الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نادي تراث الإمارات» يدرّب الصقار الصغير على مهارات القنص

«نادي تراث الإمارات» يدرّب الصقار الصغير على مهارات القنص
20 نوفمبر 2010 20:08
فضلاً عن كونها رياضة عريقة فإنها تعتبر رياضة صعبة وتعتمد في أدائها على طرفين: الصقار والصقر. من هنا انصرف اهتمام “نادي تراث الإمارات” على تدريب أعضاء النادي من صغار السن على التحلي بالهدوء والوعي والانتباه والتريث والرأفة في التعامل مع الصقر، خلال دورات تدريبية خاصة بهم لتأهيل “الصقّار الصغير”، وتقام خلال الفترة الزمنية “الخروج من المقيض” في مزارع النادي بمدينة الوثبة أو جزيرة السمالية؛ حيث يبدأ موسم القنص من الخريف ويستمر حتى الشتاء. خص سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس “نادي تراث الإمارات” بالعديد من الصقور والصقارة المدربين في كافة فروع النادي في الإمارة تأكيداً على الحرص الشديد على إحياء كافة مفاصل التراث بما فيها رياضة وهواية “القنص”. لذا تمت العناية بشكل بالغ بالصقور، مما دفع بإدارة النادي إلى إقامة دورات تدريبية لأعضاء النادي من أبناء الدولة الذين تتراوح أعمارهم بين (10 و 16) عاماً، تأكيداً لتوجيهات سموه وتحقيقاً لمقولة “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”. فاستقطبت لذلك كبار استشاريي التراث والمدربين الشباب في مجالات “المقيض” و”القنص”. شفهي وعملي يبدأ موسم القنص والخروج من المقيض من الخريف ويستمر حتى الشتاء (أي من شهر نوفمبر ولغاية مارس)، وهي الفترة التي يستعد فيها الصقّار محمد بن راكان لممارسة هذه الهواية والحرص الشديد على التعامل برفق وعناية مع الصقور، والإشراف على تدريبها، فضلاً عن عمله مدرباً لصغار “الصقّارة” من الطلبة وأعضاء “نادي تراث الإمارات” يدربهم على كيفية التعامل مع الصقور وطريقة تدريبها على القنص، ويعرفهم بالأدوات اللازمة لإتمام الصيد. ويشير بن راكان إلى أنه ابن بيئة تعنى بهذه الرياضة العريقة، وهو يعشقها لاتصالها بتاريخ المنطقة وتراث الآباء والأجداد. وليس أدل على عشقه لهذه الرياضة من كونه أحد أكثر الصقارين تميزاً على الرغم من صغر سنه (33 عاماً). ويقول “أصر خلال عملي كمدرب للصقور وصغار الصقارة على ممارستها وتوريثها للأجيال اليافعة حماية لها من الاندثار، فمنذ 5 أعوام مضت وأنا مدرب صقارة في النادي وأمارس القنص منذ 15 عاماً، فقد أمضيت نصف عمري مع الصقور، فقد كنت دون الخامسة عشرة حين “شلت طير” ومعظم أخواني صقارين، علّمت القنص لبعضهم بنفسي”. وحول التدريب يقول بن راكان “ندرب الصغار في مركز الوثبة التابع للنادي على كيفية التعامل مع الصقور، ويقوم كل مدرب بتعريف مجموعة من الأعضاء على الصقر وأجزائه وأعضائه ويعطيهم معلومات شفهية تعرّفهم إلى هذا الطير واحتياجاته وطريقة حياته ومستلزماته. ثم كيفية تدريب الصقر وإطلاقه نحو الطريدة”. وحقق العديد من المتدربين الناشئين تطوراً ملحوظاً في تعلم أساسيات المقناص، ومنهم من بات جاهزاً لرحلات القنص، فيما يستمر تدريبهم يومياً خلال مهرجان عيد الاتحاد، وملتقى السمالية الربيعي ومناسبات النادي المتعددة، أما خارج الفعاليات الدورية فهناك يوم تدريب أسبوعي للصقارة الصغار. وبعد أن ينجز المدرب الرئيس مهام تعليم الصغار (شفهياً) ينتقل إلى تدريبه على كيفية التعامل مع الصقر والتعرف إليه وكيفية حمله على “المنقل” دون إخافته، والتعرف إلى مستلزمات وأدوات “القنص”، وكيفية “شله” خلال التدريب أو الرحلات مع سرد بعض الحكايات الشعبية والقصص المشجعة على ممارسة هذه الهواية لئلا يخاف الناشئة من الصقور أو يخشون حملها، ويقوم مساعد الصقار بتحديد أولويات التعامل مع الصقر. ويقول البلوشي، مساعد المدرب “تتجلى ثاني خطوات التدريب في تعليم الصغار كيفية