الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. سيادة الدول وفوضى المتطرفين

غدا في وجهات نظر.. سيادة الدول وفوضى المتطرفين
20 أغسطس 2013 20:52
سيادة الدول وفوضى المتطرفين يقول محمد خلفان الصوافي: في بيان «الخارجية» الإماراتية بشأن تفهّمها لتحرك الجيش المصري لفض اعتصامي ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة يوم الأربعاء الماضي، اللذين كان مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي يعتصمون فيهما، وردت ثلاث نقاط مهمة: النقطة الأولى أن دعم الإمارات لتدخل الجيش هو دعم لإرادة الشعب المصري الذي فوض جيشه الوطني لأداء هذه المهمة. والنقطة الثانية أن هموم مصر هي نفسها هموم الإمارات؛ وبالتالي فإن ما يهم الاستقرار الوطني في مصر لا بد أن يهم الإمارات، في دلالة على التكامل في علاقة رسختها العديد من المواقف الاستراتيجية. والنقطة الثالثة أن هناك إدراكاً إماراتياً لأهمية «الدولة المصرية القوية» في مسألة التوازن الاستراتيجي الإقليمي. وإذا كان موقف الإمارات المؤيد للجيش قوبل من الشعب المصري بالتقدير والامتنان، فإنه أشاع قدراً كبيراً من الحيرة لدى بعض الدول، والغضب لدى «إخوان» الخليج ومؤيديهم الذين أثبتت مواقفهم أنهم دعاة فوضى لا «إصلاح». ومن الناحية الاستراتيجية، فإن النهج الذي سلكته دولة الإمارات في تعاملها مع الأزمة المصرية يتطلب منا أن نقرأ دلالاته السياسية والأمنية جيداً بطريقة موضوعية وبعيدة عن العاطفة وبعيدة أيضاً عن الحساسية العربية؛ لأن هذا النهج يرسل الكثير من الرسائل. بعض تلك الرسائل يتعدى الحالة المصرية الحالية، كما يتعدى مضمون الموقف الإماراتي من قضية «الإخوان» الذين عانت منهم كل المجتمعات العربية بنسب متفاوتة، وإن كانت دولة الإمارات قد أدركت خطورتهم وقررت التعامل معهم بجرأة وشفافية. مجلس التعاون والاستقرار المنشود يتساءل د.علي الطراح: هل ما يحدث في مصر ينعكس على دول مجلس التعاون الخليجي؟ استطاع مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن ينأى بنفسه عن عواصف ويصمد في تماسكه في الوقت الذي تفككت منظومات أخرى واندثرت، إلا أن الحدث المصري أشعل لنا مواجهة مفتوحة ومعلنة. السعودية والإمارات والكويت أعلنت موقفها المساند للحكم المؤقت في مصر والذي يعني مناهضتها لحركة «الإخوان المسلمين» باعتبارها حركة تحمل تهديداً لأمن دول الخليج العربي. هذا الانقسام يحمل بعضاً من المؤشرات التي قد نعتبرها إيجابية وقلقة في آن واحد. لكن رؤيتنا للمشهد المصري تحمل كثيراً من التسطيح لأن لدينا تجربة لحكم «الإخوان» تقارب العام، اتضح فيها عزمهم السيطرة على مفاصل الدولة لصالح «التنظيم الدولي» وليس لصالح مصر، ما يعني أن «الإخوان» كانوا يعملون على تحقيق مخطط يفوق الحدود الإقليمية المصرية. على الجانب الآخر لدينا غالبية كبيرة مصرية سجلت موقفها من حكم مرسي واستطاعت إزاحته بمساعدة الجيش، وهذه الغالبية تتشكل من الشباب الذي قاد حركة يناير المصرية، واستطاع أن يسقط مبارك من كرسي الرئاسة. المصريون وأميركا: ماذا بعد الغضب؟ يقول د. وحيد عبد المجيد: ما أشد الغضب الذي يشعر به كثير من المصريين على الولايات المتحدة وسياسة إدارتها تجاه الأوضاع الراهنة في بلدهم بعد انتفاضة 30 يونيو. فقد بلغ هذا الغضب أعلى مبلغ في تاريخ العلاقات بين القاهرة وواشنطن، وخاصة منذ إعلان أوباما الخميس الماضي إلغاء مناورات «النجم الساطع» ومراجعة مجمل العلاقات بين البلدين في اليوم التالي لقيام قوات الأمن يفض «اعتصامي» رابعة والنهضة. ويرتبط هذا الغضب باعتقاد مفاده أن الولايات المتحدة تتحدى إرادة الشعب المصري الذي يتطلع إلى تحقيق حلمه في الحرية والعدالة والكرامة، وتتآمر عليه، وتساند جماعة «الإخوان» حتى بعد أن ثبت فشل سلطتها وخطرها على الدولة، وخرج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين