الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي.. أنامل الحرفيات تنسج ذاكرة الماضي

ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي.. أنامل الحرفيات تنسج ذاكرة الماضي
8 ديسمبر 2018 00:41

هناء الحمادي (أبوظبي)

يستخدم التلي في التزيين، إذ تتم صناعته بواسطة ست بكرات من الخيوط المعروفة بـ«الهدوب» الملونة، حسب الرغبة، وتجمع أطرافها بعقدة مشتركة، تثبّت بإبرة صغيرة على المخدة المعروفة قديماً باسم «الكاجوجة»، التي يثبت عليها طرف البكرة من خوص التلي.
وعن هذه الحرفة، بمنطقة الحرفيين في مهرجان الشيخ زايد التراثي، تقول زليخة سعيد الهاشمي: «التلي شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية ممزوجة مع الشرائط الذهبية أو الفضية، والتي تمتاز باللمعان، ويستخدم التلي غالباً في تزيين أكمام وياقات الأثواب والسراويل النسائية، وتستخدم المرأة في نسج التلي «الكاجوجة»، وهي وسادة مستندة على قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وغالباً ما تستغرق مدة صناعة التلي بين شهرين وستة أشهر».
وتضيف الهاشمي: «تعد صناعة التلي واحدة من أعرق صناعات التطريز في الإمارات، لكونها جزءاً مهماً من التراث الشعبي والموروث المجتمعي، وهي مهنة متوارثة عبر الأجيال، وتدخل عمليات حسابية معقدة في صناعتها، لا يتقنها إلا من امتهنها، واكتسب خبرات متراكمة عبر السنوات».

«الكرخانة»
الكرخانة.. واحدة من الآلات المستخدمة في الماضي، ولم يكد بيت يخلو منها، إذ كان وجودها للاستخدام الشخصي، وبعض النسوة استخدمنها كمهنة، فهي أداة مساعدة في خياطة الملابس والتطريز، ارتبطت بها المرأة الإماراتية كثيراً، لخياطة ملابسها وملابس أفراد أسرتها بنفسها، فلم تكن هناك محال خياطة تستعين بها في ذلك الوقت.
وفي منطقة الحرفيين، يعلو صوت الكرخانة بأنامل هدى محمد، التي كانت أياديها تتسارع لخياطة «جلابية» صغيرة لطفلة في عمر المهد، وبرغم مشاركتها المستمرة في مهرجان الشيخ زايد التراثي، إلا أنها تجده فرصة ليتعرف جيل اليوم إلى حرف الآباء والأجداد.
وتقول هدى: «الكرخانة ماكينة تقليدية، كانت مخصصة لحياكة الملابس بالطرق التقليدية، ولها قيمة كبيرة عند النساء في الماضي، وقد اشتهرت الكثير من النساء في الماضي بهذه الحرفة، حيث كن يقمن بخياطة الملابس بأنواعها المختلفة». وتضيف: «أثناء عملية التفصيل كانت المرأة تستخدم يديها والذراع في تحديد مقاسات الطول والعرض، وكانت البساطة في استخدام هذه الآلة، إلا أن الملابس كانت تخرج جميلة ومميزة».
وتوضح هدى أن مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي يقام في الوثبة، يعد من المهرجانات الناجحة، حيث جمع الكثير من الحرف التقليدية لكل الدولة المشاركة، كما جمع الزوار على كنوز الموروثات الشعبية التي لها قيمة تاريخية وحضارية.

