الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هدنة الحرب التجارية تزيد تقلبات الأسواق العالمية

هدنة الحرب التجارية تزيد تقلبات الأسواق العالمية
8 ديسمبر 2018 00:40

حسام عبد النبي (دبي)

أكد خبراء ماليون أنه على الرغم من الارتفاعات التي شهدتها الأصول العالمية والارتفاعات التي تحققت في الأسواق العالمية بعد الأنباء عن عقد هدنة تجارية مؤقتة بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن المستثمرين ما زالوا يشككون في نتائج وواقع تلك الهدنة التجارية.
وأشاروا إلى أن تحسن شهية المخاطر، والذي ساهم في ارتفاع مجموعة من الأصول المختلفة، (بما في ذلك تحسن معنويات أسواق الأسهم العالمية، والأسواق الناشئة والعملات والسلع )، لم يدم طويلاً، حيث تلاشت التوقعات التي كانت سائدة قبل قمة العشرين بوقف الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، في ظل اللقاء بين الرئيسين الأميركي والصيني، والاتفاق على مهلة، ووقف التصعيد، وتجميد الحرب التجارية بينهما، الأمر الذي يتوقع معه أن يشتعل الصراع مجدداً بعد انتهاء تلك المهلة.
وقال جميل أحمد، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملات وأبحاث السوق في شركة «إف إكس تي أم»: «إن عدداً من فئات الأصول العالمية بدأت الأسبوع ببداية قوية عقب الأنباء عن عقد هدنة تجارية مؤقتة بين الولايات المتحدة والصين أثناء عطلة نهاية الأسبوع الماضي»، مؤكداً أن أسواق الإمارات تأمل في الانضمام إلى ارتفاع الأسواق العالمية الذي أعقب الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وألا يكون قد تأخر الوقت للانضمام إلى الارتفاع في الأسواق العالمية عند استئناف التداول يوم الثلاثاء الماضي.
وأوضح أحمد أن مجموعة من الأصول المختلفة شهدت تحسن شهية المخاطر، بما في ذلك تحسن معنويات أسواق الأسهم العالمية، والأسواق الناشئة والعملات والسلع الناشئة مثل النفط، منوهاً أنه عند الأخذ في الاعتبار أن مؤشرات أسواق الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي تعتبر أسواق ناشئة، ستتم مراقبة ما إذا كانت تلك الأسواق تعكس تحركات التفاؤل في الأسواق الناتجة عن إعلان الهدنة التجارية.

عملات عالمية
وأشار أحمد إلى أن الدولار الأميركي انخفض مقابل عدد من نظرائه من العملات العالمية كرد فعل للهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث لوحظ من قبل أن تراجع التوترات التجارية قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على شراء الدولار الأميركي، لافتاً إلى أن أي تقدم في تهدئة التوترات التجارية، مصحوباً بنبرة هبوطيه لبنك الاحتياطي الفيدرالي، فيما يتعلق بتوقعات أسعار الفائدة قد يقدم فرصة جيدة للمتداولين لجني الأرباح من صفقات شراء الدولار الأميركي.

جميل أحمد
من جهته، توقع غي نيكولاس، المحلل الاقتصادي ومدير الاتصالات العالمية في شركة إبردين ستاندرد إنفستمنت، البريطانية، أن تشهد الفترة المقبلة تصعيداً بين الصين والولايات المتحدة الأميركية اقتصادياً، ما سيساهم بشكل كبير في تباطؤ الاقتصاد العالمي برغم اللقاء المهم الذي تم في قمة العشرين الاقتصادية في الأرجنتين الأسبوع الماضي، منوهاً إلى أن التوقعات التي كانت سائدة قبل قمة العشرين بوقف الحرب التجارية بين واشنطن وبكين قد تلاشت برغم اللقاء بين الرئيسين الأميركي والصيني، والاتفاق على مهلة وتجميد الحرب التجارية بينهما، الأمر الذي سيشعل الصراع مجدداً بعد انتهاء المهلة.