من أجل التغيير ثلاث مرات في أقل من شهر واحد (30 يونيو و3 يوليو ثم 26 يوليو). ويقود هذا الغضب إلى انعدام ثقة في كل ما يصدر عن الولايات المتحدة دون تفكير فيه. ولذلك فمثلما يرفض معظم المصريين استمرار السفيرة الأميركية الحالية لدى القاهرة «آن باترسون»، يعترضون على ترشيح روبرت فورد خلفاً لها حتى قبل إعلان هذا الترشيح رسمياً. ويصعب لوم المصريين الذين يتحول غضبهم هذا على السياسة الأميركية إلى عداء للولايات المتحدة. فلم يقدّر صانعو هذه السياسة مغزى رفض معظم المصريين سلطة «الإخوان» السابقة وإصرارها على أن تضع جماعة فوق شعب بأكمله، وأن تهيمن على مفاصل الدولة وتغير هويتها وتفرّط في بعض ثوابت أمنها القومي. كما لم يفهموا دلالة فرح معظم المصريين بالخلاص من هذه السلطة عبر انتفاضة لا سابقة لها. الديمقراطية في مصر ... قابلة للانتظار استنتج تشارلز أيه. كوبتشان أنه بدلًا من النظر إلى نهاية احتكار الاستبداد باعتباره لحظة سانحة لنشر الديمقراطية في المنطقة، يجب على واشنطن أن تقلص طموحها وتعمل مع حكومات انتقالية لإرساء دعائم الحكم المسؤول حتى ولو كان غير ديمقراطي. ومن المؤكد أن العقيدة الأميركية تفضل دعم الديمقراطية، وسجل سير وأداء الديمقراطيات أفضل بالفعل من سجل الأنظمة الاستبدادية. لكن الولع باستعجال الدول الانتقالية كي تذهب إلى صندوق الاقتراع يضر أكثر مما ينفع، ويتمخض عنه أنظمة غير ليبرالية بها خلل وظيفي. فربما اُنتخب محمد مرسي الذي عُزل في الآونة الأخيرة، بشكل نزيه لكنه ترأس الدولة المصرية وهي على شفا الانهيار وعامل خصومه السياسيين باستعلاء. فبدلاً من ملاطفة القاهرة حتى تعقد انتخابات والتهديد بوقف المساعدات إذا لم تفعل، يجب على واشنطن أن تضغط على القيادة الحالية كي تتمسك بمعايير واضحة للحكم المسؤول بما في ذلك إنهاء العنف واستعادة الوظائف الرئيسية للدولة، وتيسير تعافي اقتصادي والتصدي للمتطرفين المسلحين والحفاظ على السلام مع إسرائيل. وفي هذه اللحظة الهشة في الصحوة السياسية في مصر، فإن أداء حكومتها سيكون أكثر أهمية في تحديد شرعيتها وقدرتها على الاستمرار من فوزها بانتخابات. حرب باردة عربية جديدة لدى د. بهجت قرني قناعة بأن المحك الجديد حالياً هو العلاقة مع جماعة «الإخوان» وفروعها المختلفة وكيفية التعامل معها. ومع استمرار أزمة الداخل المصري، هل يُعيد تاريخ العرب الحديث نفسه؟ هل يتكرر ما سُمي «الحرب الباردة العربية»، ولكن في سياق عالمي تحرر من حربه الباردة، بينما قد ندخل نحن فيها مع فاعلين إقليميين جدد؟ ما أوجه التشابه والاختلاف بين «الحربين»؟ العَدويَّة... صيَّروها معركة الكفر والإيمان! يقول رشيَّد الخيَّون: عُرفت الزَّاهدة رابعة العَدويَّة في كتب الأولين والمتأخرين، لكنها اشتهرت في الإعلام بعد اختيار مسجدها مكاناً للتظاهر السياسي، ولا نعلم هل جاء اختيار المكان صدفة أم بتخطيط لهذه الرمزية؟ فقد خطب عضو مجلس شورى «الإخوان» محمد البلتاجي، معتبراً المكان والموت فيه كـ«يوم الخندق»، قال: «لما رأى المؤمنون الأحزاب ثم وقف النَّبي، صلى الله عليه وسلم، يضرب ضربته فيقول: فتحت قيصر الله أكبر، فتحت كسرى الله أكبر، فتحت المدائن. ثم قال المنافقون: يعظكم محمد بفتح قيصر وكسرى ولا يستطيع أحدكم أن يخرج مِن الحصار إلا والكمائن تحيط به مِن كلِّ مكان... لكن المؤمنين الصَّادقين الذين يقدمون أرواحهم ونفوسهم لا لأجل مصلحة ولا منصب ولا مغنم ولا لشيء من الدنيا، والله شيء محير يربك خصومكم الذين لا يؤمنون بالله وبالآخرة» (الأحد 11 أغسطس 2013)! قال البلتاجي هذه الخطبة، بتصرف مما جاء في السيرة النبوية في شأن «الخندق» (الخامسة هجرية)، قبل البدء بفض الاعتصام (الأربعاء 14 أغسطس)، بمعنى أن كلَّ مَن يعارض «الإخوان» ليس مؤمناً، وأي معركة يخوضها «الإخوان» بتصويرها على أنها معركة مَن أجل