الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات الصينية تفشل في تهديد العمالقة

السيارات الصينية تفشل في تهديد العمالقة
1 نوفمبر 2006 23:17
إعداد - محمد عبدالرحيم: لا تكاد تشرق شمس يوم من الأيام حتى تدور حركة المصانع في معظم المدن والاتحاد الصينية وهي تفيض بأمواج هائلة من الصادرات التي تغمر الأسواق الأميركية والأوروبية بأقراص الـ''دي في دي'' وأفران المايكرويف وقطع الأثاث والغسالات الآلية والأحذية وغيرها من المنتجات والسلع· ولم يعد من المستغرب في ظل هذا التقدم المتسارع الخطوات الذي تحققه الثورة الصناعية الجديدة في الصين أن تعتري المخاوف الشركات المصنعة للسيارات في الغرب من أن السيارات الصينية سوف تغزو هذه الأسواق لا محالة وفي موعد قريب· وعلى العكس من ذلك فقد تبين مؤخراً أن هذا الموعد سوف لن يكون قريباً ناهيك عن اكتمال العناصر الخاصة بهذا الغزو في الأساس· وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' مؤخراً فعلى الرغم من تنامي القلق والمخاوف من أن الصين سوف تتمكن وبسرعة من فتح وانتزاع صناعة مهمة أخرى إلا أن الأمر بدا الآن وكأنه يحتاج إلى العديد من السنوات على الأقل قبل أن يتمكن مصنعو السيارات الصينيون من الشروع في تصدير أعداد كبيرة من السيارات التي يقومون بتصميمها وتصنيعها على حد سواء· وكان هؤلاء المصنعون قد اعتزموا بيع السيارات التي تحمل علاماتهم التجارية في الولايات المتحدة الأميركية في موعد قريب لا يتجاوز عام 2007 قبل أن يسارعوا إلى تمديد موعد هذه الخطة بمقدار عامين، أما الآن فإن بعض المدراء التنفيذيين في صناعة السيارات أدركوا فيما يبدو أن هذا الموعد من الممكن أن يمتد إلى عام 2020 قبل أن يصبحوا مستعدين للاستحواذ على حصة معقولة في سوق السيارات العالمي· ويعود السبب في ذلك إلى أن الصناعة الصينية برغم ما تميزت به من براعة فائقة الا ان تصنيع السيارات بشكل يناسب الحس والذوق الغربي قد برهن على صعوبة أكبر بكثير مما كان يتوقعه مصنعو السيارات· قصور تكنولوجي وفي الوقت الذي باتت فيه السيارات الصينية تتسم بالمصداقية ورخص التكلفة إلا أنها حتى الآن لم تتخذ لنفسها السمات الابداعية الخاصة بها ولا معايير الأداء والسلامة والانبعاثات التي تميزها عن الآخرين ناهيك عن المهارة الخاصة بتسويق والترويج لهذه الماركات التجارية المحلية في أرجاء العالم الأخرى· وفي أحد الأمثلة الأكثر وضوحاً، قام ناد للسيارات الألمانية باختبار إحدى السيارات الـ700 من فئة السيارات الرياضية التي تم شحنها الى أوروبا من قبل المصنعين الصينيين وخرج بنتيجة أدت إلى إحباط وإذلال المشرفين على صناعة السيارات الصينية والتي تتكون في معظمها من الشركات المملوكة للدولة حيث حصلت سيارة ''لاند ويند نيو فيجن'' الصيفية على أسوأ تصنيف يمنحه النادي لسيارة على الإطلاق لجهة تعرضها وتأثرها بالصدمات في تاريخه الطويل في الاختبارات والذي استمر طيلة 20 عاماً· وكما يقول لورانس آنج عضو مجلس الإدارة الذي يشرف على التمويل الخارجي لمجموعة (جيلي) المصنعة للسيارات ''ان معظم الشركات الصينية التي تتهيأ للتصدير تحول الآن لاتباع المزيد من الحذر لأن هذه المهمة تتسم بصعوبة بالغة''· علاوة على ذلك، ظل مصنعو السيارات الصينية يواجهون مشكلة تتمثل في ارتفاع الأجور بشكل مستمر في نفس الوقت الذي تكتسب فيه العملة الصينية المزيد من القوة في قيمتها ما يجعل الصادرات الصينية أكثر غلاء في الخارج· مصائب قوم! بيد أن هذا التأخير بات يمثل أنباء سارة فيما يبدو لمصنعي السيارات الأميركيين الذين شرعوا في دفع آلاف العاملين نحو مرحلة التقاعد المبكر وإغلاق المصانع بسبب استمرارهم في فقدان حصص مبيعاتهم لصالح المنافسين الأجانب خاصة اليابانيين· ومما لا شك فيه فإن الوقت المحتسب بدل الضائع من أجل الاستعداد للانقضاض على الصينيين سوف يساعد مصنعي السيارات الاميركيين لحماية مواقعهم المتقدمة وهو الأمر الذي من شأنه أيضا ان يؤدي الى تهدئة وتفريغ الاحتقان الناجم عن تضخم العجز التجاري الاميركي مع الصين الذي بلغ مستوى 185 مليار دولار· ولا تملك الصناعة الصينية وصفة سحرية على ما يبدو في صناعة السيارات· وتهيمن على الصناعة المشروعات المشتركة التي يقودها الأجانب والشركات التابعة للشركات المتعددة الجنسيات والتي شرعت في إنتاج السيارات من أجل بيعها أولاً في السوق المحلية ثم التخطيط لتصديرها لاحقاً للخارج· ---------------
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©