الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإسلام .. نموذج حضاري في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى

الإسلام .. نموذج حضاري في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى
26 فبراير 2016 00:50
حسام محمد (القاهرة) تنظيم داعش الإرهابي يتبنى حملة ممنهجة لما وصفه بنشر الإسلام في أوساط غير المسلمين في المناطق التي يسيطر عليها، وعملاء ومقاتلو التنظيم يهددون غير المسلمين باعتناق الإسلام بقوة السلاح ما دعا بعض أعداء الإسلام إلى أن يروجوا لما زعمه الكثيرون من قبل أن الإسلام انتشر بحد السيف. حقيقة بديهية يقول الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري الأسبق: داعش لا يمت للإسلام بصلة، وهذه حقيقة بديهية أكدها كل علماء الدين والمرجعيات الإسلامية في الشرق والغرب، ولكن للأسف فإن أعداء الإسلام الذين يتحينون الفرص لتوجيه سهامهم المسمومة تجاه الدين الحنيف وجدوا في ممارسات ذلك التنظيم الإرهابي فرصة لترديد مزاعمهم أن الإسلام انتشر بحد السيف، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فالإسلام انتشر وسيبقى بإن الله تعالى إلى يوم الدين بالحسنى وليس بالقوة. والواقع يؤكد أن العناصر التكفيرية والإرهابية المتلبسين بلباس الدين الإسلامي والجهلة بمضامينه الحقيقية أو الحاقدين عليه فهموا التاريخ الإسلامي بصورة خاطئة ولم يقرؤوا محاوره بصورة صحيحة، فنظرة إلى تاريخ الإسلام ودخوله إلى كل دول العالم سنجد أن أكثر من ثمانين في المئة ممن اعتنقوا الإسلام ودخلوا فيه من ديانات أخرى من خلال الدعاة المسلمين الذين استخدموا لغة الوسطية والسماحة في دعوتهم للدين الحنيف أو من خلال احتكاكهم بالتجار المسلمين واكتشافهم أن هؤلاء في أمانتهم وسماحتهم في البيع والشراء إنما ينطلقون من قيم وتعاليم الدين الإسلامي، ورغم أن هؤلاء التجار لم يكونوا مبشرين أو دعاة للدين، بل كانوا تجاراً يبحثون عن الرزق، غير أنهم ساهموا في نشر الإسلام واللغة العربية، حيث كان السلوك الشخصي لهم في البلاد التي حلوا بها وما امتازوا به من أمانة وصدق، قد اجتذب أهالي البلاد الوثنيين التي نزلوا بها وإضافة إلى التجار كان دور العلماء والدعاة الذين يدعون إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة والتاريخ يؤكد لنا أن الفتوحات الإسلامية لم تصل مثلاً إلى كثير من الدول الأفريقية ورغم ذلك فهناك دول بها نسب مسلمين مرتفعة للغاية، وكذلك لم تصل الفتوحات لكثير من دول أوروبا أو للأميركيتين ورغم ذلك ينتشر الإسلام هناك بصورة متميزة وهو ما ينفي كل تلك الادعاءات من جذورها. رسالة خاتمة ويضيف: رسالة النبي صلى الله عليه وسلم رسالة خاتمة مكملة للأديان التي سبقته، وبهذا لا يكون الدين في صراع مع غيره من الأديان حتى يضطر للتقاتل معها كما يزعم الجهلة من التكفيريين أو أعداء الدين، وهذا يؤكده قوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ...)