وقف التصعيد
وأرجع نيكولاس عدم التفاؤل، الذي ساد بعد اللقاء الذي تم في قمة العشرين، إلى أن الاتفاق الذي تم هو مجرد وقف التصعيد، وليس وقف الحرب التجارية بالكامل.
وأشار إلى أنه على الرغم من تلك التوقعات السلبية إلا أن هناك بعض الإيجابيات للقاء الذي جمع الرئيسين، وهي وجود احتمال ألا تفرض الولايات المتحدة زيادة جديدة في التعريفة الجمركية بنسبة 10-25% في يناير المقبل على 250 مليار دولار من الصادرات الصينية، كما كان يعتقد معظم الكثيرين، فضلاً عن إمكانية التراجع عن فرض رسوم إضافية على 267 مليار دولار من الواردات الصينية المتبقية إلى الولايات المتحدة، منبهاً أن هدنة 90 يومًا بين ترامب والصين ليست كافية لسد الفجوات، ووقف الحرب حتى لو تصرفت الدولتان بحسن نية، حيث ظهرت بالفعل علامات تشاؤم بعد وقف الاتصالات بين الجانبين، ونظراً لعدم اعتراف الصين بالموعد النهائي المحدد بـ90 يوماً، في حين لم يكن هناك أي تأكيد على ادعاء ترامب بأن الصينيين سيقللون التعريفات.

الحرب التجارية
وبحسب نيكولاس، فإن الحرب التجارية هي آخر شيء يحتاجه الاقتصاد العالمي، خاصة مع التوقعات الضعيفة بشأن النمو العالمي، في ظل ضعف نمو الإنتاجية، والاختلالات العالمية المستمرة، وارتفاع أوجه الضعف المالية، وعدم المساواة في الدخل، مستبعداً أن يغير الرئيس الأميركي من طريقته ما لم يكن هناك بعض ردود الفعل السياسي الداخلي، إذ تشير الانتخابات النصفية للكونغرس، والتي جرت الشهر الماضي، إلى أن داعمي «ترامب» وقاعدة الانتخابية تدعم النهج الأكثر تصادمية تجاه الصين، ولذا فمن غير المرجح أن يسعى «ترامب» إلى حسم المعركة مع بقائه في منصبه لعامين قادمين.

حسين السيد: حركة الأسواق ستعتمد على آخر مستجدات الاتفاق التجاري بين البلدين
ذكر حسين السيد، الخبير المالي، أن الارتفاعات التي شهدتها الأسواق العالمية في ظل الهدنة التجارية الأميركية الصينية، لم تعمر طويلاً، فقد عمد المستثمرون في آسيا إلى جني الأرباح من الارتداد الإيجابي الذي شهدته الأسهم يوم الاثنين.

حسين السيد
وأكد أن المعنويات العالية تراجعت بسرعة كبيرة، وسط تنامي الشكوك، وتضارب الرسائل الصادرة عن كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، فقد غرّد «ترامب» قائلاً: «إن الصين قد وافقت على تخفيض التعريفات الجمركية، وإزالتها عن السيارات الواردة إلى الصين من أميركا، لكن لا وزير الخزانة ستيفن مينوتشن ولا كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس ترامب لاري كادلو، كانا قادرين على تأكيد تلك الأخبار»، معتبراً أن هذه الرسائل غير المتسقة ستترك الأسواق في حالة من الحيرة والتخمين، ولن تساعدها في التوصل إلى خلاصة محددة، الأمر الذي سيقود إلى تقلّبات في حركة أسعار الأصول المالية.
وتوقع السيد أن تظل الأسواق تعتمد في حركتها على الأغلب على آخر مستجدات الاتفاق التجاري الأميركي الصيني.
ووفقاً لتقرير لشركة العصر للوساطة المالية فإنه في ظل تقدم (التجارة الصينية-الأميركية) يكون من المتوقع أن تنتهي حالة شراء الدولار كملاذ آمن، مما يوفر الدعم لأسعار الذهب.
وأشار إلى أنه ليس من الضروري أن تنخفض أسعار الذهب بعد أن يتراجع خوف المستثمرين من سوق الأسهم، فبعد تصحيح أسواق الأسهم بنسبة 10% أو أكثر، تميل أسعار الذهب والأسهم إلى الارتفاع في الأشهر التالية مباشرةً، منبهاً أن أسعار الذهب عادة ما تحافظ على ارتفاعها بعد بضعة أشهر من نهاية تصحيح بورصة الأسهم ثم تهبط، ونتوقع أن تتبع النمط نفسه بنهاية هذا العام، ومرورًا إلى عام 2019، واختتم التقرير بالتأكيد على أنه في ظل الآمال المنعقدة على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فمن المتوقع أن يرتفع اليورو، ويتراجع الدولار الأميركي، ويمكن أن يمثّل هذا سيناريو الصعود لأسعار الذهب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©