تزخر الواجهة البحرية في أبوظبي بالمراسي السياحية، التي على تفاوت سعتها وعدد اليخوت المتاحة فيها، مقدمة خدمات ترفيهية تثري حركة الرواد بشكل غير اعتيادي.
وبالرغم من تعدد المرافق السياحية التي تضع البلاد في أعلى مستويات الجودة في مجال قضاء أجمل الأوقات خلال الإجازات والعطل، يبقى للإبحار وقعه الخاص على العائلات والأصدقاء، ولاسيما مع الطقس الدافئ، الذي يجعل الأنشطة البحرية من أفضل خيارات الاستمتاع وأكثرها ملاءمة للتجمعات الصغيرة والكبيرة.
وجهات متلألئة
لا يقتصر ركوب القوارب أو اليخوت على جولات الإبحار وحسب، وإنما يفتح الباب أمام باقة من الأفكار لممارسات ترفيهية ترتبط بالبحر، وكلما ابتعد الركاب عن اليابسة والمكعبات الأسمنتية ازدادت رغبتهم في استكشاف عالم البحار إما بالغوص وإما برمي شباك الصيد أو الاكتفاء بمجالسة السكون وتأمل الطبيعة من الجهة الأخرى، وحتى تؤدي الرحلات بالقوارب وما شابه غاية الاستجمام المطلوب بعيدا عن مخاطر البحر والأخطاء الناجمة، تقدم نوادي اليخوت مجموعة من الإرشادات الضرورية للمقبلين على اقتناء أي آلية بحرية، لضمان اتخاذ القرارات السليمة والدخول إلى عرض الماء بكثير من الثقة والتفاؤل والقدرة على تدبر الأمور مع كل مفاجآت البحر السارة منها وغير المتوقعة.
وتتباين مراسي اليخوت في أبوظبي وتتنوع ما بين الحجم والسعة والعراقة والحداثة، وكلها تؤدي غرضا مشتركا كموقع حيوي لاصطفاف القوارب والمراكب واليخوت، بدءا من مرسى فندق انتركونتيننتال، الذي يعتبر من أقدم المراسي في العاصمة، إلى مرسى كاسر الأمواج ومارينا فندق قصر الإمارات ومارينا قرية البري ومارينا «المانغروف» القرم الشرقي وسواها، ويحتل مرسى جزيرة ياس رأس القائمة بالنسبة للمراسي الدولية، إذ تلامس شهرته العالمية فيما يتعلق بموقعه الخلاب من جهة وبالخدمات الراقية التي يقدمها.
ويشكل «ياس مارينا» واجهة استثنائية بمحاذاة حلبة سباقات الفورمولا - 1، ما يجعله عنواناً للسياحة المترفة مع افتتاح كل موسم من «الجائزة الكبرى» حيث تتجه أنظار العالم إلى البقعة المائية الأشهر في المنطقة، والتي تحولها على مدار السنة إلى وجهة متلألئة لجمهور الرياضات البحرية التي تنطلق في جزء منها من القوارب واليخوت.
شروط السلامة
عن مبادئ الإبحار وما يشوبه من لغط وعدم دراية لدى شريحة واسعة في المجتمع، يقول سيدريك لوريست، مدير عام مرسى اليخوت في جزيرة ياس بأبوظبي، إن اقتناء يخت أو قارب أو حتى مركب يتطلب المرور بمراحل عدة واجتيازها بنجاح، وهذا ما تؤكده شركة كامبر أند نيكولسونز ماريناز، التي تشغل «ياس مارينا» وتشرف على إدارته من منطلق خبرتها الواسعة في عالم اليخوت، وعليه فإن عشاق الإبحار مطالبون بالوعي الكافي قبل الإقدام على شراء يخت الأحلام.
ويقول لوريست إنه عند الرغبة في اقتناء قارب يلبي الغاية في ممارسة الرياضات المائية، يكون من المناسب التفكير بفئة بورايدر، وإذا كان المشتري من محبي الصيد، فلابد من اختيار القارب ذي السطح المكشوف بقياس 21 إلى 30 قدما، أما القوارب التي تلبي الهوايات والممارسات البحرية، فهي تلك التي تحتوي على محركات خارجية لأنها توافق الغرض فيما يتعلق بالتحكم بتغيير معدلات السرعة والقدرة على التوقف التدريجي بسهولة.
