الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأهلي يتفوق على النصر في «الديربي» فردياً وجماعياً بـ «سلاح الضغط»

الأهلي يتفوق على النصر في «الديربي» فردياً وجماعياً بـ «سلاح الضغط»
27 يناير 2014 12:26
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب «دورينا» أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري الخليج العربي، يفتح «ستاد الاتحاد» أبوابه، ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم، رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً للعام الثالث على التوالي، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير، مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع، في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وتشرح طرق اللعب، والتغييرات التي أدت إلى الفوز أو الخسارة، ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة، من خلال طريقة اللعب والمتغيرات الأخرى، أثناء مجريات اللقاء، ليجد القارئ نفسه أمام المباراة مرة أخرى، ولكن في شكل جديد. دبي (الاتحاد) - «أينما وجد سياو، كانت الخطورة»، هذا ما يمكن به تلخيص ما حدث في لقاء الأهلي والنصر، وذلك بعد أن فرض اللاعب البرازيلي نفسه بطلاً لمباراة «الديربي» بتسجيل هدفين وصناعة ثالث، وهنا تبرز قيمة اللاعب الكبير الذي يملك الحلول الفردية والتي يتم توظيفها في خدمة الأداء الجماعي، وهو ما يعزز دائماً النجاعة الهجومية لفريق «الفرسان»، ويجعله يتفوق على منافسيه. لعب الأهلي المباراة بشعار الضغط المستمر على لاعبي النصر، في كل أرجاء الملعب، مع وجود تنظيم دفاعي رائع، بتمركز جيد في الكرات العرضية العالية والأرضية، وعدم السماح للاعبي «العميد» بالتعامل مع هذه العرضيات، وإن كانت المهمة أسهل كثيراً في غياب السنغالي توريه، وأيضاً القيام بعمل التغطيات المتقاطعة التي لا تسمح بأي تمريرات أمامية أو جانبية، وهي التي كان بطلها في الدفاع «الأحمر» يوسف السيد. وعمل «الفرسان» على تطوير الهجمات بالتمريرات السريعة، في نصف ملعب النصر بحثاً عن المساحة، وهو ما فعله إسماعيل الحمادي ليصنع موقف «واحد ضد واحد»، بوجود سياو في مواجهة مدافع «الأزرق» هلال سعيد، ومع امتلاك اللاعب البرازيلي لمهارة المراوغة تخطى المدافع، وسدد في مرمى أحمد شمبيه بمهارة فردية رائعة، وذلك في ظل استمرار أخطاء النصر الدفاعية «المجانية»، مثلما حدث في ضربة الجزاء لمصلحة الحمادي ضد خميس أحمد. ورغم ابتعاد خمينيز عن مستواه كصانع لعب، وابتعاد جرافيتي عن مستواه المعروف كهداف خطير، استطاع الأهلي تحقيق الفوز، وساعده كثيراً وجود هذه الأخطاء في دفاع النصر، وذلك في غياب عنصر الضغط على المهاجمين، وارتكاب الأخطاء الفردية دون أي مبرر، وعدم القدرة على التغطية في المساحة التي يستغلها سياو بين هلال سعيد وخميس أحمد في اليمين، والتي مر منها ثم مرر في الهدف الثالث الذي سجله جرافيتي بجماعية رائعة. ونجح الروماني كوزمين مدرب الأهلي في استغلال تميز وتفوق سياو بتحريكه من اليسار إلى اليمين بالتبادل مع إسماعيل الحمادي، وذلك حتى يشارك الحمادي في مساندة وليد عباس لإيقاف اختراقات النصر من هذا الجانب، ولكي يتفرغ سياو للأدوار الهجومية فقط، وهو يوضح القراءة الجيدة من المدرب لفريقه والفريق المنافس، وذلك في مقابل عدم نجاح الصربي يوفانوفيتش مدرب النصر في مواجهة ذلك بقراءة مماثلة، مع تركيز الجميع في لقاء الكأس. لعب الأهلي بطريقة 4-2-3-،1 مع الاعتماد على الجناحين سياو والحمادي بجوار جرافيتي أو خلفه، لتبدو الطريقة وكأنها 4-3-3 في أحيان كثيرة، مع تحرك ماجد حسن وخمينيز وهوجو خلف هذا الثلاثي، والتزام رباعي الدفاع عبدالعزيز صنقور ويوسف السيد وبشير سعيد ووليد عباس بالرقابة والتغطية وعدم التقدم كثيراً، ونجحوا في تعويض غياب عبدالعزيز هيكل دون ظهور أي تأثر لتحريك اللاعبين من مراكزهم. والمهم في أداء الأهلي الدفاعي كان الاعتماد على «استراتيجية» واضحة بالضغط المستمر، وكسب الكرة، وسرعة التمرير الأمامي، وهو ما حقق الهدف وتسبب في هز شباك النصر 3 مرات بإرادة الفوز والرغبة في مواصلة الصدارة المنفردة وتحرير طاقات اللاعبين بحثاً عن هذا الفوز، واللعب بجدية شديدة والتزام بالواجبات والاتجاه لمرمى «العميد» باستمرار، حتى بعد التقدم 3 - 1، وهو أمر ليس سهلاً. وتميز دور كوزمين أيضاً في ثبات التشكيل، والنجاح في توظيف لاعبي الدفاع، لتعويض غياب هيكل، وتبديل مركزي سياو والحمادي، وهو عادة لا يميل إلى التبديلات الكثيرة، طالما يحقق هدفه، ولذلك كانت مشاركة حميد عباس وأحمد خليل وسالمين خميس «شرفية» فقط في الدقائق الأخيرة بدلاً من هوجو وخمينيز ووليد عباس، دون أي نوع من استعراض العضلات بعد ضمان الفوز. ولعب النصر بالرسم الخططي المعروف 4-2-3-1، مع تغيير وحيد في رباعي الدفاع، بمشاركة هلال سعيد بدلاً من محمود حسن، إلى جانب راشد مال الله وخميس أحمد وحسن أمين، وفي الارتكاز ليما وعلي حسين، وثلاثي خلف رأس الحربة، يضم هولمان وحبيب الفردان ومحمود خميس، وأمامهم حسن محمد، في غياب البرازيلي المصاب إيدير، والإبقاء على توريه مهاجم الفريق الأول بين البدلاء. ولم يكن أداء «العميد» سيئاً في بداية المباراة، خاصة أول 20 دقيقة، وذلك مع استخدام الجانب الأيمن من خلال خميس أحمد لعمل العرضيات التي لم يتم استغلالها، ولكن الأهلي نجح في اختراق هذه الجبهة، والتسجيل من خلالها في الهدف الأول، ودفع لاعبو النصر ثمن الاندفاع دون حساب قدرة لاعبي الفريق المنافس على الانطلاق من هذه الجبهة، خاصة أن قدرات سياو والحمادي معروفة للجميع. وكان البرازيلي ليما في أسوأ حالاته، ولم يتمكن من قيادة وسط الفريق للتحكم في المباراة، بسبب حالة البطء الشديدة والتمريرات المقطوعة، إلى جانب التزام علي حسين بالدور الدفاعي فقط، دون أي دور هجومي، وكذلك عدم قدرة حسن محمد على عمل شيء وحده وسط دفاع الأهلي القوي في غياب توريه، وهو ما جعل النصر، بلا أي عمق هجومي، في مواجهة دفاع مترابط للغاية، فكانت الخسارة أمراً طبيعياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©