السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفرنسيون ينتظرون أول خطاب لماكرون منذ احتجاجات "السترات الصفراء"

الفرنسيون ينتظرون أول خطاب لماكرون منذ احتجاجات "السترات الصفراء"
7 ديسمبر 2018 19:51

ينتظر الفرنسيون بفارغ الصبر الخطاب الذي سيدلي به الرئيس إيمانويل ماكرون، وهو الأول من نوعه منذ اندلاع احتجاجات السترات الصفراء رفضاً لضريبة جديدة على الوقود.

 ورغم أن جميع الأنظار متجهة إليه، لكنه لن يتكلم قبل الأسبوع المقبل. فقد فضل ماكرون لزوم الصمت والتواري عن الأنظار طوال الأسبوع، مركزاً جهوده في قصر الإليزيه على البحث عن مخرج لأزمة تهدد باقي ولايته الرئاسية.

وتزايدت في الأيام الأخيرة الدعوات إلى الرئيس الفرنسي من أجل أن يشرح موقفه للفرنسيين، وقد صدرت عن المحتجين من "السترات الصفراء" كما عن المعارضين وحتى أحياناً نواب الغالبية.
لكن الرئيس "الواضح الرؤية للظروف والوضع"، كما قال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران اليوم الجمعة، "لا يود صب الزيت على النار"، مضيفاً أن الرئيس "سيتكلم مطلع الأسبوع المقبل".

ورغم أن ماكرون ألغى الضريبة التي كانت سبباً في اندلاع الاحتجاجات، إلا أن السترات الصفراء استمرت في التظاهر ودعت إلى مظاهرات كبيرة غداً في العاصمة باريس وفي المدن الفرنسية.
وقال عضو في الغالبية الحاكمة إن ماكرون "يدرك أنه مستهدف شخصياً" من قبل المحتجين وأن كلامه قد "يؤجج غضب الأكثر راديكالية".
وامتنع الرئيس، الذي يتهمه منتقدوه في غالب الأحيان بأنه "رئيس الأثرياء"، عن الإدلاء بأي تصريحات علنية منذ السبت الماضي، حين تطرق إلى الأزمة بشكل عابر على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.
وفي هذه الأثناء، ترك ماكرون رئيس الوزراء إدوار فيليب يبذل الجهود والمساعي أمام البرلمان وفي وسائل الإعلام، وفق توزيع للأدوار يلتزم حتماً بمنطق دولة المؤسسات، غير أنه لا يرتقي برأي معارضي الرئيس إلى مستوى الأزمة.
وناشد رئيس حزب "الجمهوريون" (يمين) لوران فوكييه، أمس الخميس "حس المسؤولية لدى الرئيس من أجل أن يتكلم بنفسه أخيراً". وكتبت زعيمة الحزب اليميني المتطرف "التجمع الوطني" مارين لوبن، التي هزمها ماكرون في الانتخابات الرئاسية "قد لا يعود هناك متظاهرون في الشوارع السبت إن تنازل الرئيس وتكلم إلى الفرنسيين (...) وأبدى لهم الاحترام الذي ينتظرونه منه".

اقرأ أيضاً... استمرار احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا رغم إلغاء زيادة الضرائب على الوقود

وانتقد المحتجون أيضاً تغيب الرئيس وقالت مارين شاريت لابادي وهي من أوائل الذين نزلوا إلى الشارع في بريف بجنوب غرب فرنسا "على ماكرون أن يتكلم بنفسه. لدينا انطباع بأنه لا يكترث... النقمة تزداد لأننا لا نسمع صوته".
 لكن الواقع أن الأزمة هي الموضوع الوحيد الذي يشغل قصر الإليزيه، وقد أفرغ الرئيس تماماً جدول أعماله الرسمي ملغياً خصوصاً زيارة لصربيا كانت مقررة ليومين، لعقد اجتماعات ومشاورات مكثفة حول التحركات الجارية، بحسب ما أوضحت أوساطه.
ويولي الرئيس اهتماماً خاصاً للمسائل الأمنية بعد أعمال العنف التي وقعت السبت، فقد عاين الأضرار في محيط نصب قوس النصر، وتناول الغداء مع عناصر شرطة مكافحة الشغب في ثكنة باريسية، قبل أن يقوم الثلاثاء بزيارة غير معلن عنها مسبقاً إلى مقر للشرطة أحرقه المتظاهرون في "بوي آن فولي" بوسط فرنسا. غير أن كل تحركاته هذه جرت بعيداً عن المصورين والصحافيين.
وفي مقاطعة أوت لوار (وسط)، لمس الرئيس عداء المتظاهرين حين أطلقوا هتافات ضده الإثنين وهم يجرون خلف موكبه.
ومن شأن هذه الأجواء العدائية أن تعقّد التنقلات المقبلة للرئيس الذي أبدى خلال زيارة إلى الأنتيل في سبتمبر الماضي رغبته "العميقة في أن أكون مع مواطنيّ" وسط "معانقات ومناقشات".
وضاعف ماكرون في الخريف إطلالاته الإعلامية، فأقر بأخطاء ارتكبها واعترف بأنّه لم "ينجح في مصالحة الشعب الفرنسي مع قادته"، واعداً بأن يحكم "بطريقة مغايرة".
لكن هذا لم يسمح له بوقف تدهور شعبيته التي تدنت إلى حوالى 20%.
وفي مواجهة مثل هذه الريبة من جانب الفرنسيين، قال عضو في الغالبية إنه "سيتحتم عليه أن يجد الكلمات المناسبة ليس لوقف الأزمة فحسب، بل لمعاودة إطلاق ولايته من الصفر أو ما يقارب الصفر".

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©