الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رغم الشكوك.. صمود هدنة سـوريا.. وارد

رغم الشكوك.. صمود هدنة سـوريا.. وارد
26 فبراير 2016 02:52
بيروت (أ ب) بعد خمسة أعوام من الدمار والقتل، وفي حين بدا أن الحرب الأهلية السورية تتجه للاستمرار إلى أجل غير مسمى، ثمة آمال في أن يصمد اتفاق «وقف الأعمال العدائية»، الذي توصلت إليه الولايات المتحدة روسيا مؤخراً، لاسيما بسبب الضعف الذي اعترى عدداً من الفصائل التي تحارب نظام الأسد، من وجهة نظر عدد من المحللين. وكانت قوات «الجيش السوري الحر» وعدد من الفصائل الأخرى التي تجوب المشهد المدمر، تكافح للصمود في مواجهة الأسد، لكن التدخل الروسي في المعركة إلى جانبه في سبتمبر الماضي، منحه الآن ما يبدو أفضلية حاسمة على حساب مناوئيه. وتعرضت كثير من الفصائل الثورية إلى تضييق الخناق والحصار في سلسلة من المواقع الرئيسة خلال الأشهر القليلة الماضية، وقتل عشرات من قادتها. بيد أن الأكثر أهمية أن القوات الموالية للأسد والمدعومة بالضربات الجوية الروسية باتت قريبة من تطويق الثوار في معقلهم الرئيسي حلب، أكبر المدن السورية، بينما تضاءلت القدرة على إمدادهم بالمقاتلين والأسلحة من تركيا. ومع ترقب الهدنة في منتصف ليل يوم الجمعة بالتوقيت المحلي، وجدت غالبية الفصائل الثورية نفسها تحارب قوات الحكومة وقوات «حزب الله» ومجموعة من المليشيات الأخرى المدعومة من إيران، إلى جانب تنظيم «داعش» الإرهابي. وطهّرت القوات الكردية ما يزيد على عشرة كيلومترات من الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة في شمال حلب مؤخراً، وتقترب من معاقل أخرى للمعارضة في أعزاز ومارع قرب الحدود التركية. وقالت راندا سليم، المحللة لدى «معهد الشرق الأوسط»، الذي يتخذ من لندن مقراً له: «من الواضح أن الأميركيين والأوروبيين تراجعوا عن رغبتهم في دعم معارضي الأسد لكسب المعركة»، مضيفة: «إن أفضل ما بوسعهم أن يفعلوه هو مساعدتهم كي يحصلوا على شروط أفضل للاتفاق». وبعد أن هددت تركيا باجتياح برّي في سوريا، تراجع وزير خارجيتها يوم الاثنين الماضي، مؤكداً أن العملية البرية لم تكن أبداً مدرجة على جدول الأعمال. وعلى الرغم من أن موسكو تدافع عن تدخلها في سوريا بأنه يتسق مع الحملة العالمية ضد مسلحي «داعش» في شمال شرق سوريا، إلا أن المعارضة وجهات أخرى تؤكد أن روسيا في الحقيقة تستهدف التيار السائد من المعارضة «المعتدلة»، وكانت تهدف بصورة أساسية إلى حرمانها من الأراضي التي تسيطر عليها في شمال غرب وجنوب سوريا. وفي ضوء الدمار الذي لحق بسوريا، ونزوح أكثر من نصف سكانها ومقتل أكثر من ربع مليون شخص وتفاقم أزمة اللاجئين، ثمة شعور عالمي مسيطر بأن الحرب الأهلية لا بد من أن تنتهي. وإذا ما قدر لاتفاق «وقف الأعمال العدائية» أن يصبح دائماً أو طويل الأمد، أو أن يفضي إلى فترة انتقالية بالتفاوض، فمن الممكن أن يكون ذلك إيجابياً لبعض القوى الفاعلة الرئيسية. فبالنسبة للأسد، الذي كان من المتوقع سقوطه على نحو واسع النطاق، ستؤدي أي نتيجة إلى انتصاره في دمشق. وأما تيار المعارضة السائد، فسيؤدي الاتفاق إلى تفادي تعرضه لهزيمة شاملة ضد قوة لا تشمل فقط الجيش السوري، ولكن أيضاً إيران و«حزب الله»، وسيظل نجاح روسيا في قدرتها على الوجود وكسب مقعد على أي مائدة تفاوض مستقبلي. وإذا توقف القتال الآن، ستظل المعارضة مسيطرة على معظم حلب وإدلب، ومناطق رئيسة على طول الحدود اللبنانية وبالقرب من جنوب دمشق. وستتفادى الولايات المتحدة مستنقع الشرق الأوسط، بانتهاء الوضع الذي بات يمثل إحراجاً لها، أما تركيا فستكون الخاسر الأكبر، وستصاب بخيبة أمل مع بقاء الأسد، ولكنها إلى جانب لبنان والأردن، ستنال فرصة وقف تدفق اللاجئين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©