الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجالس ذكية

19 أغسطس 2015 23:18
يعول الكثير من التربويين والمهتمين بشؤون النشء على أن يتعلم الأبناء الكثير من القيم والسلوكيات الطيبة والحسنة والموروث من العادات والتقاليد من المجالس التي يقصد بها أماكن تلاقي الخبرات سواء قديمة أو متطورة حديثة مثل المجالس الصغيرة كالعائلة أو على نطاق أوسع كمجالس الأسرة الممتدة أو المجتمع بشكل عام. ولا يقصد بالمجالس المباني بل الأفراد المتواجدين فيها من فئات عمرية مختلفة، إلا أننا أصبحنا لا نشعر بقيمة هذه المجالس بسبب استخدام وسائل التقنية الحديثة أثناء انعقادها، وعلى رأسها الهواتف الذكية ينهمك الحاضرون في التواصل من خلال «سناب جات، وتويتر، وانستجرام، وواتساب، إلخ» مع العالم الخارجي، دون وجود أي تواصل داخلي مع الحضور، بالتالي فإن الاستفادة من قيمة هذه المجالس لم تعد بالشكل المطلوب. يروى أنه اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا فَلَبِسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «شَغَلَنِي هَذَا عَنْكُمْ مُنْذُ الْيَوْمِ، إِلَيْهِ نَظْرَةٌ، وَإِليكُمْ نَظْرَةٌ». ثُمَّ رَمَى بِهِ. ومنه نستخلص أنه يجب ترك أي شيء يشغلك عن الحاضرين في هذا المجلس والاستفادة منه حتى لو كانت «سوالف عادية» يستفيد منها الصغير قبل الكبير والأجيال المختلفة. إن آداب المجالس ذكرت في القرآن الكريم والسنة، فيجب علينا الالتزام وعدم الاستهانة بها لأننا نسعى إلى إعداد جيل متطور وذكي مع الحفاظ على السلوك القويم واحترام الآخر وحسن الإنصات والاستماع والمشاركة الفعالة والإثراء والنقاش الهادف ومراعاة تباين الأعمار ككبار السن والأطفال والتوزيع الصحيح للحوار، وأن ننهل من العلوم سواء كانت من خلال المناهج التعليمية والأكاديمية أو من خلال المجتمع حتى لا يحدث انقطاع أو فواصل بين الأجيال. لقد أدركت قيادتنا الرشيدة أهمية المجالس فدعت إلى إنشاء مجالس مختلفة في إمارات الدولة كمجلس البطين في أبوظبي ومجالس الضواحي في إمارة الشارقة، كما تبنى بعض الوجهاء وأعيان البلاد المجالس لإدراكهم أهميتها كمجلس أبناء بن حم ومجلس الرواشد وخالد بن طناف المنهالي والطواير في دبي وغيرها الكثير في إمارات الدولة، فالكثير من الأجيال تخرجت في المجالس وكانت مخرجات التعلم والخبرات لديهم تضاهي ما تقدمه المدارس والجامعات والأكاديميات. خليفة بو سلطان - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©