الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عندما لا تزأر «الأسود»!

عندما لا تزأر «الأسود»!
26 يناير 2014 23:24
تغطية مباريات دوري الخليج العربي لكرة القدم لا تقتصر على رصد النتائج، وتصريحات مختلف عناصر اللعبة، خاصة الأجهزة الفنية واللاعبين، وأيضاً التحليل الفني للقاءات كل جولة، ولكن هناك أيضاً العديد من الجوانب التي تحتاج إلى إلقاء الضوء، مثل «سوبر ستار» الذي يركز على النجم الأول في الجولة، مع التركيز على أهم لحظات التحول في اللقاءات، ورصد الأحداث التي تمثل خروجاً عن النص، واللاعب الذي يجلس على دكة البدلاء ويسهم دخوله في قلب الموازين رأساً على عقب، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى التي ترصدها «الاتحاد» عقب نهاية كل جولة. دبي (الاتحاد) - منذ تأهله إلى مصاف أندية «المحترفين»، في موسم 2010 - 2011، لم يتجاوز دبي محطة المراكز الأربعة الأخيرة في ترتيب الدوري، وللموسم الرابع على التوالي يجد الفريق نفسه في «الدائرة المظلمة»، ليواجه الصراع الشرس في قاع الجدول، الأمر الذي بدا وكأنه «علامة مسجلة» ترتبط بالفريق!. ولا تمثل معاناة «أسود العوير» في الموسم الحالي لدوري الخليج العربي لكرة القدم الذي وصل إلى الجولة الـ 16، ويحتل فيه الفريق المركز قبل الأخير برصيد 9 نقاط، متساوياً مع عجمان، وبفارق نقطة خلف الشعب صاحب المركز الثاني عشر، والإمارات المركز الحادي عشر وله 15 نقطة، حدثاً جديداً، غير أن استمرار السيناريو نفسه للموسم الرابع على التوالي، يفتح الباب على مصراعيه، أمام العديد من الأسئلة التي تجعل «الأسود» و«صراع الهبوط» وجهان لعملة واحدة! والغريب أن دبي انتزع الفوز في مباراتين فقط، خلال الموسم الحالي، الأول على حساب مضيفه الإمارات 3 - 2، في الجولة الثانية، والثاني على ضيفه عجمان 2 - 1 في الجولة التاسعة، مقابل التعادل في ثلاث مباريات مع الجزيرة 2 - 2، والوحدة 1 - 1، والإمارات بالنتيجة نفسها، بجانب خسارته في 11 مباراة دفعة واحدة، ويمثل دفاع «الأسود» الحلقة الأضعف، حيث استقبلت شباك الفريق بنهاية الجولة السادسة عشرة 43 هدفاً، ليكون الفريق أسوأ دفاع في المسابقة، وأصبح على مسافة 8 أهداف فقط من أسوأ حصيلة للأهداف، ولجت شباكه في الموسم الماضي، برصيد 53 هدفاً، وفي المقابل سجل هجوم الفريق 20 هدفاً، وهي نسبة تبدو جيدة، مقارنة مع بقية فريق الدوري، حيث إن الجزيرة أحرز المعدل الأكبر «30 هدفاً» وأقلها الشارقة «17 هدفاً». النتائج المتأرجحة وعلى سيناريو النتائج المتأرجحة، واصل الفريق عادته في تغيير المدربين واللاعبين الأجانب، حيث استهل الموسم تحت قيادة الإسباني ريودا مارتن الذي أقيل بنهاية مباراة الجولة السادسـة أمـام الجزيرة، مقابل التعاقد مع السويسري همبورتو باربيز المدرب السابق للفريق، وعلى صعيد الأجانب ضم «الأسود» في الانتقالات الشتوية الحالية، الثنائي المغربي صلاح السعيدي، والمالي مصطفى كوندي، بديلين للبرازيلي برونو سيزار والإيفواري ياو يابي المرتبطين بعقديهما مع النادي، ويواصلان تدريباتهما مع الفريق حتى الآن. وانعكست أزمة دبي حتى على المحللين الذين رفض أغلب من حاولت «الاتحاد» التواصل معهم لاستطلاع آرائهم الحديث عن واقع الفريق، فيما لخص من تجاوب منهم، الأزمة في غياب الاستقرار الفني وتعاقب المدربين، بجانب مشكلة « افتقاد التوازن بين الخطوط»، وإهمال تدعيم الدفاع الذي يعتبر «الحلقة الأضعف»، بالإضافة إلى هبوط مستوى اللاعبين المواطنين، وضعف مستوى حراسة المرمى. في البداية، قال يوسف عزيز نجم نادي الشباب السابق، المحلل الفني بقناة دبي الرياضية، إن «عدم الاستقرار الفني» و«اختيارات اللاعبين الأجانب» ظلا مشكلة يعانيها فريق دبي طيلة المواسم الماضية، دون أن ينجح في إيجاد حلول كافية لها. وأضاف: «استراتيجية التعامل مع الأجهزة الفنية، تسهم في ظهور الفريق بشكل ضعيف، وتجعله منافساً دائماً في صراع الهبوط، والنادي يعمل باستمرار على تغيير الأجهزة الفنية، بمجرد مضي جولات قليلة في مشوار الفريق، ودون