حسام محمد (القاهرة)
يشق بعض الناس على أنفسهم في العبادات ظناً أنهم بذلك يخدمون الدين فوقعوا وأوقعوا غيرهم في الحرج والضيق والتشدد ووضع هؤلاء قاعدة خاطئة وهي أن المسلم الملتزم لا بد أن يكون متجهماً ومتشدداً في العبادات.. فماذا يقول العلماء عن ذلك.
التشدد في العبادات
![]() |
|
![]() |
يضيف الدكتور كمال: لقد شرع الله تعالى العبادات من أجل تقوية صلة المسلمين بربهم وتهذيب نفوسهم وتعويدهم على الطاعة من منطلق أن روح الإنسان في حاجة للغذاء هي العبادة لأنها حالة من حالات التجلي بين الإنسان وخالقه فمن كان في يسر من العيش يناجي ربه شاكراً ومن كان في أزمة من أزمات الحياة يناجي ربه طالبا لعفوه ورحمته ومغفرته، حيث يقول تعالى: (... ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ)، «سورة النحل: الآية 53»، ورغم أن الله وضع العبادات حتى يتعلم الناس الطاعة، فإنه لم يشق عليهم حيث يقول سبحانه وتعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا...)، «سورة البقرة: الآية 286»، والمتعمق في شؤون الفقه والعبادات سيجد أن الله يسر على عباده كثيراً فسهل الحق علينا أمور العبادة من الصلاة والصيام والحج وباقي الفرائض الأخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر من لم يستطع أن يصلي قائماً صلى جالساً ومن لم يستطع الوضوء فله أن يتيمم ومن لم يقدر على الصيام لمرض أو سفر فله الفطر في نهار رمضان والرسول صلى الله عليه وسلم خاطب الصائمين الذين لم يستخدموا رخصة الإفطار رغم التعب الشديد الذي عانوا منه «ذهب المفطرون اليوم بالأجر» فالتيسير في أداء العبادات حرص عليه الشرع وندب إليه في أداء الفرائض وتحقيق مصالح العباد في الدين والدنيا وكلها أمور تنبذ التشدد الذي وصفه بعض العلماء بالتنطع في العبادات.
![]() |
|
![]() |