، «سورة آل عمران: الآية 19»، وقوله تعالى مخاطباً أبا الأنبياء في سورة الأنعام (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، «الآية 162» لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين «163»، كما يؤكده قوله صلى الله عليه وسلم «إن مثَلي ومثَل الأنبياء مِن قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسَنه وأجمله، إلا موضع لبنة مِن زاوية، فجعل الناس يطوفون بالبيت ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين»، ولعل هذا كله يجعل الكثير يعيد النظر في مفاهيمه وأى دين سواء الإسلام أو غيره من الديانات السماوية لم ينتشر بالعنف، والدليل أن سيدنا إبراهيم عليه السلام دعا والده الكافر إلى الإسلام بالحسنى ولم يقتله كما يفعل بعض المتلبسين بالدين هذه الأيام كذلك، فإن سيدنا نوح عليه السلام دعا ابنه الكافر إلى الإسلام بالحسنى ولم يقتله، كما يفعل البعض من القتلة، والنبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا دعا بالحسنى ولم يدعُ على كفار قريش وثقيف عندما عذبوه وطردوه ولم يقاتل إلا من حاربه. الحكمة والرحمة ويشير الدكتور عبد الله النجار أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء: الدليل الجلي على أن الإسلام ليس دين عنف ولم ينتشر بحد السيف هو حفاظه على حقوق غير المسلمين في الدول التي وُجد فيها المسلمون بكثرة، فالثابت أن الإسلام قدم نموذجاً حضارياً للتعامل مع أتباع غيره من الأديان بعدم إكراههم على ترك دينهم والدخول في الإسلام بعد دعوتهم إليه بالحكمة والرحمة، حيث منع الإسلام إيذاءهم، فلا يجوز لأحد من الناس أن يؤذيهم أو يضيق عليهم لإكراههم على الدخول في الإسلام، بل أوصى بالإحسان إليهم والبر بهم، حيث ينعم غير المسلمين بحسن الجوار وشتى صور الإحسان والتسامح في المعاملة ووصية النبي صلى الله عليه وسلم بالذميين خصوصاً بصيانة أعراضهم وأموالهم، وحفظ كرامتهم وعن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً». يضيف د. النجار: الإسلام ذهب إلى أبعد من ذلك أيضاً، حيث أباح لغير المسلمين أن تكون لهم دور عبادة يتعبدون فيها على دينهم، ولا يجوز المساس بها أو هدمها أو التعدي على أحد من غير المسلمين بحجة اختلاف العقيدة، لأن اختلاف العقيدة لا يخلع المواطنة عن غير المسلم الذي يقيم مع المسلمين في بلاد واحدة ويذكر التاريخ أن أهل الكتاب تمتعوا في ظل الدولة الإسلامية بحقوق المواطنة الكاملة، وتبوأوا فيها مناصب رفيعة وعاش اليهود عصراً ذهبياً في ظل دولة الإسلام في الأندلس، حيث ساعدت أجواء الحرية والتسامح في ازدهار آدابهم ولغتهم وفقههم، ووصلوا أعلى المراكز وحين مَرَّتْ على الرسول جنازة فقام لها، فقيل له: إنه يهودي، فقال: «أَلَيْسَتْ نَفْساً»، وهكذا كانت حقوق غير المسلمين في الإسلام وفي الحضارة الإسلامية تؤكد أن الإسلام دين السماحة والرحمة ولم يسع أبداً للانتشار على حساب دماء الناس أو أعراضهم أو أموالهم، فالقاعدة في الإسلام هي احترام كل نفس. أهل الكتاب تمتعوا بالمواطنة الكاملة في ظل الإسلام عبدالله النجار ديننا انتشر بالحسنى وليس بالقوة محمود حمدي زقزوق ممارسات أولئك القتلة إجرام لا جهاد الرأي المحايد يقول الشيخ محمد زكي البداري أمين عام اللجنة العالمية للدعوة الإسلامية بالأزهر: تاريخ الإسلام شاهد على أن الإسلام دين السلام والحق، فإنه يزداد قوة وانتشاراً كلما مرّت الأيام والأعوام، وهذا هو شأن الحق الذي كلما زاد الناس حوله بحثاً ازداد ظهوراً فزادوا عليه إقبالاً ودخلوا فيه أفراداً وأفواجاً، والمستشرقون المحايدون الذين درسوا التاريخ والإسلام بحيادية مطلقة أيقنوا ونشروا أن عقيدة الإسلام سلسة متسامحة، والإيمان لا يتأتى عنوة ولا قسراً ولا إجباراً، بل يأتي عن اقتناع. ويضيف الشيخ البداري: أما ما يزعمه الإرهابيون من عناصر داعش وغيرها ممن يقولون إنهم يحيون فريضة الجهاد، فنحن نقول لهم إن الجهاد ليس هو ما يمارسه