الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جيل الإرادة

19 نوفمبر 2010 22:10
هذا ما تعودناه من ذاك الجيل.. وأقصد به جيلنا الشاب الذي يمثلنا الآن في دورة الألعاب الآسيوية بجوانزو، والذي كان من قبل منتخب الشباب، قبل أن يتم دعمه بعدد من المواهب صاحبة الخبرة، التي أضافت للمجموعة، وجعلتها أكثر توهجاً وقوة.
حتى ونحن نعمل ونجهز صفحاتنا في انتظار نتيجة مباراة ما، ننتظر الفرحة أولاً.. نعلم أنهم سيبذلون غاية جهدهم ولن يقصروا.. ننتظر منهم الفوز دوماً، مثلما كان حالهم أمس في مواجهة المنتخب الكوري الشمالي، والتي كانت مباراة أعصاب ومد وجزر، وقوة إرادة، دانت في آخر المطاف لأبنائنا، الذين بذلوا كل ما لديهم، وتوجوا عرقهم السخي بالتأهل إلى المربع الذهبي للآسياد.
قلت من قبل هنا إن الرهان على هذا الفريق ممكن، وإنه يخوض الآسياد، وهو البطل، باعتباره حامل لقب القارة يوم كان في مرحلة الشباب، وهي المرحلة التي زاملته فيها معظم المنتخبات التي تلعب معه الآن، ومن هنا فهو يخوض المنافسات بعبء لكنه عبء اعتاده، وضاعفته الظروف الأخيرة لمنتخب الشباب الذي خرج من النهائيات، قبل أن يلحق به منتخب الناشئين أيضاً.
أمس، كان التحدي كبيراً والضغط هائلاً على فريقنا، الذي واجه خصماً شرساً، ومعه واجه ظروفاً صعبة، كان أقساها خروج القناص أحمد خليل في توقيت صعب، وكان الكثيري قد سبقه في الخروج، وامتدت المباراة إلى مداها الأخير، قبل أن تحتكم لضربات الترجيح، وبلغت الندية مداها في التسجيل حتى ثماني ضربات، أحرزناها جميعاً وأضاع المنتخب الكوري الضربة التاسعة، ليعلن محمد الشحي تأهل منتخبنا، واستمرار مشوار الأمل مع منتخب الأمل.
لسنا في حاجة إلى تكرار مؤهلات هذا الجيل من جديد، ومدربه المواطن الكفء مهدي علي، والذي خاض مع الفريق ملاحم كروية عديدة، ومباريات كل واحدة منها تصلح بمفردها عنواناً لهذا الفريق الذي تناغمت فيه كل عوامل التحفيز والإبداع، وتكاملت من اللاعبين إلى الطاقم الفني والإداري والطبي، ولكننا بحاجة إلى أن يدرك هؤلاء اللاعبون أننا فخورون بهم، وأن حماستهم امتدت إلينا من بلاد الصين، وأن ما قدمه أمام كوريا، كان في الأساس عنواناً للإرادة، وواجهة لجيل مختلف في الشكل والمضمون، اعتاد الانتصارات، فباتت وجهته، واختار منصات التتويج، فبات يحارب من أجل اعتلائها، والأهم أنه اعتلى منصات القلوب.
أمس وعلى ملعب يوكسيو شان الدولي بالصين، وفي الدور ربع النهائي لدورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة، كان الجميع أبطالاً، بدءاً من علي خصيف حارس منتخبنا الذي تصدى للركلة التاسعة للمنتخب الكوري الشمالي ومحمد الشحي الذي سدد ركلة الفرحة التي كفلت لمنتخبنا التأهل للدور نصف النهائي للبطولة، مروراً بجميع اللاعبين والمدربين والإداريين وانتهاء بعامل المهمات.. كلهم مثلما هو حالهم دائماً، كتيبة للأبطال والمهمات الصعبة، التي بتنا ننتظر عبورها منهم، وأحسب أن هذه المجموعة بكامل مفرداتها قادرة بإذن الله، على التكفل بالحلم الأكبر.. حلم كأس العالم، وإنا لمنتظرون.

كلمة أخيرة:
عندما تكون تباشير الصباح بهذا الوضوح، حتماً ستأتي الشمس.


mohamed.albade@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©