تحل اليوم على البلاد الذكرى الثانية لرحيل فقيد الوطن والأمتان العربية والإسلامية والعالم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الحديثة، وصانع أنجح تجربة وحدوية وتنموية في المنطقة
في مثل هذا اليوم الثاني من نوفمبر 2004 ودعت دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم رجلاً من أعز الرجال، رحل جسداً وترك إرثاً حضارياً وإنسانياً لا ينضب ونسلاً يحمل الراية ويسير على الدرب والعهد·
لقد أرسى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أسساً راسخة للدولة الحديثة وعمل على مدى أكثر من أربعة عقود على بناء دولة الإمارات الحديثة التي تواكب ركب التقدم والحضارة، وركز رحمه الله على بناء الإنسان وسخر الثروة النفطية لنهضة الوطن، فأنشأ المدارس في ربوع الوطن وبعد أن كانت المدارس تُعد على أصابع اليد الواحدة تجاوزت اليوم 570 مدرسة، وأضاءت مشاعل العلم والنور كل زاوية من زوايا الإمارات، ووصل عدد الجامعات في الدولة الى أكثر من 50 جامعة ومعهداً على رأسها الجامعة الأم جامعة الإمارات التي أسسها المغفور له الشيخ زايد، وأبناء الوطن يحملون اليوم أرفع الشهادات ويشاركون بهمة عالية في مسيرة التنمية الشاملة، وانتشرت المستشفيات الحديثة في الوطن، لتقديم أرقى الخدمات الطبية لأبناء الوطن، وأرسى رحمه الله قاعدة اقتصادية متينة وساهم سموه من ماله الخاص ''رحمه الله'' في مساعدة التجار وتشجيعهم وجذب الاستثمارات الى البلاد حتى أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً في معدلات الناتج المحلي الإجمالي الذي وصل خلال العام الحالي الى 597 مليار درهم، بمعدل نمو يصل الى 23% ، وغرس ''رحمه الله'' ''الحب'' وحصد الوفاء والولاء، ومجتمع الإمارات الذي أولاه زايد جل اهتمامه اليوم يعيش وفق أرقى الأسس والمعايير المدنية في ظل تمسكه بعاداته وتقاليده الأصيلة وليضرب مثلاً رائعاً في التعايش والتسامح الحضاري·
وترتبط دولة الإمارات اليوم بعلاقات دبلوماسية مع أكثر من 130 دولة، وبحكمته المعهودة وبُعد نظره استطاع ''رحمه الله'' أن يجعل من العاصمة أبوظبي محط أنظار العالم ومركز التضامن والتعايش والتسامح·
بصمات زايد ''رحمه الله'' وقامته العملاقة تملأ الوطن وتضيء الدروب للسير على النهج والوعد والعهد، وانطلاقاً من هذه الأسس الراسخة التي أرساها القائد المؤسس ''طيب الله ثراه'' تنطلق الإمارات اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' خير خلف لخير سلف، وبمؤازرة من أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى آفاق مرحلة جديدة من الازدهار والنهضة في كافة مجالات الحياة·· رحم الله زايد وأسكنه فسيح جناته، وبارك الله في قيادة الإمارات الرشيدة التي تسير على النهج والعهد·
عدد اليوم
