الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة الأوكرانية.. وصفقة السلاح الأميركية

26 ديسمبر 2017 22:29
قال مسؤولون روس السبت الماضي، إن القرار الأميركي بتزويد أوكرانيا بأسلحة مميتة لمحاربة الانفصاليين المدعومين من روسيا سيتسبب في إراقة دماء جديدة، في وقت تصاعدت فيه التوترات بين واشنطن وموسكو في النزاع المستمر منذ أربع سنوات. تحذير موسكو أتى بعد وقت قصير على إعلان وزارة الخارجية الأميركية مساء الجمعة اعتزامها تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة للمرة الأولى، في ما يُعد خطوة متقدمة مقارنة مع معدات الدعم والتدريب التي كانت تقدمها لها حتى الآن. وقال بيان للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نوريت إن الأسلحة هي ذات طبيعة دفاعية، وتندرج «في إطار جهودنا الرامية لمساعدة أوكرانيا على تكوين قدرتها الدفاعية طويلة المدى، من أجل الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وردع مزيد من الاعتداءات». وكانت واشنطن أعلنت يوم الأربعاء موافقتها على إذن تصدير يسمح ببيع أسلحة خفيفة وأسلحة صغيرة إلى أوكرانيا من مصنعين أميركيين تجاريين. ولكن القرار الأميركي بتوفير أسلحة مميتة أثار، على نحو متوقع، انتقاداً شديداً من موسكو، التي تدعم الانفصاليين بشكل خفي في شرق أوكرانيا بينما تنفي دعمهم بشكل فعلي. وفي هذا الصدد، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف يوم السبت: «إن الولايات المتحدة تجاوزت الحدود من خلال إعلان نيتها تزويد أوكرانيا بأسلحة مميتة». ولطالما قالت موسكو إن السلطات الأميركية دعمت وأشرفت على احتجاجات «ميدان» في كييف، والتي دفعت الرئيس فيكتور يانوكوفيتش للفرار إلى روسيا في بداية 2014. كما تُصوِّر برامج التلفزيون الروسي الرسمي أوكرانيا دائماً باعتبارها دولة فاشلة يقودها زعماء فاشيون جدد عاقدو العزم على قمع المواطنين المنحدرين من الإثنية الروسية في منطقة دوباس الشرقية. وقال ريابكوف في تصريحات نشرت على الموقع الإلكتروني التابع لوزارة الخارجية الروسية: «من الواضح أن الولايات المتحدة تدفعهم نحو إراقة دماء جديدة الآن»، مضيفاً: «إن الأشخاص الانتقاميين في كييف يقصفون منذ بعض الوقت دونباس كل يوم، وهم غير مستعدين لعقد مفاوضات سلام، بينما يحلمون بالتخلص من السكان الذين تمردوا على كييف؛ والولايات المتحدة قررت إعطاءهم أسلحة من أجل ذلك». موسكو تحمِّل أيضاً مسؤولية الجمود العميق في العلاقات الأميركية- الروسية للمشاعر العميقة المناوئة لروسيا. وفي هذا السياق، قال ريابكوف: «إن الخوف من روسيا بات يؤثر في آراء الكثير منهم الآن لدرجة أنهم يصفقون بفرح للكتائب القومية الأوكرانية». تحذير موسكو أتى بعد وقت قصير على دخول اتفاق وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ بين أوكرانيا والمتمردين الناطقين بالروسية، مراعاة لأعياد الميلاد المسيحية وعطلة السنة الجديدة. غير أنه سرعان ما تبادل الطرفان الاتهام بانتهاك الاتفاق. وكان النزاع في أوكرانيا بدأ بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، ثم بدأت دعم الانفصاليين في الجزء الشرقي من البلد السوفييتي السابق. وقد مات أكثر من 10 آلاف شخص في الحرب، بمن فيهم نحو 450 خلال الأحد عشر شهراً الأولى من هذا العام. وخلال مكالمة هاتفية الجمعة، ناقش وزير الخارجية الأميركي «ريكس تيلرسون» الارتفاع الأخير في العنف مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، وفق الحكومة الأوكرانية. مكالمة أكدت وزارة الخارجية الأميركية إجراءها ولكنها لم تقدم أي تفاصيل حولها. وقال الأوكرانيون إن «بوروشينكو» شكر «تيلرسون» على مواصلة العقوبات ضد روسيا وعلى «الدعم المستمر لواشنطن بخصوص زيادة القدرة الدفاعية لأوكرانيا». وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن «المساعدات الأميركية ذات طبيعة دفاعية بالكامل، وقد قلنا دائماً إن أوكرانيا بلد ذو سيادة ولديه الحق في الدفاع عن نفسه». ولكن في موسكو، انتقد مشرّع روسي بارز أيضاً صفقة الأسلحة الأميركية يوم السبت قائلاً إنها تؤشر على نية واشنطن ترك المحادثات حول حل الأزمة الأوكرانية بين مبعوثها الخاص كُرتفولكر ونظيره الروسي سيرجي إيفانوف. كما حذرت أصوات أكثر اعتدالاً في العاصمة الروسية من أن القرار الأميركي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد في الأزمة الأوكرانية. وفي هذا السياق، قال دميتري ترينن، مدير مركز كارنيجي موسكو، على تويتر: «إن تزويد أوكرانيا بأسلحة مميتة أميركية لن يغيّر الكثير على ساحة المعركة، ولكنه يمثل تدخلاً مباشراً وعميقاً أكثر من قبل واشنطن في النزاع»، مضيفاً: «لقد تم تخطي خط مهم، والأرجح أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد!». *مدير مكتب صحيفة «واشنطن بوست» في موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©