الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الدعاء».. عبـادة إسلاميـة

«الدعاء».. عبـادة إسلاميـة
26 فبراير 2016 00:52
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء الأزهر أن الدعاء عبادة وطاعة لله عز وجل، مطالبين كل مسلم بأن يتقرب إلى الله تعالى بهذه العبادة، فقد خاب من تركها، وقد أفلح من أدرك أهميتها وواظب عليها في حياته اليومية. وأن للدعاء مكانة عظيمة وشأناً جليلاً في الدين الإسلامي، نظراً لكونه استعانة من العبد الضعيف بالله القوي المتين، مشيرين إلى أن هناك آداباً وضوابط ينبغي على المسلم أن يراعيها عند دعائه لله تعالى، منها الخشوع وحضور القلب مع اليقين بالإجابة، وأن يلح المسلم في الدعاء ويكرره، وأن يتوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى، وكذلك يتوسل إلى الله تعالى بصالحِ عمله. شأن جليل وأوضح د. عبد المقصود باشا، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن للدعاء مكانة عظيمة وشأناً جليلاً في الدين الإسلامي، نظراً لكونه استعانة من العبد الضعيف بالله القوي المتين، وقد أشار القرآن العظيم في أكثر من آية كريمة إلى ضرورة أن يدعو المسلم ربه في وقت الشدة ووقت الرخاء، ويكون على يقين بأن الله تعالى قريب منه ويسمعه إذا دعاه، فقال جل شأنه في كتابه العزيز: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»، وفي موضع آخر يقول عز وجل: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، «سورة غافر: الآية 60»، وإلى نفس المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف «إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً»، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: «ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء». كما قال صلى الله عليه وسلم: «ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم». الدليل القاطع وقال د. باشا: كل هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية توضح بالدليل القاطع أهمية الدعاء في الإسلام باعتباره شعيرة عظيمة من شعائر الدين الحنيف، ومن ثم لا ينبغي على أي مسلم أن يتجاهل هذه الشعيرة الإسلامية، وعليه أن يواظب عليها في حياته اليومية، فالدعاء من وسائل تفريج الكرب على المسلم في وقت الشدة، كما أنه من وسائل حمد الله تعالى وشكره في وقت الرخاء، ومن يعزف أو يتكاسل عن الدعاء فإنه يخسر خسراناً مبيناً. وأضاف د. باشا: والمسلم مطالب بأن يدعو ربه في كل وقت وحين. أما الإجابة، فموعدها عند الله سبحانه وتعالى، فهناك من تستجاب دعوته على الفور، وهناك من تتأخر إجابة دعوته، وقد ورد في الأثر أن الداعين عندما يرون أثر دعواتهم التي لم تستجب وأجورها لودوا أن لو لم تستجَب لهم دعوة واحدة، وفي هذا الشأن أشار القرآن الكريم أن نبي الله موسى وأخاه هارون - عليهما السلام - كانا يدعوان الله سبحانه على فرعون، ولم تأت الإجابة إلا بعد 40 سنة، فقال تعالى: (قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، «سورة يونس: الآية 89»، فهذا نبي الله يدعو ربه وينتظر 40 سنة، فكيف هو الحال بالنسبة لنا، ومن ثم علينا فقط أن ندعو الله ونصبر على إجابته، ولا يقنط أحد من رحمة الله ويقول إنه لا يستجاب لي، وذلك لأن لله سبحانه وتعالى له حكمة في إجابة دعوة العبد فوراً أو تأخيرها، وفي هذا الشأن قال عز وجل: (لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ)، «سورة فصلت: الآية 49». حضور القلب وفي السياق ذاته، تعتبر د. آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، الدعاء عبادة وطاعة لله عز وجل، حيث روى النعمان بن بشير رضي اللَّه عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «الدعاء هو العبادة»، مشيرة إلى أن بهذه العبادة والطاعة يتقرب المسلم إلى ربه، وبها يلجأ إليه إذا ضاقت عليه الدنيا أو أصيب بمكروه، وبها يشكر الله تعالى ويحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، مؤكدة أنه خاب من ترك هذه الطاعة وتلك العبادة، وقد أفلح من أدرك أهميتها وواظب عليها. وقالت: آداب الدعاء وضوابطه عديدة ومتنوعة، ويجب على المسلم أن يراعي هذه الآداب عند دعائه لله تعالى، ومن هذه الآداب أن يبدأ الدعاء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن لا يستعجل الإجابة، وألا يتكلف السجع في الدعاء، ولا يرفع صوته به، واستقبال الداعي القبلة مع رفعِ اليدين، والخشوع وحضور القلب في الدعاء، مع اليقين بالإجابة، وأن يلح في الدعاء ويكرره، وأن يتوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى، وكذلك يتوسل إلى الله تعالى بصالحِ عمله. وتضيف د. آمنة: للأسف الشديد انحرف الكثير منا عن آداب الدعاء وعن جوهره الحقيقي ورسالته النبيلة، فقد تحول في أيامنا هذه من عبادة إلى عادة من العادات، ومن طاعة إلى مجرد لسان يتحرك تحركاً آلياً، وترفع الأيدي ارتفاعاً شكلياً، بل إن هذا اللسان الذي يردد الدعاء، طالما أكل لحوم الناس ونهش أعراضهم، وطالما اغتاب ونم، وكذب وخدع، وأفسد وآذى، فعلينا أن نعي لذلك كله، وأن نعود إلى المنهج الصحيح الذي رسمه لنا الإسلام الحنيف، فلا يعقل أن ترفع الأيدي بالدعاء وهي ملطخة بالمعاصي والآثام، وقد فعلت الفواحش، وأتت المنكرات، علينا أن نصلح قلوبنا أولاً ثم نتجه إلى الله عز وجل بأيدٍ نظيفة، ونعزم على ألا نعود إلى المعاصي أبداً حينها سوف يرى الجميع منا أثر الدعاء، وإن تأخرت الإجابة فإن في ذلك خيراً كثيراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©