ويذكر مدير عام «ياس مارينا» أن هناك قوارب لمختلف الميزانيات، إذ يقدر سعر القارب الجديد، الذي يتراوح طوله من 16 إلى 18 قدما بـ 115 ألف درهم، والقارب بقياس 24 قدما يقدر بـ 250 ألف درهم، أما بالنسبة لأصحاب الميزانيات المحدودة، فبإمكانهم الأخذ في الاعتبار شراء قارب مستعمل، مع الحرص على أن يكون كتيب خدماته محدثا حتى تاريخ قريب بما يوافق شروط السلامة، والتنبه إلى أنه قد تم غسل المحرك بمياه نظيفة، مرات عدة خلال سنوات استخدامه، وأن يكون وضع المقطورة والحمالة والإطارات جيدا وفي حال يصلح للاستخدام الآمن.
كذلك الأمر بالنسبة للمقياس والإلكترونيات، مثل جهاز الملاحة والعداد وكاشف الأسماك وسواها.
اقتناء قارب
يوضح لوريست أنه من المهم الأخذ في الاعتبار أن اقتناء قارب جديد يعني الحصول على تأمين لمدة 3 أعوام على المحرك و5 أعوام على القارب نفسه، وأن ثمن القارب ليست التكلفة الوحيدة عند شرائه، وإنما ترتبط به نفقات أخرى لمعدات من الضروري توفيرها قبل البدء بعملية الإبحار، وتشمل قائمة المعدات جهاز الاتصالات الإلزامي وفقا لقانون الدولة، ومعدات السلامة مثل الشعلة الضوئية وسترات النجاة وطفاية الحريق وعدة الإسعافات الأولية، ويتوجب على أصحاب اليخوت والقوارب رسوم إرساء في المرسى مع دفع رسوم الصيانة والتشغيل التي تقدر سنويا بما يعادل 10% من السعر الإجمالي للقارب، إضافة إلى نفقات التأمين والوقود، ويندرج كل ذلك في إطار النفقات العالية التي يتطلبها اقتناء قارب، مع ضمان إحاطته بكل وسائل الراحة والأمان، الأمر الذي يجعل البعض يختارون مشاركة ملكيته، وهي فكرة جيدة تشمل تقسيم سعره وتكاليف الصيانة ورسوم الإرساء وسواها من المستلزمات الأخرى، لافتا إلى أنه لضمان الحصول على تجربة إبحار مريحة، ينبغي على أصحاب القوارب ولاسيما المبتدئين منهم انتقاء مرسى يضم موظفين مؤهلين يتميزون بالكفاءة لكي يتمكنوا من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها.
ويضيف «من المفيد الانضمام إلى النوادي الكبيرة ذات الصلة والتي توفر طاقما متكاملا لتقديم الدعم اللازم عند الحاجة، سواء من خلال تزويد الأعضاء بالمعدات الضرورية أو بالعنصر البشري المدرب للتصرف في حالات الطوارئ»، مؤكدا أنه لمزيد من الترفيه، فإن اختيار موقع المرسى مهم جدا لملاك اليخوت والقوارب، وكلما كان المرسى محاطاً بوسائل ترفيهية ومرافق خدماتية تراعي اهتمامات المبحرين وضيوفهم، اكتملت تجربة الاستجمام المرادة، ومن الأفضل أن يقع المرسى في مكان يتيح الذهاب إلى وجهات مختلفة، مع إمكانية الوصول السهل إلى المناطق الساحلية والجزر غير المأهولة والمدن المجاورة.
أنشطة بحرية
على الرغم من جماليات الإحساس بالمناظر المحيطة ومتعة الدخول في عرض البحر، إلا أن الإبحار ليس النشاط الوحيد الذي يمكن القيام به من القارب، وإنما هناك الكثير من الرياضات الأخرى، مثل الصيد وممارسة الألعاب المائية والغوص واستكشاف الحياة البحرية وزيارة المراسي الأخرى والمشاركة في الوظائف الخاصة بالمرسى، إلى جانب الكثير من الفعاليات التي يمكن خوضها بمجرد اقتناء قارب، إذ تحرص المراسي المرموقة على توفير المتعة لأصحاب القوارب وعائلاتهم وأصدقائهم سواء كانوا على متن قواربهم أو خارجها، وبالنظر إلى «ياس مارينا»، فهي تستضيف الكثير من الأنشطة والفعاليات على مدار السنة.
