الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انخفاض القتلى المدنيين في أفغانستان

13 أغسطس 2012
جو ستيفنسون كاتب ومحلل سياسي أميركي انخفضت بشكل لافت للنظر أعداد المدنيين الأفغان الذين يلقون حتفهم جراء أعمال العنف التي تقع بين الحين والآخر في أفغانستان، وذلك بنسبة 15 في المئة خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ذلك ما جاء على لسان مصادر تابعة لهيئة لأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي، استناداً إلى أرقام وإحصائيات جمعتها ووثقتها مكاتب المنظمة الدولية في أفغانستان وموظفوها العاملون على الأرض هناك. لكن رغم ذلك فإن تلك المصادر الأممية حذرت من أن انخفاض عدد الضحايا والخسائر المدنية في الأرواح لا يجب أن يُنظر إليه على أنه مؤشر على أن أفغانستان باتت تتحول إيجابياً لتصبح أقل عنفاً وأكثر أمناً مما كانت عليه في المراحل والأعوام السابقة. وفي معرض تعليقه على هذه النقطة تحديداً يقول "نيكولاس هايسوم"، وهو نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى أفغانستان، يقول: "إن تلك الأرقام المنشورة من قبلنا، لا تعكس بالضرورة تحركاً أو تحولا أفغانياً نحو مجتمع آمن ومستقر تماماً... بل أنه يمكننا القول إن الأرقام التي أُعلنت اليوم تعكس حقيقة وجود صراع مسلح لا زال متواصلا ولم يفتأ يكبد المدنيين خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، على نحو مماثل تقريباً لتلك المستويات التي كانت سائدة خلال عامي 2009 و2010". هذا، وكعادتها في كافة تقاريرها السابقة، فقد أرجعت الأمم المتحدة في تقريرها الأخير، الغالبية العظمى- والتي تصل إلى ما نسبته نحو 80 في المئة من الخسائر في صفوف المدنيين- إلى العمليات التي تقوم بها حركة التمرد المسلح متمثلة في "طالبان" وحليفها تنظيم "القاعدة". وكما هو معلوم فإن أعداد المدنيين الذين قتلوا أوجرحوا خلال الأحد عشر عاماً التي انقضت منذ أن قامت الولايات المتحدة بغزو أفغانستان وإطاحة "طالبان" من الحكم فيها... منذ ذلك الوقت وإلى الآن، لازالت تلك الأعداد تعتبر مقياساً من المقاييس التي تتخذها "قوة المساعدة الأمنية الدولية" (واختصارها إيساف)- وهو الاسم الذي يطلق على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة- دليلا لإثبات مدى تقدم الجهود التي تقوم بها القوات الأجنبية بهدف إحلال السلام والاستقرار في ذلك البلد المضطرب. ويشار في هذا السياق أيضاً إلى أنه من المقرر سحب القوات المقاتلة للولايات المتحدة الموجودة في أفغانستان، وذلك بحلول نهاية عام 2014، وأن من بين الأسئلة الرئيسية التي تتردد في هذا الشأن ذلك السؤال المتعلق بما إذا كانت حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ستكون قادرة على الاضطلاع بمهمات حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار وخوض العمليات القتالية الطويلة ضد قوات "طالبان" التي تتواجد وتنشط في العديد من الأماكن في مختلف أنحاء ومناطق البلاد أم لا؟ وكان التقرير الذي أعدته "مهمة المساعدة" التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان، قد أكد بالوثائق والأدلة القوية أن عدد القتلى من المدنيين في الفترة ما بين يوم الأول من يناير من هذا العام وإلى غاية يوم 30 يونيو منه، قد بلغ 1,145 مدنياً، هذا في حين بلغ عدد الجرحى 1,954 مدنياً. وقد جاء في ذلك التقرير: "كانت العناصر المناوئة للحكومة- التعبير المختصر للدلالة على طالبان وغيرها من الجماعات المتمردة في أفغانستان- مسؤولة عن مصرع 882 مدنياً وجرح 1,593 آخرين... أما القوات الموالية للحكومة -التعبير المختصر أيضاً للدلالة على قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وكذلك القوات الأمنية التابعة لحكومة حامد كرزاي- فكانت مسؤولة عن 10 في المئة فقط من الخسائر الإجمالية، والتي بلغت 165 قتيلا مدنياً و131 مصاباً مدنيا كذلك. وقد جاء في التقرير أيضاً أن "حول 10 في المئة من الخسائر التي وقعت في صفوف المدنيين- بما فيها القتلى والجرحى معاً- لا يمكن إرجاعها بشكل محدد إلى القوات المناوئة للحكومة أو القوات الموالية للحكومة". وقد ردت "طالبان" من جهتها على تقرير الأمم المتحدة، وذلك بالقول على لسان متحدثها الرسمي "ذبيح الله مجاهد"، إن التقرير "منحاز" كالعادة، كما رفضت المزاعم الأممية القائلة بأنها مسؤولة عن 80 في المئة من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين خلال الفترة المذكورة. وأعلن "مجاهد" اختلافه مع الوصف الذي تتبناه الأمم المتحدة لتعريف المدنيين، وقال إن "طالبان" تستهدف أي شخص يعمل مع القوات الأجنبية ومع حكومة كرزاي المتحالف مع الأميركيين. ومما قال مجاهد في معرض توضيحه لهذه النقطة: "نحن لا نعتبر هؤلاء الذين يعلمون لمصلحة الحكومة الأفغانية أو لمصلحة القوات الأجنبية، مدنيين". وأضاف: "في الماضي كانت مهمة الأمم المتحدة في أفغانستان تقوم بإحصاء الحراس الأمنيين الذين يحرسون قوافل إمداد الناتو على أنهم مدنيون، وذلك نظراً لطبيعة المهمة التي يقوم بها هؤلاء الحرس. وأود أن أقول هنا بوضوح أن مثل هؤلاء الأشخاص يمثلون هدفا لنا لأنهم يتعاونون مع الأعداء ويساعدونهم ويقدمون الدعم والمساندة لهم". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©