الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا... ومرحلة ما بعد القذافي

أميركا... ومرحلة ما بعد القذافي
24 أغسطس 2011 00:13
هل تبينت صحة سياسة إدارة أوباما القائمة على الدعم الحذر للثوار الليبيين؟ قبل أسابيع فقط، كانت قوات الثوار تبدو مفتقدة إلى التنظيم، وبدا أن أمد قتالها من أجل خلع الدكتاتور معمر القذافي قد طال. وفي الولايات المتحدة، كان بعض المنتقدين يشتكون من أن البيت الأبيض قد ورط البلاد على ما يبدو في حرب أخرى لا نهاية لها. هذا في حين كان آخرون يتخذون الموقف المعاكس تماماً، حيث كانوا يدفعون في اتجاه تدخل أميركي أكثر قوة. واليوم، سيطر المقاتلون الثوار، المزودون بأسلحة خفيفة والمدعومون من قبل القوة الجوية لحلف شمال الأطلسي، على معظم ليبيا، بل ووصلوا حتى العاصمة طرابلس. وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي يوم الاثنين من منتجعه "مارثاز فينيارد" حيث يقضي إجازته: من الواضح أنهم بصدد الفوز. وقال أوباما "لقد انتهى حكم القذافي"، مضيفاً أن الوضع في ليبيا مازال متقلباً، ولكن الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد لمساعدة حكومة انتقالية. وقال أوباما أيضاً: "إن الأحداث الاستثنائية التي تعرفها ليبيا تذكّرنا بأن الخوف يمكن أن يذهب ويفسح المجال أمام الأمل". غير أن النصر الوشيك لم ينه الجدل في واشنطن بشأن ما إن كان أوباما قد اختار المسار الصحيح للتحرك في ليبيا. وفي هذا السياق، مازال بعض "الجمهوريين" يدفعون بفكرة أنه كان يتعين على القوات الأميركية أن تكون في المقدمة في ما يتعلق بالضربات الجوية في ليبيا، وليس المشاركة في إطار تحالف عام للناتو. وفي هذا الصدد، قال السيناتور جون ماكين (الجمهوري) عن ولاية أريزونا يوم الأحد الماضي خلال مقابلة على شبكة "سي. بي. إس" التلفزيونية: "إنني أشعر بالحزن بعض الشيء لأنه لم تكن ثمة ضرورة لتطول هذه الحرب كل هذا الوقت"، مضيفاً "كان يمكن للقوات الجوية الأميركية أن تقصر أمد هذه الحرب، ولكننا للأسف اخترنا (ألا نستخدم الوزن الكامل للقوة الجوية الأميركية). وقدنا من الخلف". وعلاوة على ذلك، يحذر خبراء في واشنطن من أن على إدارة أوباما وحلفائها في الناتو ألا ينخرطوا في "لحظة "انتهت المهمة"، ثم يحولوا انتباههم صوب مواضيع أخرى. ففي نهاية المطاف، فإن الدرس العراقي المر، يشير إلى أن أقسى وأخطر عمل ربما، في أوضاع تغيير الأنظمة، يحدث بعد الانتصار الأولي. وفي هذا الإطار، قال "أنتوني كوردزمان"، الخبير في الشؤون العسكرية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في تحليل يوم الاثنين للوضع في ليبيا: "إن إصلاح الحياة السياسية والحكومة والاقتصاد والقطاع الأمني لدولة ما يتطلب سنوات؛ وتغيير النظام ليس سوى الخطوة الأولى في العملية". إن الديمقراطية ليست سحراً، يقول "كوردزمان"، والولايات المتحدة في حاجة إلى أن تستعد لاحتمال أن تؤدي الانتخابات في ليبيا إلى انقسامات سياسية عميقة وتنتج فائزين يفتقرون إلى تجربة في الحكم. كما أن الإصلاح الاقتصادي، يمكن أن يجد صعوبة في إنتاج وظائف لسكان ليبيا الشباب الذين يزدادون بسرعة. وقال كوردزمان: "إن أقصى ما يمكن أن نقوم به هو تغذية مناخ نستطيع فيه أن نساعدهم على مساعدة أنفسهم". هذا يقتضي ربما مساعدة مالية. والحال أنه بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة الحالية في كل من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فإن تقديم المساعدة إلى ليبيا يمكن أن يكون شيئاً من الصعب جداً إقناع الناخبين بأهميته. وفي هذا الإطار، يقول ستيفان والت، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، على مدونة مجلة فورين بوليسي: "ألستم مسرورين لأن الولايات المتحدة وأوروبا يمتلكان الكثير من الوقت والمال ليخصصانه لإعادة إعمار دولة فاشلة محتملة ممكنة أخرى؟". أما بخصوص "الجمهوريين" الذين يسعون إلى استبدال أوباما، فإن نجاح الثوار الليبيين يمثل مشكلة سياسية نوعا ما. ذلك أن المرشح الأوفر حظاً"ميت رومني"، وعلى غرار مرشح 2008 السيناتور جون ماكين، انتقد أوباما لأنه لم يقم بالمزيد. وبالتالي، فإن مهمته ستتمثل على الأرجح في الترحيب بسقوط خصم قديم للولايات المتحدة هو القذافي، مع الاستمرار في الوقت نفسه في الترويج لفكرة أنه كان يمكن الحصول على هذه النتيجة بشكل أسرع بواسطة استعمال أكبر للقوة النارية الأميركية. غير أن "ميشيل باكمان" و"رون بول"، و"جون هانتسمان" تبنوا جميعهم وجهة النظر المعاكسة: أن لا مصالح استراتيجية للولايات المتحدة في ليبيا، وينبغي عليها ألا تضيع الوقت والمال في مساعدة الثوار. فالنائب "رون بول"، الذي يعارض كل تدخل عسكري للولايات المتحدة في الخارج تقريباً، من غير المرجح أن يغير آراءه في هذه الحالة. فأنصاره لا يتوقعون شيئاً أقل من ذلك. أما النائبة "ميشيل باكمان"، فتوجد في وضع أكثر صعوبة وإحراجاً؛ ذلك أنها لئن كانت هي القائلة إنه لا دخل للولايات المتحدة في ليبيا، فإنها اتهمت في الوقت نفسه الثوار بأنهم يضمون في صفوفهم بعض أنصار تنظيم "القاعدة". وأغلب الظن أنها ستستمر في التحذير من أخطار تصاعد الحركة السلفية، مع الاحتفال في الوقت نفسه بسقوط خصم قديم للولايات المتحدة. بيتر جرير واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©