ويتيح نادي الإبحار فيها لأصحاب القوارب ومن يرافقهم الاستمتاع برحلة استجمام في عرض البحر يتبعها حفلات شواء على إحدى الجزر المجاورة.
كما يوفر النادي مرفقات جديدة للياقة البدنية والأنشطة الرياضية مثل التجديف أثناء التوقف في البحر، وإقامة الفقرات الخاصة بالصغار ينظمها نادي فيلم الجمعة في المنطقة المخصصة للعب، كما ترسم النوافير الراقصة في استراحة «ياس مارينا»، التي تم تطويرها قبل سنة، مشهداً سياحياً مفعما بالحياة على وقع الأنغام الموسيقية، ويحتضن الموقع الترفيهي 7 مطاعم تتميز بتقديم المأكولات العالمية، ويمكن الدخول إلى المارينا خلال «أسبوع السباقات» للمشتركين السنويين، وهو الحدث الرياضي الأكثر بريقا والذي أكثر ما يستمتع بمتابعته حصريا عشاق اليخوت والإبحار.
عشاق البحار ينعمون هذه الأيام بأفضل مناخ لممارسة هواياتهم في عرض البحر والاستفادة من سماء الخريف الملونة التي تكسر تدريجيا مستويات الرطوبة في الجو، ومع الاستعدادات التي ترافق الموسم لجهة تنظيم جداول الرحلات وحجز المراسي، لابد من التعرف إلى مبادئ الإبحار بالقوارب والإطلاع جيداً على عالم اليخوت قبل الانطلاق في سباق مع الماء والرياح.
عنصر الاختيار
اختيار المرسى هو العنصر الأكثر أهمية لعشاق اليخوت، حيث يحرصون على أن يوفر لهم ما هو أكثر من مجرد إرساء القارب، حيث سيكون مقرهم الاجتماعي في عالم البحار، ويؤثر موقع المرسى بشكل كبير على حجم الاستجمام خلال التجربة البحرية عموماً.
أسلوب حياة شامل
مع الاستعداد لإطلاق «أسبوع السباقات»، يعلن «ياس مارينا» استكمال أعمال الجزء الثاني من مشروع إعادة تطويره، والذي يهدف إلى ترسيخ منطقة المرسى ومنحها المكانة السياحية الراقية، ليس كمركز ترفيهي فحسب وإنما كوجهة رائدة لاتباع أسلوب حياة شامل.
وكنوع من الفعاليات الجديدة، يوفر القائمون على الموقع حصصاً للياقة البدنية على الشاطئ وسواها من الأنشطة المتميزة التي تناسب الجميع.
ويتمير «ياس مارينا» بخدمة إرساء على مدار الساعة وبالحماية الأمنية، وينعم المرسى بفريق عمل متدرب للطوارئ على أهبة الاستعداد لتلبية كافة احتياجات الأعضاء التي تشمل المساعدة على إرساء القوارب ونقل الركاب بالعربات الصغيرة وتوفير الحماية الأمنية.
ويمكن الاعتماد عليه للحصول على أي مشورة أو الإجابة على أي استفسار سواء حول تنظيف المرافق أو محطات تعبئة الوقود.
الأحوال الجوية
يعتبر مرسى اليخوت الذي يوفر تحديثات منتظمة حول الأحوال الجوية الأفضل فالطقس في غاية الأهمية في عالم اليخوت، وبالرغم من أن الطقس يميل من متوسط إلى حسن طوال العام في أبوظبي، إلا أنه عندما تنقلب الأحوال الجوية إلى عواصف رملية تعوق الرؤية في الأفق، يتدخل فريق العمل المختص بـ«الـمارينا» لتنبيه الأعضاء لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.
خيارات الإرساء
تستوعب مراسي ياس مارينا اليخوت حتى حجم 150 متراً، وبهدف تلبية الطلب المتزايد، تم تزويد المارينا بـ6 مراس جديدة تتمتع بإطلالات فريدة على حلبة السباقات.
وتتسع ليخوت بحجم 30 متراً، ليصل إجمالي عدد المراسي التي تتمتع بإطلالة إلى 51 مرساً، ما يوفر المزيد من المقاعد الأمامية لمتابعة السباقات، ويوفر المارينا إرساءً مجانياً لمدة 4 ساعات لعابري السبيل من الزوار والمقيمين الراغبين بزيارة مرسى ياس من البحر.
عدد اليوم
