الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب «الدرونز».. بلا محاربين!

20 أغسطس 2015 22:18
حين وقعت هجمات 11 سبتمبر 2001، كان عدد «الطائرات غير المأهولة» المعروفة باسم الـ«درونز»، المستخدمة في الجيش الأميركي، لا يتجاوز 200 مركبة.. أما اليوم فيصل عددها 12 ألف طائرة. وفي عام 2001 كان عدد الهجمات المنفذة بوساطة الدرونز يبلغ 22 ألف ساعة طلعة قتالية، وبعد ذلك التاريخ بعقد تقريباً، ارتفع الرقم ليصل 550 ألف ساعة طلعة قتالية. ويستهلك ذلك العدد الهائل من ساعات طلعات الدرونز موارد مالية أميركية متزايدة. ففي الفترة بين 2001 و2013 تزايد التمويل الحكومي للدرونز من 350 مليون دولار، إلى أكثر من 5 مليارات دولار سنوياً. تلك المعلومات المهمة يقدمها لنا «ويليام إم أركين» في كتابه الذي نعرضه هنا، وعنوانه «غير مأهول.. الدرونز والبيانات ووهم الحرب الكاملة». وهو يرى أن الاستثمار في هذا النوع من الطائرات أوجد كمية هائلة من البيانات والمعلومات الاستخباراتية، وهي كمية مرشحة للنمو. ويتنبأ أركين في كتابه بأن تكون لتقنية الدرونز قوة مذهلة في المستقبل، وبأن الجيل القادم من حساسات التصوير الحركي واسع المساحة، سيتيح جمع معلومات بحجم 2.2 بيتابايتس يومياً، أي ما يفوق بأربعة أضعاف ونصف كافة البيانات المضافة على الفيس بوك في يوم واحد. ورغم أن الولايات المتحدة تتصدر دول العالم في تقنية الدرونز، فإن نموذجها يتم احتذاؤه الآن على نطاق واسع من قِبل دول كثيرة. وتشير الإحصائيات إلى أن 28 دولة تقوم بتشغيل الدورنز، وأن 54 دولة تصنع نماذجها الخاصة من هذه الطائرات. بل إن هناك منظمات دون مستوى الدول، مثل «حماس» و«حزب الله»، تستخدم هذا النوع من الطائرات في عملياتها. ويقول الكاتب إن الأنواع المتقدمة من هذه المركبات مثل «البريداتور» القادرة على البقاء في الجو 40 ساعة متواصلة، قد نجحت في الاندماج مع منظومات الأسلحة المستخدمة من قبل الجيش الأميركي واستراتيجيته الاستخبارية، وذلك بفضل إمكانياتها الهائلة التي تساعدها على توفير قدرات متكاملة من الرصد والاستطلاع، وتحليل البيانات وتنفيذ العمليات المميتة ضد الأهداف المعادية بوساطة استخدام الصواريخ الموجهة بالغة الدقة. وبحسب المؤلف فإن الدرونز هي التقنية التدميرية الأكثر تقدماً التي تؤدي قدراتها الوظيفية الديناميكية والمتعددة الأوجه إلى خلق درجة متساوية من الخطر والفرص. ويتوقع الكاتب أن تنتشر الدرونز في كافة مناحي الحياة الأميركية، وأن يتم استخدامها ليس فقط في العمليات العسكرية وجمع المعلومات الاستخباراتية، بل أيضاً في الرصد البيئي واستكشاف مصادر الطاقة، والنقل الجماعي، وغير ذلك من مجالات، كما أنها ستساعد كثيراً على معالجة طوفان لا ينضب من البيانات والصور. الكتاب فحص معمق لحرب الدرونز، التي تبدو ناجحة ظاهرياً والمتوقع لها الاستمرار إلى ما لا نهاية. وأخيراً يرى المؤلف أن السعي لوضع عدد أقل باستمرار من البشر في مرمى الخطر المحتمل، يعرض الجميع تقريباً لمخاطر أكبر. فالحرب قد تنتهي رسمياً بين المتحاربين، لكن آلة جمع البيانات ستظل تواصل عملها. سعيد كامل الكتاب: غير مأهول.. الدرونز والبيانات ووهم الحرب الكاملة المؤلف: ويليام إم. اركين الناشر: ليتل براون تاريخ النشر: 2015
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©