسانية أبعد ما تكون عن التوافق والإجماع على قيم وآراء مشتركة، فإذا كانت الإنسانية تجمع على وجود الشر في هذا العالم، إلا أنها تفترق في تعريفه، بحيث ما يراه البعض شراً قد يعتبره آخرون خيراً. «التحصين» ضد التطرف ومسؤولية الأسرة يقول د. عبدالحميد الأنصاري: إذا استثنينا الخليج، فإن المنطقة العربية أصبحت محاطة بحزام من العنف الإرهابي، الذي يقتل ويدمر ويهجر آلاف البشر. منذ هجمات «القاعدة» على أميركا في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وإلى اليوم، تمر 13 عاماً والإرهاب يزداد ضراوة ووحشية، ويسقط الضحايا من المدنيين، نساءً وأطفالا وأناساً بسطاء على امتداد الساحة العربية والإسلامية من غير ذنب. شباب مسلم متحمس دينياً، يقومون بتفجير أنفسهم في مسجد أو ضريح أو فندق أو سوق شعبي أو مجمع تجاري، وتُزهق أرواح آلاف في سبيل عقيدة «الجهاد» المشوّهة، يحسبون أنفسهم «شهداء» ويعدون إجرامهم «جهاداً». هم من قال الله تعالى فيهم في محكم كتابه: «الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©