الدين، فهم المؤمنون «الصَّادقون»، «لا لأجل مصلحة ...» حسب البلتاجي! هذا هو الخطاب المشوش للدين. البيانات الضخمة... مؤشر جديد لـ«ثورة» مقبلة على حد قول "سامويل أربيسمان”، تنطوي ملفات «البيانات الضخمة» big data على فائدة توظيف كميات هائلة من المعلومات للمساعدة على فهم العالم بصورة أفضل. إلا أن مجرّد الحديث عن هذا المصطلح يدفعنا إلى الشعور بأننا أمام أُحجية لعبة الكمبيوتر الشهيرة «الكرة الضخمة» Hyperball. كما يقتضي منا هذا التصوّر المبهم، تفسير المصطلح الجديد من جوانبه كافة. «البيانات الضخمة» مصطلح بدأ تداوله منذ أواخر عقد التسعينيات، ويغلب الاعتقاد أنه نشأ أصلاً في «وادي السيليكون» بولاية كاليفورنيا. وقدمت شركة «آي بي إم» IBM ما يبدو في الظاهر أنه تعريف مبسط له عندما وصفته على النحو التالي: يتميز مفهوم «البيانات الضخمة» بأربع خصائص هي، الحجم، والتنوع، والسرعة، والدقة. ولكن.. سرعان ما تم تجاهل هذا التعريف في التطبيقات المتعلقة بمجالات العلوم والتسويق والسياسة والرياضة وغيرها من الأمور والقضايا بسبب ما انطوى عليه من غموض. فهل يحتاج التعامل مع «البيانات الضخمة» معالجة قدر من المعلومات يفوق احتمال جهاز كمبيوتر منزلي؟ لو كان الأمر كذلك لما كان هناك شيء اسمه تحليل معطيات الأسواق، ولا كنا قادرين على إنجاز النشاطات التي اعتدنا على إنجازها باستخدام موقع «فيسبوك». وهل تحتفظ «البيانات الضخمة» بمفهومها إذا لم تعمد إلى استخدام أدوات معينة من حقول علم الذكاء الصناعي والاستفادة من الآلات القادرة على التعلّم من ذاتها؟ ربما. ووفقاً للعديد من الاعتبارات، يمكن القول إن ظاهرة «البيانات الضخمة» لم تقفز إلى واجهة المشهد إلا مؤخراً. ففي شهر مايو 2011 نشر «معهد ماكنزي العالمي» تقريراً جاء فيه: «إن البيانات الضخمة ستمثل الجبهة الجديدة للإبداع والابتكار والتنافس والإنتاجية». ومن المعروف أننا نستطيع الآن تخزين كميات هائلة من البيانات الأدبية والاجتماعية والعلمية وغير ذلك، باستخدام لغة البرمجة المعقدة وبالاعتماد على قوة أداء الكمبيوتر. محادثات السلام... عودة حق العودة! يرى بن لينفيلد إنه من المتوقع أن يواجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس صعوبة كبيرة في التسويق لأي اتفاق سلام يتم التوصل إليه مع إسرائيل في مخيمات لاجئين مكتظة وباهتة مثل مخيم الدهيشة الواقع قرب مدينة بيت لحم. ذلك أن ثمة هوة كبيرة جداً بين ما ينظر إليه اللاجئون الفلسطينيون وأبناؤهم وأحفادهم باعتباره حلاً عادلاً لمعاناتهم كلاجئين اقتُلعوا من أراضيهم، والموقف التفاوضي لإسرائيل المتمثل في عدم السماح لأي لاجئ فلسطيني بالعودة إلى تلك الأراضي الواقعة داخل إسرائيل ضمن أي اتفاق نهائي مع الجانب الفلسطيني. وباعتباره الطرف الأضعف في المفاوضات، يمكن القول إن عباس سيواجه صعوبة كبيرة على الأرجح. لم يتبق من قرية زكريا التي وُلدت فيها داخل إسرائيل سوى المسجد، ولكن فاطمة الحاج علي عدوي التي تسكن مخيم الدهيشة، وكانت طفلة عندما غادرت عائلتُها القرية، ما زالت تتمسك بذكرياتها عن تلك القرية الواقعة غرب القدس، والتي تحولت إلى منطقة زراعية تعاونية لمهاجرين يهود أكراد بعد أن طُرد منها آخر الفلسطينيين في يونيو 1950، وغيِّر اسمها إلى زكرياء. ويشار هنا إلى أن كلتا النسختين العربية والعبرية للاسم تحيلان إلى النبي زكريا، المذكور في كل من نصوص الإسلام واليهودية. ومع أن المباني التي تتذكرها فاطمة هُدمت وأزيلت في إطار سياسة حكومية إسرائيلية تقوم على هدم ما تبقى من القرى الفلسطينية من أجل استبعاد فكرة عودة السكان السابقين، غير أن التعلق العاطفي بأراضي الآباء والأجداد انتقل، على رغم ذلك، من جيل إلى آخر. وتقول فاطمة: «أريد أن أموت في قريتنا، في منزلنا في زكريا. فأنا لا أنسى بلدي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©