الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رائحة الطيب والعود تفوح من «سوق الندى» في جدة

رائحة الطيب والعود تفوح من «سوق الندى» في جدة
24 أغسطس 2011 01:04
يشهد سوق الندى أو ما كان يعرف بـ”السوق الكبير” جنوب مدينة جدة إقبالا كبيراً من المتسوقين خلال شهر رمضان، وتفوح رائحة أنواع الطيب والعود والبخور في أرجائه، كما يشتهر بأجود مطاعم الأسماك. ويحافظ السوق الذي كان يستقبل الحجاج والمعتمرين قديماً عبر بوابة ميناء جدة الإسلامية على مكانته الخاصة لدى الناس على الرغم من تغير معظم نشاطه القديم حديثاً، إلى جانب منافسة المراكز التجارية الحديثة وانتشارها. ويشير أحمد بايسلم لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أن “السوق كان قديماً عبارة عن مطاعم للأسماك ومقاهٍ لشرب الشاي وتدخين الشيشة (النرجيلة)، لكن لا يمكن مقارنته بالماضي بعد أن بدل وجهه ومعظم نشاطه اليوم، مستعيضاً بأنشطة أخرى”. ويضيف بايسلم الذي يناهز عامه الرابع والثمانين “في الماضي كان يمثل السوق الرئيسي لأهالي مدينة جدة بأكملها التي كانت أصغر مساحة مما هي عليه اليوم، كما كان الازدحام أكبر وحركة البيع والشراء مزدهرة”. وكان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية ينزل في دار ملاصق لسوق الندى عندما يزور الحجاز. ويستطرد بايسلم “كان يحرص الملك المؤسس على زيارة بيت آل باناجة وله ديوان يجلس فيه، كما أن له مصلى خاصاً لا يزال موجوداً حتى اليوم”. ويضيف “كل أمراء مكة المكرمة يزورون مصلى الملك عبد العزيز ويصلون فيه سنوياً وهي عادة حافظوا عليها منذ القدم”. ولا يعرف أحد سبب تسميته بهذا الاسم وفقاً لبايسلم، لكنه يلفت إلى أن “المتداول بين العامة يعيد السبب على الأرجح إلى قرب السوق من البحر وارتفاع نسبة الرطوبة فيه والتي تسمى محلياً (ندى البحر)”. من النادر اليوم أن تجد في السوق إحدى العائلات التي شاركت في تأسيسه. ويدير معظمه عمالة وافدة من جنسيات مختلفة تبيع الملابس والأقمشة، إلى جانب أنواع من الطيب والعود والبخور. ويقول العم أحمد “إن من أشهر العائلات التي أسست سوق الندى هي باطهف وباعشن وباغفار وباقدم وبن زقر، وكلها عائلات حضرمية هاجرت من اليمن واستوطنت منذ سنوات طوال”. في جولتنا قصدنا أحد أشهر مطاعم السمك في السوق والذي لا يزال يدار عبر الجيل الثاني من مالكيه القدامى وهو مطعم أبي يوسف، يقول فيصل الذي تجاوز الأربعين عاماً وهو أحد أبناء صاحب المطعم “عمر المطعم أكثر من 70 عاماً، وقد كان يطل على البحر مباشرة قديماً قبل إجراء الردميات من قبل البلدية”. وفي ما يتعلق بوضع السوق والحالة المزرية التي تعاني منها بعض الدور التاريخية فيه، قال نوار إن “هناك سعياً مستمراً لترميم وتحديث هذه الأماكن وإقناع أصحابها”. ولفت إلى أن “هنالك صعوبات تواجههم من قبل أصحاب البيوت الخاصة وانشغالهم عن إعادة بنائها وإصلاحها بسبب مشاكل الإرث”. ‏وتعود نشأة مدينة جدة إلى ما يقارب 3000 ‏سنة على أيدي مجموعة من الصيادين كانت تستقر فيها بعد الانتهاء من رحلات الصيد. ثم جاءت قبيلة قضاعة إلى المدينة قبل أكثر 2500 ‏سنة بعد انهيار سد مأرب وأقامت فيها وعرفت بها، حيث يقال إنها سميت بأحد أبناء هذه القبيلة وهو “جدة” بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن إسحاق بن قضاعة، ويعود نسبهم إلى الجد التاسع للنبي محمد
المصدر: جدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©