الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أصدقاء السوء

21 يناير 2013 20:50
أثبتت دراسة قامت بها الـ Gssw، المدرسة المتخصصة للدراسات الاجتماعية بالولايات المتحدة، والتي أجريت على 400 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و24 سنة، وشملت أيضاً رياض الأطفال أن المراهقين الذين تربوا في أسرة متماسكة ذات روابط قوية، والتي يحظى أفرادها بالتفاهم في اتخاذ القرارات المصيرية، داخل مجالس عائلية يشارك فيها الجميع، ويهتم كل أفرادها بشؤون بعضهم البعض، هم الأقل عرضة للضغوط، والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشؤونها ومشاكلها، في حين كان الآخرون أكثر عرضة للاكتئاب والضغوط النفسية. والدراسة تبين بشكل واضح أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة سليمة، ونظيفة بوجود الأب إلى جانب الأم واهتمامهما بالأولاد وكل تفاصيل حياتهم، والأهم من ذلك الاستماع، بل الإصغاء إليهم ومعرفة كل التفاصيل الدقيقة في حياتهم، وقراءة كل المتغيرات التي تطرأ على الأبناء في مرحلة تعتبر مفصلية في حياة الصغار، وهي مرحلة المراهقة يكونون أكثر توازناً، وفي حال غياب هذا الاهتمام يعيش الطفل في فراغ قاتل ويعاني من خواء عاطفي، مما يجعله يبحث عن أصدقاء جدد، لأن الإنسان اجتماعي بطبعه، وهنا تكمن الخطورة، فبعض الشباب في هذه المرحلة وخاصة من هم يعانون من غياب الأهل يعتبرون تربة خصبة للمعاناة والاضطرابات النفسية التي قد توقع بهم في مصائد أصدقاء السوء، بحيث تغلب على البعض من المراهقين نزعة إثبات الذات وحب المغامرة، مما يجعلهم يبحثون عن علاقات خارج نطاق الأسرة المغيبة من حياتهم، يبحثون عمن يسمعهم، من يناقشهم، وقد يصادفون من يعانون من نفس الفراغ، ومن مشاكل متعددة فيشجعون بعضهم البعض على ارتكاب الأخطاء التي قد تكون سبباً في الدمار. وحمل بعض الأخصائيين التربويين مسؤولية التربية ومسؤولية الحفاظ على الأبناء من أصدقاء السوء وتحصينهم ضد الانجرافات التي قد تحدث بسببهم للأسرة بشكل كبير، وشددوا على ضرورة توافر الدفء الأسري، والقدوة الصالحة دوما أمام عيني المراهق، إلى جانب وجود مساحة من الحرية ليعبر فيها عن رأيه ويستمع له والداه، وهنا يصبح من الصعب أن يسحبه صديق السوء، كما أكدت بعض الدراسات الأخرى ضرورة ملء فراغ الطفل ومنذ الصغر بالعديد من الهوايات، وذلك لتفريغ طاقاته بممارسة شيء يحبه، سواء كان نشاطاً بدنياً حركياً أو فنياً ذهنياً، مما يجعل الصغير يثق بنفسه ويقدر ذاته، كما أن توريث الأبناء القيم من خلال التربية الحسنة وتقوية الوازع الديني يحصن الأطفال ويفتح أعينهم على الممارسات السلبية. لكن ما نجده اليوم وما يعاني منه الأطفال في أحضان بعض الأسر هو الافتقار إلى تواجد الأب، وأحياناً عدم وجود الأم لانشغالات الحياة، وسطوة الألعاب الإلكترونية، فاتسعت الهوة بين الأطفال وآبائهم، وأصبح الصغير سهل التأثر بأفكار وسلوكيات بعض الأصدقاء الذين يسمح له بمرافقتهم دون حسيب أو رقيب من الأهل. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©