«الميني ألبوم» طوق نجاة المطربين من كساد سوق الكاسيت

اتجه عدد من المطربين مؤخراً لإصدار الميني ألبوم الذي يتضمن ثلاث أو أربع اغنيات جديدة، بدلاً من الألبوم الكامل الذي يضم ما بين 8 و14 أغنية. ومن هؤلاء عمرو دياب وعمرو مصطفى ومحمد حماقي، ويستعد آخرون لتكرار التجربة ومنهم سميرة سعيد وخالد سليم ومي كساب وساندي، كنوع من التحايل على ركود سوق الكاسيت في السنوات الماضية، مما جعل العديد من أهل المغنى يصدرون ألبوماتهم على فترات متباعدة، بعد أن كان كل واحد منهم يحرص على تقديم ألبوم كامل كل عام وأحياناً ألبومين في العام الواحد. أكد عمرو مصطفى أنه كان أول مطرب يبتكر إصدار ألبوم ويضع على غلافه عبارة «ميني ألبوم» ويتضمن خمس أو ست أغنيات فقط، بشرط أن تكون جديدة ولم تصدر في ألبومات أو حفلات غنائية أو قدمها في الإذاعة أو في كليبات خاصة. وقال: الـ «ميني ألبوم» ليس مجرد تسمية ولكنه نظام تسويقي يتناسب وظروف سوق الكاسيت، لأن سعره يختلف عن سعر الألبوم العادي، وهذه الفكرة التسويقية جزء من مشروع مهم أناقشه حالياً مع إحدى شركات الإنتاج الكبرى، لأنه يساهم في خدمة المواهب الشابة التي تعاني عدم وجود فرصة مناسبة لها في ظل الأزمة التي تضرب غالبية شركات الإنتاج في الوطن العربي، وأدت إلى انصرافها عن تقديم أي ألبومات أو أصوات جديدة. ونفى فشل ألبومه وعدم تحقيقه أي نجاح وقال: التوزيع كان معقولاً وردود الفعل كانت طيبة تجاه ظاهرة الميني البوم، لأنها مفيدة للمطرب وتمكنه من التواجد في السوق على فترات متقاربة من خلال أغنيات قليلة. فرصة للتواجد وقالت أنغام التي طرحت ميني البوم ضم ثلاث أغنيات إن الظروف المالية الصعبة التي مر بها الجميع في الآونة الأخيرة وشملت شركات الإنتاج، جعلت تواجد العديد من المطربين في غاية الصعوبة وتسببت في غياب الكثير منهم عن الساحة الغنائية لفترات طويلة، و»الميني البوم» يمنح الفرصة للتواجد بدلاً من الغياب لفترة طويلة فى إعداد ألبوم كامل، ووجدت الفكرة أسهل خاصة بعد أن توفر لدي عمل جيد احتوى على ثلاث أغنيات جديدة اخترتها بعناية شديدة وحرصت على تقديمها في شكل موسيقي محدد سواء في اللحن أو الكلمات أو التوزيع، والتسمية لا تفرق معي كثيراً والمهم إصدار الأغنيات وسماع الجمهور وتقبله لها، وأعمالي لا تنتهي بمجرد طرحها فى الأسواق ولكنها تعيش مع الجمهور. ولفت المطرب خالد سليم إلى أن ظاهرة الميني ألبوم مفيدة للمطرب الذي يعرف كيف يستغلها ويقدمها بشكل جيد وجديد يستفيد منه على جميع المستويات، وليس للمطرب الذي يرغب في التواجد بأي طريقة من خلال الألبومات الكاملة والحفلات وإعادة أغنياته القديمة في ألبومات غنائية أو تيترات المسلسلات والأفلام والبرامج التلفزيونية والإذاعية وغيرها. قراصنة الإنترنت أما مي سليم فاعترفت بأنها اتجهت إلى تقديم «الميني ألبوم» بسبب كساد سوق الكاسيت وعدم الإقبال عليها من الجمهور نظراً لارتفاع الأسعار، وانتشار قراصنة الإنترنت الذين يستطيعون تحميل الأغنيات فور طرحها، وهو ما أثر بالسلب كثيراً على المبيعات التي لم تعد تغطي تكلفة الألبوم. وقالت إن فكرة الميني ألبوم رائعة خاصة أن السوق لم تعد تستوعب الألبومات التي تضم 10 أو 12 أغنية وتكلف الكثير من الأموال كأجور المؤلفين والملحنين والموزعين والموسيقيين وإيجار الاستديو وغيرها. وأكدت أن جميع المطربين يبحثون عن فرصة للتواجد، وقالت: الميني ألبوم كان بالنسبة لي طوق نجاة لأنني توليت إنتاجه بنفسي وهو أقل تكلفة من الألبوم الكامل، إلى جانب أنه فرصة لتواجدي الغنائي بعد أن ظن الجمهور أنني أركز نشاطي على التمثيل فقط بعد مشاركتي في فيلم «الديلر» أمام أحمد السقا وخالد النبوي، ومشاركتي في بطولة مسلسل «مكتوب على الجبين» أمام حسين فهمي ودلال عبدالعزيز. خسائر كبيرة يرى الناقد أشرف عبدالمنعم أن المطربين يقبلون على تجربة «الميني ألبوم» رغم إدراكهم لفشلها من حيث المبيعات والنجاح الفني. وقال: هؤلاء يستخدمونها وسيلة للتواجد على الساحة الغنائية حتى لا ينساهم الجمهور، بعد أن أحجمت الشركات عن إنتاج الألبومات الكبيرة لأنها تسبب خسائر كبيرة، لذا يلجأ المطربون إلى «الميني ألبوم» كوسيلة لتسويق أنفسهم في الأفراح والحفلات الخاصة.