وعَادَ الصّمت..

شعر: د. مانع سعيد العتيبة لَهيبُ الحِقْدِ لَمْ يُطْفِئْ حَرَائِقهُ أَبُوجَهْلٍ يُصوُلُ اليَوْمَ مُنْفَرِدا وَأَلْفُ حِكايةٍ عَنْ عَدْلِهِ سَرَدَا يَقولُ: العَدْلُ في سَيْفي يُقَدِّمُهُ لَمَنْ يَحْتاجُ تَبْديلَ الرَّدَى بِرَدَى أَنَا عَمُّ الرَّسُولِ أَنا مُناصِرُهُُ وَمِثْلُ نِفاقِ هذا المَسْخِ مَا وَرَدَا يَرُدُّ الصَّمْتُ: لا تَحْفَلْ بِقَوْلَتِهِ أَبو جَهْلٍ بِسُخْطِ الخَالِقِ انْفَرَدا دَعِ الأَيَّامَ تكْشِفْ مَا يُخَبِّئُهُ أَبُو جَهْلٍ وَخَلِّ الصَّمْتَ مُضْطِردَا أُجيبُ: وَكَيْفَ أترُكُهُ وفي دَمِهِ لَهيبُ الحِقْدِ طولَ الدَّهْرِ مَا بَرَدَا يَرُدُّ الصَّمْتُ: تَلْقَى النَّارُ مَصْرَعَها بِلا حَطَبٍ.. وَيَغْدُو جَمْرُها بَرَدَا فَخَلِّ القَوْلَ يا وَلَدِي لِقَائِلِهِ وَلا تَهْتَمُّ إَنْ عَنْهُ الهُدَى سَرَدَا وَهَاتِ يَدَيْكَ عَانِقْني بِلا وَجَلٍ فَلَنْ أُعْطيهِمَا قَيْداً وَلا زَرَدَا لَهيبُ الحِقْدِ لَمْ يُطْفِئْ حَرَائِقهُ طَوالَ الدَّهْرِ نَهْرَ النّيلِ أَوْ بَرَدَا بَلا صَوْتٍ يكونُ البَوْحُ ذَا أَثَرٍ يَعُودُ الصَّمْتُ بَعْدَ غِيابِهِ زَمناً يَصُبُّ الخَمْرَ في الكاسَاتِ لا دَمِنَا وقالَ الصَّمْتُ إنّي الأَمْنُ في وَطَنٍ مَنَ الخُطَباءِ وَالشُّعَراءِ مَا أَمِنَا يَعُودُ الصَّمْتُ فَاحْتَفلي بِعَوْدَتِهِ بَلا صَوْتٍ لَيَسْمَعَنَا وَيَفْهَمَنَا أُحِبُّكَ لا تَقوليهَا سَأَسْمَعُهَا إَذا مَا صَدْرُكِ الحَاني عَلَيَّ حَنَا بَلا صَوْتٍ يكونُ البَوْحُ ذَا أَثَرٍ وَكَمْ بِالوَحْيِ رُوحُ الحُبِّ كَلَّمَنَا وَكَمْ بِالقَوْلِ حَارَبْنا الطُّغاةَ وَكَمْ مِنَ الأَقوالِ رَبُّ الكَوِْن سَلَّمَنَا حُروبُ كَلامِنا فَوْضَى وَلَيْسَ لهَا مُبَرِّرُهَا وَمَا شادَتْ لَنا مُدُنَا ويَبْقَى الصَّمْتُ لي طَوْقا أَلوذُ بِهِ وَمَالي عَنْهُ في بَحْرِ الكَلامِ غِنَى وَكَمْ هَاجَتْ مَشاعِرُنا عَلَى خُطَبٍ وَلَمْ يَحْفَظْ خِطابٌ صَارِمٌ وَطَنَا دَعي خَيْلَ الكَلامِ هُناكَ صَاخِبةً وَظَلٍّي في حِمى صَمْتِ الوُرودِ هُنَا أرُيدُ الرَّدَّ إِنَّ الصَّمْتَ يَجْرَحُني وَعَادَ الصَّمْتُ لَيْتَ الصَّمْتُ لَمْ يَعُدِ فَعَوْدَتُهُ بلا جَدْوَى وَلَمْ تُفِدِ فَرَشْتُ أَمامَهُ أَوْراقَ ذاكِرَتي فَمَزَّقَهَا وَمَزَّقَ بَعْدَهَا كَبِدي تُنَادِيني الَّتي أَسْكَنْتُها كُتُبي أتَسْمَعُنِي؟ أَما في الدَّارِ مِنْ أَحَدِ يَرُدُّ الصَّمْتُ إِنَّ الدَّارَ خَاوِيَةٌ وَغَيْري يَا ابْنَةَ الأَحْلامِ لَنْ تَجِدي زَمانُ الحُبِّ قَدْ وَلَّى وَلَيْسَ لَهُ وُجُودٌ في رُبُوعِ الذِّئْبِ وَالأَسَدِ يَسيلُ الدَّمْعُ مِنْ عَيْنٍ نَظَمْتُ لهَا أَناشِيداً بِلا حَصْرٍ وَلا عَدَدِ أرُيدُ الرَّدَّ إِنَّ الصَّمْتَ يَجْرَحُني ويَفْضَحُني أَمَامَ القَوْمِ وَالبَلَدِ أَنا يَا بِنْتَ أَحْلامي بِلاَ أَمَلٍ وَهذا الصَّمْتُ قَدْ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ وَلَيْتَ رَبيعُكِ الثَّرْثارُ يُقْنِعُني بَأَنَّ الصَّيْفَ مِثْلُ السَّيْفِ مِلْكُ يَدي رَبيعُ القَوْمِ لِمَ يُزْهِرْ فَوا أَسَفي عَلَى رُوحي التّي مَا فارَقَتْ جَسَدِي