الجيش اللبناني يحذر من الإخلال بالأمن

اندلعت موجة جديدة من الاشتباكات المسلحة مساء أمس في حي الطريق الجديدة القريب من العاصمة اللبنانية بيروت· في الوقت نفسه حذرت قيادة الجيش اللبناني من أنها لن تتهاون مع أي محاولة للاخلال بالأمن في البلاد· وانتشر عناصر من قناصي ''تيار المستقبل''الذي يتزعمه النائب سعد الدين الحريري على أسطح المباني المطلة على مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين· بينما تعمل وحدات من الجيش اللبناني على احتواء الموقف باعتقال المسلحين وتسيير دوريات· ودعت قيادة الجيش في بيان صحفي اللبنانيين إلى عدم المشاركة بالتجمعات المخلة بالأمن أو الصدمات التي تؤدي إلى سقوط جرحى واضرار بالممتلكات· وأضافت أنها ستقوم باعتقال أي فرد يشارك في هذه التجمعات، ودعت وسائل الإعلام إلى عدم نقل الصور التي تثير حساسية الرأي العام· وكان الجيش اللبناني قد بدأ في فرض قيود مشددة في العاصمة بيروت مساء أمس الأول عقب الاشتباكات التي اندلعت بين أنصار حركتي ''أمل'' و''حزب الله'' المعارضتين وأنصار زعيم الأكثرية النيابية النائب سعد الحريري· وأقام الجيش نقاط تفتيش في العاصمة، وبدأ في إخلاء الشوارع من جميع العناصر المسلحة لاحتواء الاشتباكات التي وقعت بين أنصار ''الأكثرية'' والمعارضة· وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت في أعقاب التحام بالأيدي سرعان ما تحول إلى اشتباكات بالأسلحة بين أحد عناصر حركة أمل وآخر من تيار ''المستقبل'' الذي يتزعمه الحريري في منطقة نويري بغرب بيروت عن إصابة حوالي 20 شخصاً مما أدى لتدخل الجيش اللبناني واعتقال أعضاء من الجماعتين· وسارعت قوات الأمن والجيش إلى الانتشار في مناطق الصدامات وسيطرت على الوضع ومنعت انتشار الصدامات وتطورها· ونقلت ''فرانس برس'' عن مسؤول أمني لبناني قوله إن أتباع الطرفين يحملون الأسلحة ويلقون الحجارة على بعضهم وقد تدخل الجيش وأطلق النار في الهواء لوقف الصدامات بينهما· ونقلت محطات التلفزيون أن عدداً من المحال التجارية والسيارات قد احترقت خلال هذه الصدامات التي شملت أحياء رأس النبع والبربور والمزرعة· وقد استخدمت قنابل ''المولوتوف'' في هذه الصدامات وظهر عدد من المسلحين ولا يعرف مصدر إطلاق النار الذي سمع أثناء الصدامات بعد انتشار قوات الأمن· وقال بعض المسؤولين الأمنيين في لبنان إن الصدامات كانت بين أنصار سعد الحريري رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري· لكن ناطقاً باسم حركة أمل، نفى مشاركة أنصار الحركة في هذه الصدامات· ونفى ''حزب الله'' احتراق أي مركز له في بيروت، أو سواها إلا أنه لم ينف تعرض مركزه في رأس النبع إلى الهجوم· كانت المعلومات قد ذكرت أن عدداً من المسلحين ألقوا أربعة قنابل ''مولوتوف'' على مركز تابع لـ''حزب الله'' في منطقة رأس النبع، مما أدى إلى احتراقه· ولم تتضح بعد أسباب اندلاع المواجهات الجديدة، ولكن التوتر مستمر منذ أسابيع ويتم الإبلاغ عن وقوع حوادث أصغر بشكل شبه يومي تقريباً· وقال ضابط بالجيش في موقع الحادث ''نحن نسيطر على الشوارع الآن وبدأ الهدوء يعود أخيراً''·