السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام يهتم بالنظام الغذائي والوقاية والرعاية الصحية

الإسلام يهتم بالنظام الغذائي والوقاية والرعاية الصحية
24 أغسطس 2011 22:53
أبوظبي (الاتحاد) - خلق الله عز وجل الإنسان وفضله على كثير من خلقه، وسخر الكون لخدمته، وجعله خليفته في أرضه وفق منهج متكامل لجميع شؤونه. وقد شاءت إرادة الله عز وجل أن يجعل الإنسان جسداً وروحاً، لكل منهما غذاؤه الذي يحافظ به على حياته ونموه وبقائه. والجسد هو الأداة التي يتوصل بها إلى فعل الخيرات وامتثال الطاعات، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، لأن رسالة الإسلام ومهمة الاستخلاف عن الله عز وجل في الأرض أوسع في أهدافها وأصلب في كيانها من أن تحيى في أمة مرهقة عاجزة، قال تعالى:(قالت إحداهن يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) «القصص، 26». لذلك اهتم الإسلام بكل الأسباب التي تعطي للجسم حقه من الرعاية والعناية والقوة. ففي مجال الصحة الوقائية منع المسلم من أن يقدم على أرض فيها وباء، أو أن يخرج منها إذا كان فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم بالطاعون ظهر بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها»، (البخاري). واهتم بنظافة الأبدان وطهارة الأجسام، طهارة من الخبث وطهارة من الحدث، قال تعالى:(ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم) «المائدة، 6»، وأمر بالسواك عند كل صلاة، واعتنى بالتربية الرياضية لما لها من أثر على الصحة الجسمية، وأن يحرص المسلم على تعليم أبنائه السباحة والرماية وركوب الخيل، وكل ما كان من هذا القبيل. واعتنى الإسلام بالنظام الغذائي الذي يؤمن للجسم نمواً سليماً ومتكاملاً، والتغذية في الإسلام تقوم على نظام يعتمد الاعتدال في الطعام والشراب، ويتجنب الإسراف والتقتير، قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) «الأعراف، 31». ويصف الله عز وجل عباد الرحمن بقوله: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) «الفرقان، 67».فبين الإفراط والتفريط يقف ديننا الحنيف شامخا بوسطيته المعهودة ليقدم المنهج الوسط للأمة الوسط في كل أحوالها كما قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) «البقرة، 143». وقد جاءت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة بتخصيص ذكر بعض الأطعمة كقوله تعالى عن العسل: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) «النحل، 69»، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله، أو جاع أهله، قالها مرتين أو ثلاثاً»، «مسلم». ومن عناية الإسلام بصحة الإنسان تحريمه المسكرات والمخدرات وغير ذلك مما له آثار سلبية على صحة الفرد والمجتمع مهما اتخذت لها من أسماء وعناوين، كما أنه نهى عن إرهاق البدن وإنهاكه لأي سبب من الأسباب كإنكار النبي صلى الله عليه وسلم على رهط من أصحابه الذين أراد أحدهم أن يقوم الليل فلا ينام، والثاني أن يصوم فلا يفطر، والثالث أن يعتزل النساء فلا يتزوج، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: «أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»، (متفق عليه). وجاء الهدي النبوي بآداب تنفع المسلم في نظامه الغذائي مما يتفق مع ما وصل إليه الطب الوقائي الحديث، حيث نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشد المسلم إلى أن لا يأكل حتى يجوع، وإذا أكل لا يشبع، وإنما يقوم عن الطعام وهو يشتهيه، عن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن، حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس»، (ابن ماجة). كما نهى عليه الصلاة والسلام عن إدخال الطعام على الطعام، وحدد الوضعية المثلى للجلوس للأكل، ونهى عن وضعيات قد ينجم عنها بعض الأذى، كأن يأكل المرء متكئاً، لما روي عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا آكل متكئاً» (البخاري). كما نهى أن يتنفس الشارب في الماء، فقال عليه الصلاة والسلام: «إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء»، (رواه البخاري)، لأن هواء الزفير يلوثه ويفسده، وندب إلى تقطيع شربه إلى ثلاث دفعات يتنفس في نهاية كل واحدة منها خارج الإناء. د. رشيدة بوخبرة الإعجاز النبوي والقرآني اكتشف العلماء من خلال الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة من الحقائق العلمية ما جعلهم يسمونه بالإعجاز النبوي فيما يتعلق بالتغذية من خلال نتائج البحث العلمي الحديث، وكيفية الوقاية من الأمراض عبر نظام غذائي رباني اختاره الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده. فعلى المسلم أن يحافظ على صحته باتباع الوسائل الوقائية المثبتة في ديننا الحنيف، ولا يهملها حتى لا يعرض نفسه للهلاك، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإن لجسدك عليك حقاً»، وعليه أن يشكر الله عز وجل على نعمة الصحة والعافية، ويسخر كل طاقاته فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©