تقييم فني واضح، وحتى من يتولى مسؤولية التدريب في الفريق لا يجد أمامه سوى التعامل مع الأدوات الموجودة، بمن فيها اللاعبون الأجانب، وهي الشريحة الأكثر تأثيراً في نتائج فرق الدوري». وقال: «المعروف أن فريق دبي لا يقوى على المنافسة في المراكز الأولى للدوري، وهو أمر طبيعي، بالنظر إلى الفوارق بينه وبين بقية فرق الصدارة؛ لذا يتوجب التركيز على سباق المنافسة مع الفرق الأقرب، أملاً في الوصول إلى المنطقة الدافئة، وهو ما يفتقده الفريق الذي تزيد طموحاته، بمجرد تحقيق نتيجة إيجابية بالتعادل أو الفوز في إحدى المباريات». وأشار إلى أن أكبر المشكلات الفنية التي يعانيها فريق دبي، تمثلت في «افتقاد التوازن بين الخطوط»، حيث يتم التركيز دائماً خلال فترة التعاقدات على الهجوم، في حين أن الأرقام والنتائج تشير بوضوح إلى الأزمة الدفاعية التي ظل يعانيها الفريق في كل المواسم دون استثناء، بما فيها الموسم الحالي، الذي يعد فيه الدفاع الأسواء باستقبال شباكه 43 هدفاً في 16 مباراة، وقال: «فريق مثل الشارقة مثلاً نجح في العودة إلى واجهة المنافسة من خلال تعاقدات مدروسة ركزت على نقاط ضعف الفريق، الأمر الذي قاده إلى المركز الرابع حالياً، رغم أن هجومه يعد الأضعف برصيد 17 هدفاً فقط، وفي المقابل يركز دبي في انتداباته على لاعبي الهجوم والوسط، أو حتى استقدام لاعبين (مستهلكين) من أندية محلية». ولفت إلى أن المشاكل الدفاعية لفريق دبي خلال الموسم الحالي تزامنت أيضاً مع أزمة أخرى في حراسة المرمى، وقال: «دبي استهل الموسم مع الحارس جمال عبدالله، وبعد تراجع مستواه منح الفرصة للحارس يوسف أحمد الذي ظهر بصورة جيدة، قبل أن يعود الجهاز الفني مجدداً للاعتماد على جمال رغم أدائه المتواضع». إهمال الدفاع وقال «الفريق لم يستفد أيضاً من فترة الانتقالات الشتوية، حيث ضم الثنائي السعيدي وكوندي، في الوقت الذي تم فيه إهمال تدعيم عمق الدفاع، الذي يضم لاعبين ليس لديهم الخبرة الكافية، وتعوزهم حتى الإمكانات البدنية، خاصة في ناحية التكوين الجسماني». وأضاف: «مع كامل احترامي للمسؤولين عن إدارة الفريق، أجد أن عدم انتهاج أي أسلوب علمي في التعاقد مع اللاعبين يؤزم المشكلة بصورة أكبر»، ولفت إلى أن الاستعانة ببيوت الخبرة أو الأخذ بآراء الفنيين والمهتمين بالشأن الرياضي ليس بالأمر بالمشين، ولا توجد أي نظرة فنية في تعاقدات الإدارة مع اللاعبين، التي يتولاها ثلاثة أشخاص فقط، ليس لديهم الخلفية الكافية، ولا أجد أي غضاضة في الاستعانة بالخبرات، وحتى أكبر المؤسسات الرياضية، مثل مجلس دبي تحرص على الأخذ بآراء المختصين في المجال، في العديد من البرامج والمشاريع». وحول قراءته لمستقبل الفريق، قال: «الحالة التي يمر بها النادي حالياً تصعب على الجميع، وستكون المهمة أكثر صعوبة في الجولات المقبلة، نظراً لمستويات الفرق المنافسة، التي عملت على تدعيم صفوفها خاصة الشعب والإمارات، مع الأخذ في الاعتبار أن كرة القدم لا تخلو من المفاجآت». «الثمانية» بين موسمين! من ناحية أخرى رفعت الرباعية الجديدة لبني ياس في شباك دبي، خلال مواجهة الفريقين في الجولة الـ 16 لدوري الخليج العربي لكرة القدم، عدد الأهداف التي استقبلها مرمى «الأسود» إلى 43 هدفاً، ليكون أسوأ دفاع في المسابقة. واللافت أن تسجيل بني ياس الأهداف الثمانية، خلال الدورين الأول والثاني، هو سيناريو مشابه للموسم الماضي، الذي سجل فيه هجوم «السماوي» ثمانية أهداف أيضاً في المباراتين، وانتهى لقاء ذهاب الموسم الحالي على «ملعب الأسود» بالخسارة «1 - 4»، والإياب صفر - 4، وفي الموسم الماضي خسر دبي على ملعبه 2 - 3 وخـارج قواعده صفر - 5. وتعد الرباعية الأخيرة هي الثالثة في سجل مواجهات الفريقين في «المحترفين»، ولم يسبق لدبي أن خرج بنتيجة إيجابية أمام «السماوي» في «المحترفين» منذ انطلاقته، حيث خسر في موسم 2010 - 2011 في المباراتين 1- 4 و صفر- 2» وفي موسم 2011 - 2012 بنتيجة 1 - 2 ذهاباً وصفر - 2 إياباً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©