الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سائقو بريطانيا يفضلون تفجير الرادارات !

سائقو بريطانيا يفضلون تفجير الرادارات !
2 نوفمبر 2006 21:58
إعداد- محمد عبدالرحيم: قبل أن تقوم بقيادة سيارتك في الطرق البريطانية يتعين عليك أولاً معرفة كلفة الرحلة اعتماداً على ما ستواجهه من كاميرات مراقبة السرعة ''الرادارات'' المنتصبة في كل مكان تقريباً بعد أن أصبحت تمثل السلاح الحكومي الوحيد لمواجهة السائقين المتهورين· وتسجل الرادارات في بريطانيا مخالفات ضد مليوني سائق سنوياً وتدر أكثر من 200 مليون جنيه استرليني· لهذا، ليس غريباً أن تصبح هذه الكاميرات موضع كراهية أعداد متنامية من الأشخاص، الأمر الذي دفع بعض أصحاب السيارات إلى ''رش'' هذه الرادارات بالأصباغ أو اقتلاعها من مكانها أو تغطيتها بأكياس النفايات وأوراق اللصق أو مهاجمتها بالأسلحة والفؤوس أو إشعال النار في الإطارات حولها بالإضافة إلى سكب نوع من المواد الرغوية المتمددة العازلة في داخلها بحيث تعمل على تفجيرها من الداخل! وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً فإن نماذج الصور الخاصة بهذه الممارسات أصبح من الممكن مشاهدتها على موقع الانترنت الخاص بإحدى المجموعات المعارضة للرادارات والمعروفة باسم ''السائقون ضد عمليات الكشف'' والتي درجت على عرض الصور الملونة للكاميرات المحطمة والمشوهة أو المحترقة· ويقول المتحدث الرسمي باسم المجموعة والذي أطلق على نفسه اسم ''كابتن جاتسو'' تيمناً باسم أكثر أنواع كاميرات السرعة استخدامها في بريطانيا وفي محاولة لتجنب اعتقاله ''إن هذه الرادارات ليس باستطاعتها كشف سرعة السيارات التي تسير على مقربة من خلفية سيارة أخرى، كما أنها لا تستطيع اكتشاف القيادة السيئة بسبب تعاطي الكحول أو المخدرات''، ولما كانت الحكومة لا تحتفظ بأرقام محددة لمحاولات تخريب الرادارات فإنه من غير الممكن تأكيد ما يدعيه ''كابتن جاتسو'' أن مجموعته قد شنت هجوماً أكثر من 1000 كاميرا في جميع أنحاء البلاد و ما يزعمه من أن جميع أعضاء المجموعة من الأشخاص الراشدين من ذوي الوظائف المحترمة عوضاً عن مجموعات ''الهوليجان'' الذين اعتادوا على ممارسة أعمال التخريب الصبيانية، بيد أنه إذا كانت هنالك معركة دائرة أصلاً بين سائقي السيارات والرادارات فإن من المؤكد أن الكاميرات هي التي ستحقق النصر في نهاية المطاف· وفي منطقة برينت وود النائية على بعد ساعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة لندن تم مؤخراً إصلاح إحدى الكاميرات التي تستهدف كشف الأشخاص الذين يتجاوزون حد سرعة 40 ميلاً (64 كيلو متراً) في الساعة بعد أن أشعلت النيران فيها· وعادت الكاميرا للعمل مجدداً بأفضل من حالتها السابقة في داخل صندوق مقاوم للحرائق· وقالت راشيل وايت لوك ضابط الارتباط في هيئة ايسيكس لكاميرات السلامة المعنية بتركيب وصيانة مواقع الكاميرات في المقاطعة ''لم نواجه أي حادثة جديدة منذ إعادة تركيب هذه الكاميرات'' على أن مقاطعة ايسيكس ليست سوى جزء من الصورة الكاملة في دولة يقدر فيها عدد كاميرات المراقبة بنحو 4 ملايين رادار، ما يجعلها الأكبر في العالم بالنسبة للتعداد السكاني، كما تدعي جماعات الحريات المدنية، وهناك أكثر من 6000 موقع لكاميرات السرعة في المدينة والريف موزعة على الطرق العلوية والشوارع الخدمية ومداخل المدن والمسارات الريفية· وتدعى الحكومة من جانبها أن هذه الرادارات برهنت على نجاح مذهل إذ تمكنت من تخفيض السرعة بمتوسط بلغ 2,2 متر في الساعة عند مواقع الكاميرات، كما أدت إلى تخفيض إعداد السائقين المسرعين بالقرب من هذه المواقع بنسبة 31 في المائة بالإضافة إلى تقليل أعداد الموتى أو المصابين في حوادث جسيمة بمعدل 42 في المائة· من جهة أخرى، شهدت تكنولوجيا كاميرات المراقبة تحسناً ملحوظاً منذ حقبة التسعينيات عندما تم تركيب أول كاميرات مراقبة السرعة في بريطانيا، وبالإضافة إلى الكاميرات التقليدية التي تصور لوحات الأرقام الخاصة بالسيارات المسرعة،كما تم نشر كاميرات تعمل بدقة على تصوير وجه السائق بحيث لا يتمكن لاحقاً من أن يدعي أن شخصاً آخر كان يقود سيارته عند التقاط الصورة، وهناك كاميرات أخرى بوسعها العمل كفريق ليتم احتساب متوسط السرعات على طول الطريق· ولمواجهة التطور التكنولوجي، قام عدد من السائقين في بريطانيا باللجوء إلى عدد من الحيل المتطورة وغير المتطورة لعدم الوقوع في قبضة الرادار مثل تغطية لوحة الأرقام بالطين أو تغيير وتغطية الأرقام والأحرف بشريط الكهرباء الأسود إلا أن الأمر في النهاية لا يستحق كل هذا العناء، كما يشد فينسنت بيرلي المتحدث الرسمي لمعهد القيادة المتقدمة لسائقي السيارات المجموعة المعنية بالسلامة· ويوضح بيرلي :''أفضل طريقة للتعامل مع الرادار يتمثل ببساطة في الالتزام بالقانون وليس إضرام النيران فيها''!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©