واشنطن (رويترز) - هاجم بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) منتقدي برنامج المجلس المثير للجدل لشراء السندات، ووجه انتقاداً مستتراً لسياسة الصين في ابقاء عملتها مقومة بأقل من قيمتها، فيما فشلت محاولة في مجلس النواب الأميركي للاستمرار في تقديم مساعدة لملايين الأميركيين من العاطلين عن العمل الذين ينتهي حقهم في الحصول على إعانة بطالة خلال أسابيع. ووافق 258 نائباً على مقترح لتمديد إعانات البطالة لمدة ثلاثة أشهر، بينما رفضه 154 آخرون ليخفق بذلك في الحصول على أغلبية الثلثين لإقراره بالمجلس بموجب قواعد خاصة تقيد المناقشات.
وقال برنانكي، الذي يواجه انتقادات حادة من داخل وخارج البنك المركزي إن قوة الاقتصاد الأميركي ضرورية للانتعاش العالمي ورفض اتهامات بإضعاف قيمة الدولار، وأضاف في تعليقات ألقاها في مؤتمر في البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت أمس “أفضل وسيلة للاستمرار في توفير العوامل الأساسية الاقتصادية القوية التي تدعم قيمة الدولار فضلاً عن تعزيز الانتعاش الاقتصادي هي عبر سياسات تؤدي الى استئناف النمو القوي في اطار استقرار الأسعار في الولايات المتحدة”.
وأثار قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الثالث من نوفمبر بشراء سندات حكومية أخرى بقيمة 600 مليار دولار غضباً بين الكثير من الدول التي اتهمت واشنطن بالسعي لاضعاف الدولار للحصول على ميزة لصادراتها. ووصف وزير المالية الالماني فولفجانج شيوبله هذه السياسة بأنها “جاهلة”. كما واجهت السياسات انتقادات داخلية بأنها قد تؤدي إلى زيادة التضخم واحداث فقاعات في الأصول.
وفي تصريحاته، قال برنانكي إن تباطؤ النمو ومعدلات التضخم والبطالة التي حومت قرب عشرة بالمئة لعدة أشهر أقنعت المسؤولين الأميركيين بالحاجة إلى التحرك. وذكر برنانكي أن هناك حاجة لوضع برنامج نقدي يشمل اجراءات قصيرة الأجل لتعزيز النمو وخطوات لمعالجة العجز في الأجل الطويل لاستكمال سياسات مجلس الاحتياطي. وذكر برنانكي أن تقاعس بعض الاقتصادات الناشئة التي تمتلك فوائض تجارية عن السماح برفع قيمة عملاتها يصعب المشكلات التي تواجه هذه الدول. وأضاف، دون اشارة صريحة إلى الصين، “يثبط خفض قيمة العملات من جانب الدول ذات الفوائض تعديلات دولية ضرورية، ويسبب آثارا جانبية لم تكن لتظهر إذا ما كنت أسعار الصرف تعكس بصورة أفضل العوامل الأساسية في السوق”.
ومنذ فترة طويلة يدفع المسؤولون الأميركيون بأن اليوان الصيني المقوم بأقل من قيمته يمنح الدول الآسيوية المصدرة ميزة غير عادلة في الأسواق العالمية. وأضاف برنانكي أن العملات التي لا تتسم بالمرونة تحول دون اعادة التوازن المطلوبة للنمو العالمي ويمكن أن تقود في نهاية المطاف الى زعزعة الاقتصاد العالمي.
على صعيد آخر، قال الديمقراطيون في الكونجرس الأميركي إنهم سيسعون إلى تقديم اقتراع لتمديد تخفيضات ضريبية ترجع إلى إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش للطبقة المتوسطة فقط، وهو ما يمهد لصدام مع الجمهوريين بشأن هذه المسألة. وقال مصدر بالحزب الديمقراطي إن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب المنتهية ولايتها ستسعى إلى اجراء اقتراع في المجلس في ديسمبر على تمديد التخفيضات الضريبية للطبقة المتوسطة.
وذكر السناتور هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ أن المجلس سيجري اقتراعاً منفصلاً بشأن هل ينبغي تمديد جميع التخفيضات الضريبية بشكل دائم. وأضاف ريد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يؤيد تمديد التخفيضات الضريبية للطبقة المتوسطة فقط.
عدد اليوم