زليخة الهاشمي بارعة في حرفة التلي

الثوب الإماراتي
عتيجة علي المحيربي، عكفت على حياكة الكثير من الأثواب الإماراتية للأهل والجيران وبنات الفريج، ولها باع طويل في المحافظة على الهوية الوطنية بخياطة الثوب الإماراتي الذي يتجلى بطرازه القديم وبتفاصيله الدقيقة، وباعتبارها عضوة في الاتحاد النسائي العام، دربت الكثير من جيل اليوم من الفتيات على طريقة خياطة الثوب والتلي. وتقول المحيربي: «نشأت وتربيت في كنف والدتي التي تعلمت منها حرفة تعيننا على متطلبات الحياة في الماضي، وبالفعل اكتسبت أناملي خبرة واسعة في التطريز اليدوي للأزياء الشعبية التي تعكس الحس الجمالي والذوق للمرأة الإماراتية، التي كانت ترتديها في المناسبات السعيدة والأعراس».
وتوضح المحيربي «ما يميز هذه الملابس أنها تمتاز بنقوش ورسومات تحمل مسميات ومعاني كثيرة مطرزة بخيوط ذهبية وفضية استخدمت عبر التاريخ، مثل «بوتيله»، وهي الكرات الصغيرة البلورية الشفافة الملونة التي كان يلعب بها الأطفال سابقاً، وهو ثوب قطني ألوانه مختلفة، وبه دوائر، ويتميز بالتطريز الخفيف وهو للاستخدام اليومي، أما «المزراية»، فهو ثوب أو كندورة تستخدم للمناسبات المختلفة، ومصنوعة من الحرير الهندي، ويسمى «الكازو أو الكاجو»، والقماش الأصلي يأتي بألوان مختلفة.
وتضيف: «أما عن أسماء الملابس، فهناك، «بوطيرة»، وهي من أجمل القطع القماشية التي ترتديها المرأة في المناسبات، لكونها مصنوعة من الحرير، وتطرز بنقوش ملونة على شكل وردة باستخدام خيوط حريرية تسمى «البريسم»، وتشتري المرأة القطعة الخام ثم يتم تطريزها من ناحية الصدر والأكمام بألوان متناسقة لتظهر جمالها، وذلك باستخدام التلي أو الخوار، وهناك أيضاً «بوقليم»، وهو ثوب مكون من قماش، يكون مخططاً بخطوط طولية رفيعة، ومطرزاً بالخوار أو التلي، وفي بعض الأحيان تفضل المرأة أن تخيط طقماً من نوع القماش نفسه، مثل الكندورة والسروال».

بهجة «السدو»
تشارك بخيتة هلال المنصوري كل عام في مهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث يبرز دورها في مهارة حرفة تقليدية تراثية ما زالت أناملها تتفن حياكتها، وهي «السدو»، وتقول المنصوري:«السدو قديماً يعتبر من الأشياء الأساسية التي لاغني عنها، فمسكن البدوي كان عبارة عن بيت شَعْر مصنوع من شعر الماعز وصوف الأغنام، وكانت الخيمة أو بيت الشعر تمثل الملجأ الواقي الذي يرتاح فيه من عناء العمل، لما يتضمنه بيته من المنسوجات الزاهية بألوانها ونقوشها الجميلة».
وكانت المرأة تستعمل الألوان الصارخة كالأحمر والبرتقالي في منسوجاتها لتضفي البهجة على المكان، معتمدة على الصوف بألوانه الطبيعية، مع الاستعانة ببعض النباتات الصحراوية في تلوين الأصواف، مثل العرجون والعرفج بزهوره الصفراء ونبتة الفيحاء، وهي متوافرة في الأماكن الصحراوية، حيث تجفف هذه النبات، وتستعمل في الصباغة، فالعرجون والعرفج يعطيان اللون الأصفر، أما الفيحاء فتعطي لوناً وردياً مائلاً إلى البني.

 الخوص حرفة آمنة النعيمي

جدائل الخوص
صناعة الخوص، من الحرف اليدوية التراثية، التي تميزت بها النساء قديماً، لأنها تعتمد على تجديل الخوص ليشبه الظفيرة، ومن تلك الجدائل الخوصية خرجت السلال والمكبة والجفير.
وفي منطقة الحرفيين تجلس آمنة يوسف النعيمي، وأمامها الكثير من الأنواع التي حاكتها بأناملها بصبر وجلد، حيث تفننت في صناعتها بأحجام وأشكال مختلفة. وعن ذلك تقول «انتشرت هذه الحرف في الماضي داخل الكثير من البيوت، خاصة مع توافر مزارع النخيل، حيث أصبح الحصول على الخوص من الأمور السهلة».
وتضيف: تعلمت صناعة الخوص من والدتي منذ 40 سنة، حيث كنت أشاهدها وهي تحضر السعف وتشققه وتبله في الماء ثم تتركه تحت أشعة الشمس لفترة بسيطة، حتى يجف، ثم تبدأ بتجديله، مبينة أن استخدامات الخوص متعددة كصناعة الأدوات المنزلية، والحصير والمهفة والأواني المنزلية، كالأطباق والسلال والسفر والمكانس وأدوات الزينة وغيرها من الاستخدامات. وأشارت النعيمي إلى أن زوار المهرجان، يقبلون على شراء المنتجات المصنوعة من سعف النخيل بشكل كبير، لاستخدامها للزينة في المنازل ولحفظ التراث وجمالياته.

اقرأ أيضاً... حرفيون يسردون حكايات البحر وأسراره في مهرجان الشيخ زايد التراثي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©