ترويض الصقر والتعرف إليه، فالتدريب الخاطئ للصقر يؤدي إلى العديد من المخاطر أو النتائج السلبية كجرح نفسه أو كسر ريشه أو الخشية من الصغار وعدم تلبية نداء الصقار فيفقد هدوءه ويؤذي نفسه”. أنواع المقيض شكّل عالم الصقور من تدريب ومقيض وقنص منعطفاً في حياة كبير استشاريي البيئة البرية في النادي زايد المنصوري (68 سنة). حيث عمل كصقّار سابق في النادي منذ عام 2000، واستشارياً يشرح للطلبة المشاركين في الملتقيات والمهرجانات والسباقات كل ما يتصل بعالم البيئة البرية من تراث الأجداد وما يرتبط بتفاصيل حياتهم من عادات وتقاليد ومهن مارسوها خلال وقائع أيامهم. فضلاً عن الهوايات الرئيسة كصيد الصقور. ويضيف “يسبق مواسم القنص مرحلة مهمة تبدأ في آخر الشتاء ومطلع الربيع تحديداً أول شهر مارس هي مرحلة “المقيض” التي تكون على نوعين “الفك” وتكون فيها الصقور طليقة داخل مزرعة مسوّرة، تمكنها من التحرك والطيران لتصبح لياقتها أعلى، ويتم إطعامها وتفقدها دائما قبل إطلاقها لئلا تؤذي بعضها أو تجرح نفسها. وبعد انقضاء فترة مقيضها يبدأ الصقار بتدريبها والعناية بها لتكون جاهزة بعد تدريب نحو شهرين على الانطلاق والتحليق والصيد”. ويتابع “هناك أيضاً المقيض التقليدي وتخصص فيه للصقور غرفة تربط فيها إلى “أوكارها” ويتم إطعامها لحوم منوعة وفري، وتحبس داخل غرفتها الواسعة وتحرم من الطيران ليتساقط ريشها وينمو لها آخر، وتظل على هذه الحالة حتى نهاية شهر أكتوبر، ثم تصبح جاهزة لما يسمى “الشل” أي حملها إلى إلى قنص الطرائد والحبارى”. من جهته، يعبر حمد المزروعي (11 سنة) عن سعادته لأنه لن يفقد الطير خلال قيامه بتدريبه، موضحاً “لكل طير بطاقة تعريفية تحيط بقدمه وعليها رقمه وتسمى “حيل”، وثمة “شب” أي قطعة معدنية مشبوكة بصدره تحوي كافة المعلومات الخاصة به. وهي معلومات عرفنا مضمونها خلال الدورة”. فيما أصر والدا طالبين من الصقارين الصغار جاءا لاصطحابهما على توجيه الشكر لإدارة النادي لعنايتها برياضة قنص الطيور كونها هواية وعادة أصيلة وتحظى بتقدير كبير لدى ممارسيها من أبناء الدولة، إذ تعد من الرياضات التراثية والتقاليد الشعبية القديمة. مستلزمات التدريب أهم الأدوات التي يستخدمها الصقّار المدرب خلال تعليم اليافعين كيفية تدريب الصقور: - “مخلاة” وهي كيس من القماش الأبيض له حمالة كتف. - “وكر” وهو قائم خشبي يقف عليه الصقر. - “المنقل” الدرع الواقي لساعد الصقار من مخالب الصقر. - “البرقع” قناع يوضع على رأس الصقر ليحجب الرؤية والضوء عن عينيه. - “السبوق” خيط رفيع لربط أرجل الطير. - “المرسل” خيط مكمل لإحكام القبض على الطير. - “التلواح” جناح حبارى كبير مربوط بحبل طويل، يستدرج به الصقر للطيران خلفه. - “جهاز اللاسلكي” فبفضله يكتشف الصقار مكان صقره ويستعيده محافظا عليه من الضياع. أسماء وألوان تتعدد مواطن الصقور، وكانت تجلب سابقاً من عدة بلدان أهمها سوريا والعراق والمغرب وإيران وباكستان. وتختلف أسماء وأنواع وألوان الصقور، فهي نوعان “الوحش” و”المهجنة” ومن ألوانها: الأبيض، الأسود، الرمادي، الأحمر، الأخضر. وتنبع أهمية الألوان من نوع الصقور ذاتها. ففي الحر، هناك الأحمر والأدهم، وفي الشاهين مثلاً، هناك الأسود والأحمر. قنص الطرائد والحبارى” اكتسب الناشئون الذين يخوضون تلك الدورات المكثفة حول المقيض والقنص معلومات ومعارف مهمة. إلى ذلك، يقول سلطان الفلاحي (14 سنة) “استفدت من هذه الدورة الشفهية المُصاحبة لمعلومات عديدة أهمها التزام الصقار بمراجعة دورية لطيوره في مستشفى الصقور، إذ تحمل جميعها ملفات طبية لضمان سلامتها وعدم فقدانها، حيث درجت العادة أن يلجأ إلى المستشفى كل من يعثر على طير ليسلمه إلى إدارتها التي تسلمه بدورها إلى مالكه”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©