الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأحواض»..سباحة إلى الزمن الجميل

«الأحواض»..سباحة إلى الزمن الجميل
20 أغسطس 2015 21:40
موزة خميس (دبي) رغم عدم توافر وسائل ترفيه بالشكل الكافي للأسرة الإماراتية في فترة الصيف، في فترة ما قبل قيام دولة الاتحاد، ورغم عدم وجود أحواض أو برك سباحة بالشكل المتعارف عليه حالياً، كان الأهالي يجدون متعة في الذهاب إلى أماكن توفر المياه العذبة، كي يمارسوا هواية السباحة للتخفيف من وطأة الحر في الصيف. وكان الرجال يذهبون مبكراً إلى مزارعهم الصغيرة للعناية بالمزروعات، وما أن ينتهوا من العمل، حتى يلقوا بأنفسهم في مجرى الأفلاج أو الأحواض المائية البدائية، كي يستظلوا بها من شدة الحر. وفي بعض الأوقــات التي لا توجد فيها أعمال لديهم، كانوا يصطحبون أطفالهم ويذهبـــون إلى تلك الأحواض المائية «أماكن تجمع المياه» التي كانت تسري في الأفلاج للوصول إلى المزارع المختلفة، وذلك لقضاء أوقات ممتعة في السباحة، حيث لم تكن هناك وسائل للترفيه بالشكل الكافي كما نرى اليوم. وبالنسبة للنساء كان لهن حظ من تلك الرفاهية، حيث كان من المتعارف عليه بين كل أهالي الإمارات، ألا يتواجد الرجال في أماكن الحيضان أو الأفلاج وبرك المياه، في الوقت الذي تخرج فيه الأمهات والفتيات والأطفال لينعموا بالمياه الباردة. طقوس خاصة وفي كل مناطق الدولة، كانت آنذاك، لكل منطقة طقوسها، فيما يتعلق بوسائل الترفيه في تلك الأحواض، فقد كان أهالي المناطق الشرقية ينعمون بالمياه العذبة في المزارع، والبعض كان يستقر في «العرش» وهي تلك الأماكن المصنوعة من السعف، ودائماً ما تكون قرب الآبار العذبة، وكانت بعض العائلات تؤجر مركبة من نوع جيب مكشوفة، كي يذهبوا لقضاء أسابيع في دبا أو بعض مناطق رأس الخيمة، وذلك لوفرة المياه العذبة، كما أن المزارع كانت مفتوحة أمام الجميع، حيث كان بإمكان أي أسرة أن تدخل لأي مزرعة لتقضي وقتاً جميلًا، وينعم أفرادها بالسباحة في الأحواض، بشرط ألا يأكلوا من ثمارها من دون إذن أصحابها. ظلال الأشجار ويقول سعيد سالمين النقبي من منطقة دفتا بإمارة رأس الخيمة: « لدي مزرعة تقع في منطقة جبلية وكانت ملاذاً جميلاً للأسرة خلال الصيف في الماضي، إذ لم يكن لدينا في ذلك الوقت لا مركبات ولا مراكز تسوق ولا أماكن نذهب إليها، ولكن كانت المزرعة هي المكان المنعش لكل مصطاف، لأن المياه وفيرة وباردة، وكانت الطريقة المثلى للتغلب على عدم توافر محركات يدوية أو كهربائية لضخ المياه إلى المزروعات، هي تجميع المياه في برك أو ما نطلق عليه «الحوض»، ومن ثم نبدأ في فتح تلك البرك ليذهب الماء لكل المزروعات، والبعض يسمي الحوض «حبيسة» وكان حوضاً رائعاً في الصيف الحار، حيث نقفز لننعم بالماء البارد الذي يقع تحت ظلال الأشجار، ويجلس الأطفال في مجرى الجدول لأنه غير عميق على من هم دون السادسة مثلًا وهكذا نقضي وقتاً ممتعاً، وبمرور الوقت تركنا تلك الأحواض أو برك جمع المياه للزراعة فقط وأصبح لدي الناس المياه الوفيرة سواء في المنزل أو في أحواض صنعت خصيصاً للسباحة. وأضاف: ما زالت الذاكرة تحمل شيئاً من الماضي، حيث رائحة المانجو وثمار الرطب التي لا تحلو إلا في مزرعة بها حبيسة، يقفز إليها الرجال والأطفال والنساء «في أوقات معينة» للسباحة هرباً من الحر. وسائل أخرى ويشير الدكتور خليفة بن دلموك «خبير زراعي» من سكان منطقة زراعية مهمة في المنطقة الوسطى بالشارقة، إلى أن المزارع في الماضي كانت مقصداً للعائلات الإماراتية، لمياهها الوفيرة وأشجارها الكثيرة، حيث يحلو للأطفال اللعب والسباحة وتناول الثمار المختلفة في الأحواض التي كانت مخصصة لمياه الري، والبعض كان يفضل الجلوس في الجداول المائية وهي الأفلاج، مؤكداً أن تلك المزارع أصبحت اليوم قاحلة ولايذهب إليها الناس، إذ وجد الناس وسائل ترفيهية أخرى هذه الأيام، وأصبحت أحواض السباحة في البيوت، وهناك أندية خاصة وفنادق تذهب إليها الأسر والعائلات في الصيف. ويلفت إلى أن الأهالي الذين كانوا يسكنون بالقرب من البحر، كانوا يذهبون للشواطئ القريبة من بيوتهم، ويقضون ما بين ساعتين إلى ثلاث في السباحة التي كانوا يحرصون على ممارستها بشكل يومي، وكانت منطقة «الذيد» بها جداول أصلية من منابع طبيعية، كنا نجلس بها ونلهو بالمياه وهي تجري متجهة إلى الأشجار. «مزرعتي» في رأس الخيمة.. كانت ملاذاً جميلاً لأسرتي سعيد سالمين النساء كن يمارسن السباحة في أوقات محددة المزارع كانت مفتوحة أمام الجميع شرط عدم الأكل من ثمارها الأندية والفنادق جعلت الناس تهجر تلك الأماكن خليفة بن دلموك حكايات الأحفاد مريم علي يوسف النومان الشامسي لديها أحفاد دائماً ما تقص عليهم قصتها مع رحلات الذهاب للمصيف في منطقة البثنه، وتقول: «بالنسبة لأهل الساحل كانوا يرحلون باستخدام الإبل إلى قرب المياه العذبة الجارية لينعموا بالسباحة تحت أشجار الهمبا «المانجو» واللوز والنخيل، وكانوا يتوقفون في الذيد للسباحة في المياه العذبة الباردة»، وتضيف: «ومن أجمل لحظات حياتي تلك الساعات التي كنا نقضيها هناك، حيث كنا نصنع القهوة ونلتقي بأهالي تلك المناطق، ثم نكمل سيرنا إلى مزرعة وفيرة المياه كان يملكها والدي في البثنه، وذلك لقضاء ساعات كثيرة في السباحة والترفيه دون ملل، ولولا خوفنا من أن تتأثر جلودنا لما خرجنا من الماء، وخاصة الأطفال الذين كان يتم إخراجهم دون رغبتهم، وكم كانت تلك الأيام جميلة ونحنُّ إليها، رغم توفر أماكن عديدة للترفيه حالياً من بينها أحواض سباحة حديثة ، أصبحت متواجدة في البيوت وغيرها من الأماكن العامة، و تحرص الكثير من الأسر على الذهاب بأطفالها إلى تلك الأحواض خاصة في فصل الصيف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©