أول محطة لري المزروعات من المياه المعالجة بأبوظبي مايو المقبل

تباشر هيئة البيئة - أبوظبي في مايو المقبل تشغيل أول محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في الإمارة، التي ستستخدم مياهها لري 220 مزرعة في منطقة النهضة بعد معالجتها رباعياً، بما يوفر يومياً ستة ملايين جالون من المياه في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط على المياه الجوفية في الإمارة. ‎وأوضح ماجد المنصوري أمين عام هيئة البيئة أن الهيئة بالتعاون مع شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي تتولى تطبيق المشروع في منطقة النهضة، لافتاً إلى أن نسبة الإنجاز في المشروع تقدر الآن بـ25%، حيث تسلمت الشركة السنغافورية التي رسا عليها عطاء تنفيذ المشروع الموقع وبدأت بعملية إنشاء المحطة. ولفت المنصوري إلى أن المحطة التي سيتم بناؤها في منطقة النهضة بطاقة إنتاجية تصل إلى 6 ملايين جالون من المياه يومياً، تهدف إلى توفير المياه الصالحة للزراعة بهدف ترشيد استهلاك المياه الجوفية المستخدمة في هذه المزارع والتي تضخ من مسافات طويلة، علماً أنه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة للتأكد من نوعية المياه الخارجة من المحطة والتي تستخدم أحدث التقنيات للمعالجة المتقدمة باستخدام الأغشية. وأوضح الدكتور محمد داوود مدير إدارة الموارد المائية في الهيئة أن الاستفادة من المياه الجوفية المعالجة تفيد باتجاهين؛ الأول التخفيف من كميات مياه المجاري التي يتم إلقاؤها في البحر وبالتالي التخفيف من المشاكل البيئية على البحر بما في ذلك نمو الطحالب والمد الأحمر، والاتجاه الثاني أنها تفيد اقتصادياً، لا سيما أن معالجة كل متر مكعب من مياه المجاري لا تزيد تكلفتها على درهمين. وأفاد بأن المشروع بتطبيقه على مستوى الإمارة سيتيح المجال للاستفادة من منتجات شبكات الصرف الصحي في الإمارة البالغ عددها 24 شبكة صرف صحي، والمقدر إنتاجها بـ 280 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي، وبالتالي تقليل الكميات التي يتم إلقاؤها في البحر علما بأن 70 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالجة في محطة المفرق يستفاد منها في ري الحدائق. وحول نوعية المياه التي ستنتجها هذه المحطة، قال داوود إن المياه تعتبر ذات جودة عالية، حيث ستتم معالجتها بمحطة المفرق إلى الدرجة الثلاثية ثم تقوم محطة التحلية في النهضة بمعالجتها بالأغشية إلى درجة متقدمة، بحيث تصلح للأغراض الزراعية، مشيراً إلى أن المزارع التي ستستفيد من هذه المياه يزرع فيها النخيل والرودس وبعض الأعلاف الحيوانية. ويذكر أن المزارع والغابات والمتنزهات تعتبر أهم القطاعات المستهلكة للمياه، حيث تصل النسبة إلى 76% من إجمالي الطلب على المياه في الإمارة، ويتم استهلاك النسبة المتبقية في القطاعات الأخرى (المنزلية والصناعية والتجارية والحدائق العامة والمتنزهات). ويتم تزويد القطاع المنزلي بالمياه المحلاة عن طريق هيئة مياه وكهرباء أبوظبي. إحصائيات يوجد بإمارة أبوظبي ما يقرب من 25 ألف مزرعة تستهلك سنوياً نحو 1,741 مليون متر مكعب. ويتم إنتاج هذه المياه من الخزانات الجوفية متوسطة الملوحة. كذلك يوجد بالإمارة 259 غابة بمساحة إجمالية تصل إلى 181 ألفاً و169 هكتاراً. وتستهلك هذه الغابات ما مقداره نحو 362 مليون متر مكعب في السنة من المياه الجوفية. ويصل الاستهلاك السنوي في إمارة أبوظبي إلى 800 مليون متر مكعب في السنة، وتتدهور مستويات ونوعية المياه الجوفية في العديد من المناطق نتيجة السحب العشوائي غير المنظم، خصوصاً للاستخدامات الزراعية ولري الغابات، والتي تمثل حوالي 58% و18% على التوالي من الاستهلاك الكلي للمياه في الإمارة. ‎ويقدر الاستهلاك اليومي للفرد من المياه في إمارة أبوظبي بحوالي 560 لتراً من المياه وهو ما يعد من أعلى المعدلات العالمية، وفقاً لاستراتيجية البيئة للإمارة للأعوام 2008 - 2012. ‎وتهتم السياسة المائية في إمارة أبوظبي وفقاً لاستراتيجية البيئة للإمارة في زيادة إمدادات المياه أكثر من التركيز على زيادة كفاءة الاستخدام، وذلك من خلال تحسين إدارة الطلب.