الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كيف يصبح المستحيل ممكناً؟

23 أغسطس 2011 23:56
إذا كانت السياسة تعرف بفن الممكن، فإن الرياضة هي أن تحقق المستحيل بشرف، الفرق بين المصلحتين لدى عامة الناس قد لا يكون كبيراً، إلا أن واقع الأمر لدى أصحاب الإرادة كبير جداً، لأنهم يؤمنون بالعمل الجاد والمتقن ويركبون الصعاب لتحقيق المستحيل، إذا ما أرادوا صنع إنجاز لوطنهم، مهما كانت الصعاب ولا يلتفتون إلى الوراء لاستعراض تجارب الفاشلين. سأل الممكن المستحيل: أين تسكن؟، فقال في أحلام العاجزين، والعاجزون هم من يخافون الفشل ويرضون بما لديهم من قناعة شخصية بأن ليس بالإمكان أفضل مما كان. هذا ينطبق على أوضاعنا الرياضية وما نعيشها من ضبابية تمنعنا من السعي إلى التغيير خوفاً من أن يكون القادم أسوأ وهذه سمة المتقاعسين.. أعداء التغيير تطبيقاً لمقولة الذي يعمل يخطئ ونراوح مكاننا لا نعيش التحدي التي هي سمة الحياة، ومن لا يعيش التحدي تصبح حياته رتيبة مملة بلا هدف ولا أمل. كثيرا ما ننتقد واقعنا الرياضي برتابته الحالية، ولدينا الكثير من أفكار التطوير والتي تظل حبيسة الأدراج، ولكننا لم نبادر إلى وضع آلية لهذا التغيير واستقراء المستقبل، لأننا لا نريد أن نفتح جبهات للانتقاد ولو لفترة قبل أن تتشكل لدينا قناعات ويصبح التغيير الذي ننشده ملامسا لواقعنا ومنسجما مع تطلعاتنا. ناقشنا زيادة عدد أندية الدرجة الأولى المحترفة، وناقشنا سلبيات توقف الدوري، وأشبعنا الاستعانة بحكام من الخارج وتغنينا بالمدرب المواطن وقاتلنا لزيادة عدد اللاعبين الأجانب في الفرق الأوائل والرديف والشباب وخصخصة الأندية، ولكن لم نصل لقناعة تامة لأخذ زمام المبادرة، لأننا لم نغير من واقع الحال ولم نجرب البدائل حتى يكون حكمنا صحيحاً على كل ما ناقشناه ولم نخلص إلى ماهو الأنسب لكرتنا باعتبار كل ذلك من المستحيلات. أصوات علت بعد الإخفاقات الآسيوية، تقاذفنا الاتهامات، وانتظرنا ردود الأفعال. بعض المطالبين ناشدوا الاتحاد ضرورة التغيير في كل عناصر اللعبة، إداريين ومدربين، والبعض طالب بتغيير سياسة الاتحاد في الاستعانة باللاعبين الأجانب وتحديد مراكز اللاعبين لتتاح الفرصة للاعبين المواطنين لأخذ فرصتهم مع أنديتهم ومطالبات عديدة أخرى، إلا أنه لم يصر إلى واقع وأجندة للمناقشة بعقلانية للتعرف على مكامن الخطأ، وبالتالي نراوح مكاننا، ولا تفكير جدياً في إجراء التغيير. قد تكون بعض الآراء معقولة ومنطقية وقد تكون الأندية على صواب. وعناصر اللعبة ترى بوادر إيجابية في الطرح، إلا أننا لا ننظر إليها نظرة جدية ونفكر في تغيير الواقع تجنباً لأن ينعكس التغيير سلباً على واقعنا الرياضي الذي أرى أنه لن يكون أسوأ من الحالي. لا أقول ذلك لكي يفسر على أنه انقلاب على الواقع والجري وراء التغيير، وإنما لعل التغيير ينتشلنا من مستنقع الإخفاقات إلى واقع ملائم لمستقبلنا الرياضي بدلا من ضياع الوقت والتباكي على ما فاتنا من الوقت والجهد والمال، ونحن نراوح مكاننا. بالتحدي نصل إلى مراتب الكمال، وبالتغيير نحقق ذلك، دعونا نحاول إسقاط المستحيل واستبداله بالممكن كبديل استراتيجي في معالجة الواقع الذي أصبح مريراً في مواجهة جبل المستحيل الذي يعترضنا وهذا هو الفرق بين الاثنين. عبدالله إبراهيم | Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©