أولئك القتلة والمفجرون ممن اتخذوا من دعوى نشر الإسلام وقتل الكفرة والفوز بالجنة حجة ليقتلوا من أرادوا تحت مظلة الجهاد الذي أساؤوا فهمه، فالجهاد ليس القتل، بل هو قيمة إسلامية تتجلى في جهاد النفس والجهاد بالمال وبالعلم وبالقدوة وبالحسنى إلا في حالة التعرض للخطر الداهم من العدو أو الدفاع عن النفس. منهج حياة أكد د. عبد الله النجار، الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، على ضرورة ألا يغفل المسلم عن التقرب إلى الله تعالى بالدعاء، وأن يتعبد به، ويكون بمثابة منهج حياة يلازمه أينما ذهب وأينما حل، وذلك لأن بركة الدعاء عظيمة، وأثره جليل، وخيره وفير، مطالباً كل مسلم يرغب في أن يستجيب الله تعالى دعاءه أن يبتعد عن كل ما هو حرام، فيتجنب الأكل الحرام، والشرب الحرام، والمكسب الحرام والملابس الحرام، وذلك لأن الحرام يعد من أبرز موانع الدعاء، وفي هذا الشأن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم «الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك». وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية: الدعاء مطلوب ومباح في كل مكان وزمان، غير محدد بوقت أو بمكان، ولكن هناك بعض الأوقات والأماكن يستحب فيها الدعاء، مثل يوم عرفة، وشهر رمضان، وأيام الحج، والسجود وآخر الليل، وأدبار الصلوات، وبين الأذان والإقامة، ويوم الجمعة، وعند نزول الغيث. الجسمي: الفعاليات تشجع على الإبداع شارك الفنان الدكتور حسين الجسمي السفير فوق العادة للنوايا الحسنة، في مهرجان المرح للصحة واللياقة وحرص الجمهور على التقاط «صور سيلفي» معه تعبيراً عن اعتزازهم وحبهم له. وتوجه الجسمي بالشكر الجزيل لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، لرعايتها هذا الحدث الوطني الكبير، وأعرب عن تقديره البالغ لجهود مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني في إنجاح هذه التظاهرة الكبيرة، ومن ثم تحقيق كامل أهدافها، مؤكداً حرصه التام على المشاركة في مختلف الفعاليات الهادفة التي تحقق المصلحة العليا للوطن والموطن وأبناء المجتمع بأسره. وأعرب عن سعادته لوجوده بين جمهور المهرجان الذي عمل مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني على إثرائه بالمؤسسات الوطنية والجامعية المتخصصة في تقديم أنواع التوعية الصحية والرياضية كافة، من خلال ضمان رعاية صحية دائمة تشجع على العمل المبدع والنشاط المتواصل. وأكد أن توفير الأندية الفنية والرياضية، والإمكانيات التي تجعل الأطفال يقبلون على الرسم والإبداع بإنتاج الكثير من اللوحات الفنية المعبرة يشجع على مشاركتهم في رسم لوحات رائعة، وينمي لديهم الإبداع في هذا المهرجان الذي اهتم بهذه الفئة التي من المفترض أن تنشأ في أجواء صحية أفضل، بفضل التجارب الإنسانية الكثيرة في مجال الحياة الصحية. تمارين لياقة بدنية حظي ركن الخدمة الوطنية في مهرجان المرح للصحة واللياقة باهتمام كبير من قبل طلاب المدارس، إذ أن هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية أحاطت المهرجان بكتيب حمل عنوان «ماذا تعرف عن الخدمة الوطنية» فضلاً عن المناشط الرياضية التابعة له، والتي تمثلت في ملاعب للتثقيف الصحي وممارسة تمارين اللياقة البدنية في المهرجان والتعرف إلى الوزن المثالي للجسم والطوال، وكذلك مكان مخصص للرماية. وتوضح وعود الحمادي من جناح الهيئة أن زوار المهرجان شاركوا في الأنشطة الرياضية التي قدمها ركن «الخدمة الوطنية» في المهرجان. 