الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سميح القاسم.. موته خاص وحزننا خاص

سميح القاسم.. موته خاص وحزننا خاص
8 سبتمبر 2014 23:39
فاطمة عطفة (أبوظبي) شهد اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي مساء أمس الأول، احتفالية تأبينية للشاعر الفلسطيني سميح القاسم، أدارها الكاتب إسلام أبوشكير، معتبرا أن الجلسة ليست تأبينا بل هي للحديث عن قامة عربية راسخة شعريا وفنيا. وقد شارك في الأمسية كل من الشاعر حبيب الصايغ رئيس اتحاد الكتّاب، والمفكر الفلسطيني د. أحمد برقاوي، والشاعر إبراهيم اليوسف، وأسامة إبراهيم المستشار السابق في سفارة دولة فلسطين في الإمارات، وعمار الكردي رئيس جمعية البيارة الفلسطينية في أبوظبي. تحدث الصايغ في مستهل الجلسة، فقال: يحار المرء، الشاعر تحديدا، إزاء غيره من الشعراء، وفي مواجهة الشعر ومظاهره وتجلياته، ويحار أكثر، مرة ومرارا (...) الشعور الغامر لدي الليلة.. أنني لا أؤبن أو أسهم في تأبين سميح القاسم، وإنما أؤبن مرحلة عربية، شعرية وسياسية بأكملها. تلك هي مرحلة شعر المقاومة». وأشار إلى أنه «لم يعرف سميح القاسم شخصيا كما عرف محمود درويش.. الذي ظل مخلصا لهذه الفكرة البريئة وكأنها الطفولة، فكرة شعر المقاومة، لذلك يصح أن نرثي شعر المقاومة، مرحلة شعر المقاومة بأكملها ونحن نرثي سميح.. وطبيعي جدا أن نتذكر محمود ونحن نتذكر سميح». وتابع الصايغ: «كان محمود درويش يقاوم بأسلوب الشاعر الذي عثر على سر الشعر. كان يقاوم بالشعر الخالص وبالحب الخالص، بقصيدة عن مسرح مهجور أو شمعة أو جنازة لرجل لا يعرفه. كان يغني لزهر اللوز ولمطر خفيف لا يبلل إلا البعيدات.. فيما كان سميح يكتب لنفسه ولشعبه على طريقته». ويقترح الصايغ تعريفا إضافيا لسميح بقوله: «سميح القاسم هو محمود درويش الذي لم يسافر». وتحدث أسامة إبراهيم فوصف الشاعر الراحل، بأنه «صاحب القامة المنتصبة والهامة المرفوعة، الذي التحق بتلك الكوكبة الرائعة من أصحاب المواقف الوطنية الصلبة، والكلمة الحرة الجريئة المعبرة عن نبض الشارع والضمير الحي للإنسان العربي وتطلعاته». وأكد أن المقاومة الفلسطينية هي خط الدفاع الأول والأخير عن قضايا الأمة بأكملها. أما د. برقاوي فقد بدأ بالحديث عن فلسفة الموت وهذه النهاية التي نعرفها جميعا، قائلا: «كل موت هو موت خاص كما كل حزن هو حزن خاص، ونحن لا نختار الحزن الذي يليق بالموت الخاص بل هو الموت الذي يعين حزننا. فحين يموت الشاعر يتشح الوجود بالسواد وتنكس اللغة الحميمة أجنحتها سنوات طويلة وحدادا، لكنها لا تطيق الصمت أمام الرحيل الأبدي». وأضاف أن «موت سميح موت خاص وحزننا حزن خاص، وإذا كانت جمالية الموت الخاص الحزينة تكمن في انتصار موتٍ على الموت، فأي هزيمة للعدم تلك التي يلحقها الشاعر به، وعند طرفة بن العبد الخبر اليقين، وعند سميح أيضا»، موضحا أن سميح «شاعر أرض محتلة، شاعر جرح لن تستطع كل المحاولات حمله على أن يندمل أو يموت، شاعر مقاومة، شاعر أرض». وتحدث عمار الكردي عن تجربة القاسم كشاعر مقاومة ظل متشبثا بالأرض، مشيرا إلى تنوع إبداعاته في مجالات عديدة، مؤكدا حضوره عبر الساحة العربية والعالمية، وهو يقاوم المحتل في فلسطين. وقدم إبراهيم اليوسف دراسة مطولة عن الراحل وما قيل فيه وكتب عنه وبعض من قصائدة، مرددا نجوى سميح لأمه من داخل المعتقل: «أومن.. أن روعة الحياة/ تولد في معتقلي/ أومن أن زائري الأخير../ خفاش ليل، مدلجا بلا عيون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©