الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صن رايز»..الطريق نحو تأهيل فعال لأطفال التوحد

«صن رايز»..الطريق نحو تأهيل فعال لأطفال التوحد
20 أغسطس 2015 21:41
خورشيد حرفوش (القاهرة) اضطراب التوحد من أشهر اضطرابات النمو الشامل التي تتسم بقصور أو توقف في نمو الإدراك الحسي واللغة والتواصل والتعلم، وبالتالي تؤثر في القدرة على التفاعل الاجتماعي وتكون مصاحبة بنزعة انسحابية أو انطوائية مع انغلاق على الذات، وجمود عاطفي وانفعالي، واندماج في حركات نمطية أو ثورات غضب كرد فعل لأي تغير أو لضغوط المجتمع. ومن بين أهم البرامج العلاجية التأهيلية لأطفال التوحد، ما يعرف أو ما يطلق عليه برنامج «صن رايز» الذي يمكن أن يحقق نتائج جيدة إذا ما طبق مع العلاجات التكميلية الأخرى، كالتدخلات الدوائية، وعلاج التكامل الحسي، والحمية الغذائية، والمكملات الغذائية، وعلاج التكامل السمعي، وغيرها. حقائق رامي المغربي، اختصاصي علاج التوحد «ماجستير أمراض التخاطب من كلية الطب بجامعة القاهرة» يوضح حقيقة برنامج «صن رايز» وجدواه العلاجية، وكيفية استفادة ذوي التوحد من تقنياته وأساليبه، ويقول: «علينا أن ندرك أن البرنامج يطبق على كل طفل على حده، ولا يجب تعميمه على كل الأطفال، وذلك من خلال عملي مع كثير من الأطفال الذين يعانون من تحديات كثيرة، وقد لاحظت أن إضافة طرق علاجية جديدة مع تطبيق برنامج «صن رايز» يحقق نتائج أفضل وأكثر بكثير مما لو طبق البرنامج فقط، لذا فالاختصاصي يمكن أن يساعد الأهل على اختيار المنهج المناسب لكل طفل، ومن ثم لابد أن نستوعب عدة حقائق مهمة للغاية، أهمها ألا ننسى أن التوحدي لا يدرك ما يقوم به من أفعال، ولا ما يتلوها من نتائج مما يعيق استحضار الفعل وإعادة إنتاج المهمات والواجبات المنجزة سابقاً، إلى جانب عدم إحساسه بالزمن كالطفل العادي، فليس للتوحدي وضوح كاف بتعاقب الأوقات وما يرتبط بها من مظاهر للحياة. ويضيف: إذا قلنا على سبيل المثال «الصباح» فهو لا يدرك أنه يرتبط بالاستيقاظ من النوم، ومن ثم الفطور، والذهاب إلى المدرسة أو العمل، لذلك نراه دائم انتظار وقوع الحدث وليس وقت وقوعه مما يؤدي إلى الارتباك في تنفيذ الواجبات في تسلسلها الزمني، وإذا كان في استطاعته تلقي المعلومات المكانية المرئية، ألا أنه يخفق في إدراك ترابطاتها الزمنية، فيقوم بتخزين كلي للمعلومات كوحدة واحدة، ولا ينجح في القيام بعملية فرز وتحليل للمعلومة بصورة منفردة،الأمر الذي يتسبب في اختلال الربط بين زمان الفعل ومكانه،و بين تاريخ الحدث وموقع حدوثه. ويتابع المغربي: كما أنه لا يدرك مفهوم المكان، لذلك فهو يفتقد إلى الإحساس بالاتجاهات، والقدرة على الاستدلال إلى مواقع الأشياء، وعدم التعرف على البيئة المحيطة به، وقد نجده عاجزاً عن إدراك أين هو الآن؟ وإلى أين يذهب؟ وإلى من يعود هذا الشيء؟ وأين يقيم؟ وأين يقع منزله؟ فالتوحدي يستفيد من الإيضاحات والتوجيهات البصرية أكثر مما تفعله مثيلاتها السمعية، فهو قادر على تحويل الإيضاح والمعلومة والطلب البصري إلى فعل ونشاط بسهولة تفتقد إليها البدائل السمعية، إذ لا تخزن ذاكرة التوحدي في الغالب تحفيزات الإثارة السمعية فيلجأ عندها مضطراً إلى الصورة البصرية، التي هي أكثر منالًا بالنسبة إلى ذاكرته. علاقة تفاعلية ويؤكد المغربي أهمية بناء إطار أوأساس مهني وإنساني بين الأب أو الأم أو المعالج من جانب، والطفل من جانب آخر، وتأسيس علاقة حميمة وتفاعلية معه، والعمل بدأب ومثابرة لجعل الطفل يتخطى التصرفات التكرارية أوالمؤذية، والاعتماد على التشجيع والتحفيز، وخلق أجواء مثالية للتعلم والتعلم، والعمل على تعليم الطفل أن يبدأ بالكلام وتعلم اللغة، وإدراك أنه يمكن تعليمه أن يفرح، وكيف يكون عاطفياً، وكيف يركض نحو والديه، وكيف يحتضنهما، وتعليمه النظر إلى عيون من يحادثه، حتى يضحك ويتفاعل ويشارك الآخرين مشاعرهم. مشيراً إلى أن الطفل قد يتفاعل بعنف أو بشرود لكن من الممكن جداً أن يتعلم كيف يستوعب محيطه، وأن يشعر بمن حوله، كذلك هناك قاعدة أخرى مهمة، وهي أن الطفل يمكن أن يتمتع بذكاء عال وقدرة كلامية كاملة، لكنه يظهر صراعاً شديداً مع التأقلم والتكيف، لهذا فإن كل الأساليب الحركية الفعالة والحماسية تركز بشكل كبير على التنشئة الاجتماعية وبناء العلاقات. الثقة بالطفل ويوضح المغربي أن برنامج «صن رايز» يعتمد على الحب الخالي من الأحكام عن الطفل، والتشجيع المستمر لسلوك وأفعال الطفل أثناء مساعدته للتعرف على عالمه، والثقة بالطفل واحترامه، وجلسات اللعب المليئة بالطاقة والمودة والراحة، من خلال إظهار اتجاهات القبول والتعاطف الثابت والمستمر للطفل، والتركيز على استعمال التصرف التكراري للطفل لبناء الرابط، فإذا كان الطفل يمشي على أطراف أصابعه مثلًا، تقوم الأم بتقليده أو القفز معه إذا قفز، فأي سلوك نمطي- تكراري- يسلكه الطفل تقوم بتقليده والنزول إلى مستواه- الوقوف على الركبتين- والنظر في عيني الطفل، فإذا نظر إليَها ولو مجرد لمحة بسيطة تقوم بتعزيزه فوراً، فبالتالي سيقوم الطفل بسؤال نفسه «ما الذي فعلته حتى أُعزز؟» وسيعرف السبب وستكون نقطة بداية لتحسين التواصل البصري. ومن ثم يمكن تعليمه بدايات الكلام، فإذا كان الطفل يصدر مقطعاً صوتياً معين بشكل سريع ومتكرر تقوم بتكراره معه، وتستغل الموقف لإدخال بعض الكلمات «دُب» مثلاً - وتحضر له لعبة دب- أو كلمة دراجة- تحضر له دراجة- أو تجعله يتطلع على صورة دراجة، ولا تقاطعه وتشجعه. ويلفت إلى أنه إذا لم يتم الاهتمام بالطفل في مرحلة إصدار الأصوات وتطويرها فإن الطفل سيلجأ إلى الصمت، وسيكون من الصعب إخراجه منه، لذلك في البدايات يجب أن يركز معه على الكلمات وليس الجمل، واستغلال ترصيصه للمكعبات بقول «مكعب»، أو بمسكه للقلم ورسمه دوائر بقول «دائرة» ومن الأهمية أن تقوم الأم بتقليد الطفل وأن تنزل إلى مستواه كي تدخل عالمه ليشعر ويتأثر بها. لماذا تغيب ردود الأفعال؟ من أهم سمات الإعاقة التوحدية ، ضعف قدرة الطفل التوحدي على توظيف المعلومة واستخدامها في موقع آخر؛ لفشله في فهم الأحداث وربطها، فضلًا عن ضعف قدرة التركيز والانتباه لديه، إلى جانب الإخفاق في التعامل مع الطلبات المركبة التي تحتاج إلى توظيف الحواس السمعية والبصرية في آن واحد، لبطء تحول التركيز والانتباه بين القنوات البصرية والسمعية، مما يؤدي تحت ظرف معين إلى التردد والارتباك، ومن ثم الوصول إلى انعدام ردود الفعل، رغم الحساسية المفرطة في المجالات السمعية التي يستجيب لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©