25 طالبة يبحثن عن سر الرشاقة زار نحو 25 طالبة من مدرسة المعلا للتعليم الثانوي المهرجان، حيث تجولن داخل أورقته بحثاً عن أسرار الرشاقة والغذاء الصحي، وسعي الطالبات إلى قياس الطول والوزن والضغط ومن ثم الانخراط في الورش التعليمية الأخرى. وجاءت الطالبات مع المشرفتين التربويتين جميلة الجسمي وعديجة حران. وتوضح جميلة أن الزيارة تهدف إلى اطلاع الطالبات على القيم الغذائية السليمة ومن ثم المشاركة في الفعاليات الترفيهية المختلفة. وتورد الطالبة آلاء رجب أنها استمتعت كثيراً بفعاليات المهرجان، وتعرفت إلى وزنها ووجدته مثالياً بالنسبة لطولها، أما زميلتها آية أحمد فقد توجهت نحو جهاز قياس الضغط ووجدته في معدله الطبيعي، مشيرة إلى أن مهرجان المرح للصحة واللياقة فرصة حقيقية لاكتساب عادات مفيدة. مبارك الشامسي:هدفنا بناء أجيال قادرة على الإبداع أبوظبي (الاتحاد) قال مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني «إننا في «أبوظبي التقني» نعمل وفق استراتيجية متقدمة ومتطورة دائماً لنكون عند مستوى طموحات وجهود بناء أجيال وطنية صحية قادرة على الإبداع والابتكار في المجالات كافة، بما يلبي متطلبات التطور الحضاري الذي تعيشه الدولة حالياً وفي المستقبل، فكل الشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة ولسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» لحرص سموها الدائم على مواصلة رعايتها الكريمة لمختلف الفعاليات الهادفة التي ينظمها المركز بما يضمن لها النجاح الدائم». وأضاف أن مبادرات المركز التي ينفذها طوال العام، والتي من بينها أسبوع التعليم الفني والمسابقة الوطنية للمهارات، ومهارات للحياة، ونعم للعمل، ومهرجان المرح للصحة واللياقة بالطبع، تأتي في إطار توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة توفير كل الإمكانيات وابتكار مختلف الوسائل اللازمة لوضع الفئات المجتمعية كافة على طريق النجاح والنجومية، ومن هذا المنطلق حرص «أبوظبي التقني» على حضور ومشاركة الفنان حسين الجسمي في المهرجان ليلتقي بالجمهور ويشجعهم على الاهتمام بالصحة وأهمية ممارسة الرياضة لتحقيق النجاح والتميز في الحياة، معرباً عن تقديره وشكره للنجم الإماراتي الكبير الذي أسعد الجمهور وشارك الجميع في مختلف الفعاليات في مناخ كله حماس ونشاط ومرح، وهو المناح الصحي الذي يسعى «أبوظبي التقني» من خلاله للارتقاء بمستوى الوعي الصحي لدى أبناء المجتمع. وذكر أن مهرجان المرح للصحة واللياقة حقق الكثير من الأهداف الحيوية، إذ قدم رسالة للمجتمع مفادها الحفاظ على الصحة التي تعد مطلباً مهماً وضرورياً لحياة سعيدة، لافتاً إلى أن الجمهور احتفى بهذا المهرجان وطاف في جميع أرجائه وشارك في كل الفعاليات، وهو ما يؤكد أن الفئات العمرية المختلفة تستجيب لنبض المهرجان الذي يقدم حلولاً جوهرية للتغلب على المشكلات الصحية في المجتمع. وبين أن الجانب الترفيهي أشبع حاجة الجمهور للتعرف إلى أهم ممكنات الصحة عبر أنشطة المهرجان ليكون الهدف الأسمى هو تقريب المفاهيم الصحية بصورة عملية للجميع، وهو ما يجسد سعي مهرجان «المرح للصحة واللياقة إلى إسعاد كل المشاركين خصوصاً أن المشاركات كانت كبيرة جداً سواء الداخلية أو الخارجية للمؤسسات، وهو ما يعبر عن أهمية مهرجان «المرح للصحة واللياقة» في زيادة الوعي لدى فئات المجتمع كافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©